شهدت الفترة الماضية حراكاً دبلوماسياً رفيع المستوى ونشاطات واسعة على المستوى الثنائي والاقليمي ، ذلك وفق رؤية استراتيجية تستهدف تعزيز علاقات السودانية الخارجية في اطار شراكات استراتيجية بدءاً بدول الجوار ، ثم الدول الكبيرة المؤثرة . قادت الحراك وزارة الخارجية بقيادة الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية وأركان حربه من وزراء الدولة والوكيل والمديرين العامين ومديري الادارات ورؤساء البعثات الدبلوماسية بسفارات السودان وكافة منسوبي الوزارة . وكالة السودان للأنباء وقفت على سرد تلك التحركات في لقاء مع الدكتور يوسف الكردفاني الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ، الذي ابتدر حديثه بالزيارة المهمة التي قام بها وزير الخارجية الروسي للسودان في ديسمبر الماضي معتبراً الزيارة بأنها أحدثت نقلة نوعية في علاقات السودان مع روسيا استهدفت الانتقال من العلاقات العادية الى العلاقات الاستراتيجية لتشمل نطاق الاستثمارات الروسية فضلاً عن التنسيق والدعم المتبادل بين البلدين في المحافل والمنابر الدولية المختلفة . زيارة المسؤول الروسي للبلاد لها مابعدها -وفقاً للكردفاني _ حيث تم عقد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في موسكو وتم الاتفاق خلالها على العديد من مشروعات التنمية في مجالات النفط والغاز والتعدين وغيرها من المجالات . الشراكة بين الخرطوموموسكو تعكس بصورة واضحة المواقف القوية لروسيا الداعمة للسودان في مجلس الأمن الدولي ، تجاه قضايا عديدة تخص السودان ، حيث ساهم موقفها في تفادي صدور أي قرارات محتملة ضد السودان آخرها موضوع ابعاد الموظفين الأمميين من السودان . النهج الاستراتيجي للعلاقات كان أيضاً مع دولة كبرى أخرى هي الصين حيث زار وزير خارجيتها السودان بدعوة من نظيره علي كرتي ، تم خلالها بحث تفعيل وتعزيز العلاقات الثنائية والاتفاق على توسيع نطاق الاستثمارات الصينية ومنح امتيازات اضافية للشركات الصينية للاستثمار في مجالات متعددة بالسودان ، بجانب الاتفاق على تعزيز استمرار الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية والاقليمية . دول الجوار لم تكن غائبة عن هذا الحراك حيث جرت مباحثات سودانية مصرية برئاسة وزيري الخارجية تناولت تفعيل اللجان الفنية المشتركة في اطار الاعداد لاجتماعات اللجنة الرئاسية العليا بين البلدين . في هذا الاطار زار السودان أيضاً مساعد وزير الخارجية المصري لشئون دول الجوار لبحث الاتفاق على جدول زمني لاجتماعات اللجان الفنية للتحضير للجنة العليا . كذلك استضاف السودان وزراء خارجية أثيوبياوجنوب السودان في اطار الاجتماع الذي انعقد بمبادرة صينية بهدف دفع جهود الايقاد لايجاد تسوية سياسية شاملة للنزاع في جنوب السودان حيث شارك في الاجتماع وزراء خارجية السودان والصين واثيوبيا وجنوب السودان وممثل الايقاد وممثل حركة مشار . الفعاليات المصاحبة للحراك الدبلوماسي شملت انعقاد المنتدى العربي الروسي بالخرطوم بمشاركة عدد مقدر من وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الروسي والأمين العام للجامعة العربية حيث خرج الاجتماع بعدد من الاتفاقيات ستعزز التعاون العربي االروسي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية . الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية اشار في حديثه ل(سونا) أن علاقات السودان بأوربا والولايات المتحدة لا تغيب عن ذلك الحراك الدبلوماسي ، مشيراً الى لقاء وزير الخارجية بالممثلة السامية العليا للشئون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوربي خلال نوفمبر الماضي بالعاصمة الايطالية روما حيث جرى بحث تعزيز التعاون بين السودان والاتحاد الأوربي . اهتمام السودان بمعالجة قضايا دول الجوار وضح من خلال استضافته لاجتماع دول الجوار الليبي بحضور وزراء خارجية مصر ، ليبيا ، تونس ، الجزائر ، تشاد والنيجر بجانب السودان وممثل الجامعة العربية ، تم خلاله الاتفاق على ضرورة تعزيز فرص الحوار الوطني الليبي بدعم من آلية دول الجوار وبرعاية من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة . هذا الحراك يؤكد أن الدبلوماسية السودانية بدأت خطوات متقدمة لاستعادة السودان لدوره الطليعي في الاقليم من خلال مبادرات حيوية لحل النزاعات في دول الجوار فضلاً عن محاولاته لتقريب وجهات النظر بين مصر واثيوبيا فيما يتصل بسد النهضة ، بجانب الجهود الجارية لدعم علاقات السودان العربية ، ومن المتوقع انعقاد اللجان الوزارية بين السودان وكل من السعودية والكويت والامارات العربية خلال الفترة القادمة لتعزيز التعاون معها في المجالات المختلفة . ط . ف