- في الفترة الماضية من شهر ابريل وحتى أول مايو زار السودان وفد من المجلس التنفيذي لليونيسيف يضم مندوبين من ألبانيا والدنمارك وجيبوتي حيث جاءت الزيارة بهدف التعرف عن قرب على البرنامج القطري للتعاون بين اليونيسيف وحكومة السودان ومناقشة نتائج عمل اليونيسيف مع الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين على المستويات القومية والمحلية في إطار السياق العريض لأولويات التنمية القومية وقد صمم البرنامج القطري لليونيسيف الذي يغطى السنوات 2013 - 2016 لتعزيز التحسن المستدام في حياة الأطفال في السودان . وقابل الوفد في الخرطوم وزراء وممثلين رفيعي المستوى لكل من وزارات التربية والخارجية والصحة والمالية والرعاية والضمان الاجتماعي بالإضافة إلى المجلس القومي لرعاية الطفولة ومفوضية العون الانسانى وتبادل معهم وجهات النظر حول وضعية الأطفال في السودان وفرص زيادة الاستثمار المخصص فى مجال الخدمات الاجتماعية المقدمة لفائدة الأطفال في جميع إنحاء السودان خاصة الأكثر احتياجا منهم كما قام الوفد بزيارة لكل من ولاية شمال دارفور والولاية الشمالية . وأشاد المستر قبير الممثل القطري لليونيسيف بالسودان التعاون الكبير بين حكومة السودان ومكتب اليونيسيف من اجل تسهيل عمل اليونيسيف بالسودان مشيدا بالجهود التي تبذلها الحكومة في العاصمة والولايات في مجالات الصحة والتعليم وخاصة حملات التطعيم مؤكدا ضرورة استمرار وتعزيز وتنفيذ السياسات والبرامج الخاصة بحقوق الأطفال وحمايتهم . وامتدح السفير هوكسا رئيس وفد المجلس التنفيذي لليونيسيف دور حكومة السودان في إنجاح الزيارة وجعلها ممكنة وقال هناك من يجعل الأهمية في الذهب و البترول أو الزراعة لكن الأهمية القصوى تتمثل في هؤلاء الأطفال واعتبرهم الأصول الأساسية للسودان وان أهمية هذه الزيارة لايمكن إغفالها وان الوفد جاء ليسجل أصوات أطفال السودان ليسمعها إلى نيويورك وان هذه الأصوات التي سينقلها الوفد تمثل أصوات 18 مليون طفل في السودان لهم ثلاثة رسائل سهلة وواضحة الرسالة الأولى أن هؤلاء الأطفال يقدرون الدعومات التي تقدمها لهم الحكومة خاصة في مجال الصحة. والرسالة الثانية إن الأطفال يقدرون حجم هذه الدعومات خاصة في المناطق النائية والبعيدة وهذا الاهتمام لايخص أطفال الخرطوم فقط بل يمتد للولايات خاصة أطفال شمال دار فور الذين نزحوا جراء الأحداث الأخيرة . أما الرسالة الثالثة التي ينقلها الوفد عن أطفال السودان أن هؤلاء الأطفال يريدون للحرب أن تتوقف وان تكون الاستثمارات في مجال الصحة والتعليم . وفى زيارات الوفد الولائية زار الوفد مستشفى دنقلا الولائى الذي يقدم استشارات روتينية للأمهات الجدد بناء على مبادرة سليمة التي تهدف إلى الحفاظ على الطفلات الصغيرات سليمات دون إخضاعهن لعمليات الختان ومن اجل التعرف على النظام الموسع لحماية الطفل في السودان قام الوفد بزيارة وحدة حماية الأسرة والطفل التابعة للشرطة وهى الجهاز التنظيمي المعترف به دوليا لتحقيق أفضل وسيلة لحماية الطفل وفى شمال دارفور استمع الوفد إلى تقارير حول مستقبل السلام والتنمية في إقليم دارفور وزار معسكرات النازحين (زمزم ) للاطلاع على الخدمات المقدمة للأطفال والأسر المقيمين بالمعسكر . وبالرغم من التقدم المحرز خلال العقود الماضية إلا انه من الواضح إن عددا مقدرا من الأطفال في السودان لايستفيدون من الخدمات الاجتماعية الأساسية وخدمات الحماية . وينمو عدد كبير من الأطفال في السودان في ظروف غير مواتية نظرا لعدم كفاية الاستثمار في الخدمات المقدمة للأطفال أو عدم المعرفة الكافية بالطرق الأساسية للتربية، كما أن تضاعف النزاعات المستوطنة والحادة من قتامه الصورة للأطفال تسرق منهم طفولتهم وتحرم البلاد من طاقات الأجيال الناشئة في السودان والتي هي في أمس الحاجة لها . ومن اجل الأطفال في السودان يجب على جميع الأطراف إنهاء كل النزاعات في البلاد والعمل معا على تحقيق بناء المستقبل للجميع بواسطة الجميع . إن الأساس المتين لمستقبل السودان يجب أن يبدأ من الاستثمار الكافي الذي يستهدف الأطفال والأطفال الأكثر هشاشة منهم على وجه الخصوص والذي ينبغي أن يبنى على الانجازات المحققة ويهدف إلى استدامتها . وأكدت اليونيسيف التزامها بالوقوف إلى جانب السودان وأطفال السودان في وقت تتجه فيه البلاد لرسم طريقها نحو التنمية وعلى المجتمع الدولي القيام بنفس الشئ لفائدة كل فتى وفتاة في السودان وأكدت اليونيسيف دعم حقوق كل طفل فى كل ماتقوم به وبالتعاون مع الشركاء تعمل اليونيسيف في 190 بلدا وإقليما لترجمة هذا الالتزام إلى عمل على ارض الواقع بالتركيز على الجهود للوصول إلى الأطفال الأكثر هشاشة وعزلة ولفائدة كل الأطفال أينما كانوا . ب ع