جبل البركل هو أول موقع سوداني يتم تسجيله في السجل العالمي للتراث في العام 2003م ويضم خمسة مواقع ترجع لمملكة نبتة هي البركل ، الكرو، نوري، صنم ابودوم والزومة وتشكل هذه المواقع مجموعة سياحية متكاملة يمكن ربطها بمشروع سياحي متكامل.. لهذا الأمر جاء إختيار جبل البركل اسما لمهرجان الثقافة والسياحة والتسوق الآول للولاية الشمالية كدلالة تاريخية واستشرافا لمشروع سياحي كبير ، حيث احتضن سفح جبل البركل المهرجان في الفترة من 6-15 ديسمبر و الذي افتتحه السيد رئيس الجمهورية وسط حشود لم تشهد الولاية الشمالية مثيلا لها في التاريخ القريب حيث يقدر الحضور بحوالي 60 ألف في حفل الافتتاح .وجاءت العديد من الوفود المشاركة من داخل و خارج البلاد.. قام المهرجان علي ثلاثة محاور رئيسية : المعارض، الثقافة، الرياضة، بجانب الوفود، ضمت المعارض جانب اقتصادي وجانب تراثي حيث شاركت العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية في المعرض التجاري مثل شركة دال قروب وكانت من رعاة المهرجان ، شركة سوداني (راعية )، هيئة تطوير الزراعة سد مروي، جمعية فلاحة النخيل السودانية، شركات التأمين السلامة و شيكان، شركات السياحة العاملة في محلية مروي مثل البيت النوبي، منتجع جبل البركل السياحي، مروي لاند ، هيئة الاستثمار الولاية الشمالية، الحياة البرية ،السياحة الاتحادية، وزارتي الثقافة والإعلام الاتحادية والولائية ، مركز تطوير سيدات الأعمال، مدينة الكفرة الليبية. أما معارض التراث فشاركت فيها العديد من الولايات نهر النيل، غرب كردفان ، شمال كردفان، سنار ، كسلا بالاضافة الي محليات الولايةالشمالية : الدبة، القولد، حلفا، عبري، دنقلا ومحلية مروي. وقد شمل المعرض المقتنيات التراثية لكل هذه المناطق بجانب مشاركة جمعية الكنداكة واتحاد المرأة بمحلية مروي وعدد من الأفراد ممثلين لتراث قبائلهم وأسرهم. جاءت الوفود الولائية من كل الولايات والمحليات آنفة الذكر بالاضافة لوفود من الجماهيرية الليبية مدينة الكفرة مكون من (24) فرد ، وفد من جمهورية مصر يمثل القطاع السياحي ، وسيدات أعمال بحرينيات وممثل منظمة السياحة العالمية - مكتب المغرب-. وفي الجانب الثقافي شارك فنانون وفرق من خارج البلاد، كالفنان القطري علي عبدالستار، الفرقة الأثيوبية، الفرقة النوبية بحمهورية مصر، ومن الداخل شاركت فرقة الوازا من النيل الازرق ،فرقة من ش وغ كردفان، فرقة من محلية شندي. ووفد بقيادة معتمد شندي حسن عمر الحويج ، ووفد من ولاية البحر الأحمر بقيادة أمين الحكومة وفد من شمال كردفان بقيادة وزير السياحة خالد الشيخ ووفد قبيلة القراريش، وفد قبيلة دار حمر ، وفد قبيلة الهواوير، ومجموعة منظمات النوبة. أما الليالي الغنائية فقد أستقبلتها ثلاثة مسارح بالولاية هي مسرح البركل، مسرح مهيرة (دنقلا) ومسرح الدبة. وأحيا ليالي المهرجان كل من المادحين اولاد حاج الماحي والفنانين : علي إبراهيم اللحو ، عبد الرحمن عبدالله ، عمر إحساس ،حمد الريح ، بلال موسي، عبدالله البعيو، خالد الصحافة، الثنائي يس وخنساء، مجموعة مختار دفع الله ، جعفر السقيد ، ياسر طه، عثمان عبدالعظيم ، عبدالرحيم ارقي ، حافظ طه، وآخرين بجانب مجموعة الدليب ، مجموعة الطنبور ، فرقة دنقلا للتراث، الفرقة النوبية، فرقة عصافير الشمال، فرقة الكميرات السودانية، فرقة دميك .وغنى فى الليلة الختامية الفنان محمد النصرى وفرقة دنقلا للتراث وشهد الحفل جمهور غفير تداعى من كل انحاء الولاية. كما شارك الشعراء : خالد شقوري - محمد العبيد - سيد أحمد - العطا علي العطا - محمد سفلة - حاتم حسن الدابي - شريف محجوب - زاهر خوجلي - عثمان عوض. وفي الجانب الرياضي جرت مباريات لكرة القدم بين الفرق: الجبل كريمة - الشعلة أرقو، الزومة الخرطوم - الجبل كريمة وحاز الفائز على ميدالية ذهبية. وانتقلت فاعليات المهرجان في اليوم السابع للمهرجان الي منطقة الزومة. كما اجري سباق للرالي أنطلق من موقع معركة كورتي الي جبل البركل وفي ذلك دلالة تاريخية بين المنطقتين .وحاز الفائز الأول علي كاس و ميدالية ذهبية . كما أقيم سباق للهجن بين متسابقيين من المنطقة وحاز الفائز علي ميدالية وكأس. وأيضا أقيمت مصارعة بين فرق متنافسة من الخرطوم وكذلك كرم الفائز بميدالية وكأس . أما في الاعداد والتنظيم فيقول الأستاذ عمر شلبي المدير التنفيذ ي للموقع الذ ي قام بتصميم البوابة الرئيسية لمدخل المهرجان والتي صممت في شكل رأس هرم مجذوذ وهذه فيها ا إشارة وتذ كير لما قام به أحد لصوص الآثار من جذ لرءوس الاهرامات في البركل والبجراوية وسرقتها. وكذلك قام شلبى بتصمم بيت التراث والمعارض، وحتي الإنارة و جميعها صممت علي شكل هرمي كرمز لاهرامات جبل البركل ، وقد استخدمت المادة الاساسية في التشييد من الخامات المحلية من مخلفات النخيل من الجزوع والجريد والسعف. وسلطت ستة عشر كشافة سعة 1000 واط علي الجبل فأظهرت الجبل بصورة واضحة وباهية ليري في الليل علي بعد عدد من الكيلومترات. ويضيف الأستاذ عمر شلبي بان المهرجان قد أحدث تمازج ثقافات لم يحدث منذ سنين طويلة، وأن المهرجان لن يغلق أبوابه حيث يبدأ الاعداد للمهرجان الثاني انطلاقا من اعلان السيد رئيس الجمهورية بقيام المهرجان سنويا وتشكيل لجنة عليا له. واختتم عمر قوله بأن المهرجان القادم سيكون بشكل مختلف إن شاء الله وأنه قد سجل في عضوية منظمة السياحة العالمية، وأن المهرجان كان له ظهورا قبل ميلاده -كما حضارة جبل البركل- فقد تمت المشاركة باسمه في العديد من المهرجانات السالفة كسلا، البحر الأحمر ، حلفا، نهر النيل.