-يعتبر علم إدارة المصادر التراثية من العلوم الحديثة نسبياً فقد تم وضع نظريات وأساليب وطرق علم إدارة المصادر التراثية في العقدين الماضيين من القرن العشرين. ويهتم هذا العلم بالمصادر التراثية المادية وغير المادية وذلك من خلال تحديد هذه المصادر وتسجيلها وتوثيقها وتفسير المفاهيم المرتبطة بها والحفاظ عليها من التلف والدمار والأندثار وتطويرها وتقديمها وإدارتها بما يضمن حفظ هذه المواد للأجيال القادمة والاستفادة منها لصالح المجتمع. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات هائلة على المستوى النظري والتطبيقي لهذا العلم مما جعله من أكثر التخصصات نمواً وتطوراً خاصة ً بعد وضع أسس ونظريات وقواعد وأخلاقيات هذا العلم الحديث فيما شهد المستوى التطبيقي إستخدام وسائل علمية وتكنلوجيا حديثة كنظم المعلومات الجغرافيا ونظم قواعد البيانات والأقمار الأصطناعية وأجهزة الليزر وغيرها من التقانات الخديثة في توثيق وحفظ إدارة المصادر التراثية والتعريف بها من خلال تيسير البحث العلمي في هذا المجال. وأقتضى التطور المتسارع في علم إدارة المصادر التراثية تكاتف جهود الدول والمنظمات والمؤسسات ذات الصلة للإلمام بأخر التطورات والمستجدات التي تطرأ على هذا المجال وذلك من خلال إعداد وتعريف وتدريب الأطر والكوادر العاملة في إدارة المصادر التراثية والمجتمعات المحلية. وتتضمن خطط إعداد المؤسسات والهيئات العاملة في مجال إدارة المصادر التراثية وتأهيل الكوادر المتخصصة تحديد الأساليب الحديثة في توثيق وتحليل وتقويم المصادر التراثية وطرق التوثيق الحديثة مثل التصوير الرقمي والليزر وتحليل وتفسير معاني المصادر التراثية والقيم المرتبطة بها وإستخدام تكنولوجيا المعلومات في إدارة المصادر التراثية. وتمتد إستراتيجيات التخطيط في إدارة المصادر التراثية إلى تحديد دور المصادر التراثية في تحقيق التنمية المستدامة وتحديد الجهات المتصلة بذلك في الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والدولية والمجتمع المحلي بجانب القضاياة الخاصة بتنمية وتطوير وإدارة المصادر التراثية وتنمية الموارد البشرية والأفادة منها في مجال السياحة الثقافية وكيفية تسويق المصادر التراثية في العالم المعاصر وإدماجها في خطط التنمية الإجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.