- يلعب قطاع الجلود دوراً مهما في الاقتصاد القومي اذ يساهم في توفير فرص عمل في مختلف مراحل تصنيعها والتي تتضمن( المسلخ - مستودعات- المدبغة- الصناعات الجلدية )، ويوفر العملات الصعبة نتيجة للطلب العالمي المستمر للجلود السودانية في السوق العالمي ، كما انه يحقق القيمة المضافة في جميع مراحله من الانتاج وحتي التصنيع. وينتج السودان من الجلود 271 مليون و4 الاف قطعة في العام ، وتمتاز الجلود بالجودة والمتانة وسعة وكبر المساحة مما يجعلها مفضلة ومرغوبة لصلاحيتها وقابليتها للاستخدامات المختلفة . الخبراء في ورشة عمل جلود الأبقار المجففة (الفشودة )التي نظمتها وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي بمقرها امس أكدوا علي أفضلية تصنيع وتصدير الجلود لأنها تحقق قيمة مضافة بدلا من تصديرها خام . الدكتورة رقية محمد عثمان مدير المركز القومي لتحسين الجلود، قالت في ورقة قدمتها في الورشة بعنوان (الجلود الفشودة )،وهي تعني جلود الأبقار الخام المجففة علي الأرض والمرحلة الي ولاية غرب دارفور ومنها لخارج السودان ، دون ضوابط ومواصفات ودون دخولها للمسالخ ، قالت إن وزارة الثروة الحيوانية نبهت مديري الولايات بأهمية تنظيم صادر الجلود وايقاف حركة الجلود خارج البلاد الا عبر ميناء الصادر ببورتسودان . واضافت ان الجلود المرحلة من ولاية الخرطوم الي الجنينة بدافور قفزت الي 400 طن في العام 2013م من 100 طن في العام 2010م مما كان له الأثر السلبي على انهيار المشروع القومي لتحسين الجلود وعدم الاستفادة من سلسلة القيمة المضافة وحرمان البلاد من نسبة مقدرة من عائد صادر جلود الابقار ، وندرة في الخام وزيادة اسعاره . ودعت د. رقية لأهمية التنسيق بين الوزارات ذات الصلة والمهتمين والخبراء في مجال ترقية وتطوير قطاع الجلود وان تصدر في شكل منتجات جلدية موضوع عليها علامة صنع في السودان ليرتفع عائد صادر الجلود من 40 مليون دولار حالياً الي 478 مليون دولار في العام . المهندس محمد سليمان محمد ، الخبير في صناعة الجلود والمحاضر بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ) قدم ورقة بعنوان (صناعة الجلود في السودان ) أشار فيها الى ان عائد الصادر من الجلود الخام يبلغ حاليا 40,9 مليون دولار سنوياً ، وتوقع اذا صنعت هذه الجلود ان يكون العائد منها 311 مليون دولار، واستعرض سيادته بعض العقبات التي تواجه قطاع الجلود ومنها تدني الطاقة الفعلية للمدابغ لعدم توفر الجلود وتدني صادر الخام منها نسبة لصادر الفشودة خارج الجهاز المصرفي ، وارتفاع تكلفة الانتاج وسياسة استيراد المنتجات المصنعة الجاهزة الرخيصة ضعيفة الجودة وضعف طرق الترويج والتسويق للأحذية الجلدية المحلية ، وعدم التنسيق بين الشركاء ( وزارات الاستثمار / الثروة الحيوانية / الصناعة / التجارة / البيئة / غرف الجلود / الولايات). وخرجت الورشة بعدد من التوصيات والتي من أهمها قيام مجلس قومي للجلود يتكون من ممثلين لوزارات الثروة الحيوانية والصناعة والتجارة وغرفة تجارة ومصدري الجلود وهيئة المواصفات والمقاييس والجمارك والجهات الأخرى ذات الصلة ، تعزيز الإشراف البيطري ، احكام الرقابة علي المسالخ ، تطبيق المواصفات الخاصة بإنتاج اللحوم والجلود . وطالبت الورشة بمنع حركة الاجانب في تجارة الجلود المحلية ، ومنع معاملة الجلود وتحضيرها الا داخل الوكالات(المخازن والمستودعات) وفقا للمواصفات القياسية، واجازة قانون الجلود المقترح من قبل وزارة الثروة الحيوانية والمودع بوزارة العدل وانشاء آلية للتنفيذ ، وإيقاف صادر الجلود البقري المجففة بالهواء( الفشودة) ، وتكوين لجنة لمعالجة آثار وقف ظاهرة الجلود الفشودة وأهمية التنسيق بين الجهات المعنية بإنتاج وتصدير الجلود . التوصيات أكدت ايضا أهمية الإسراع بقيام المدينة الصناعية للجلود بولاية الخرطوم، وعمل مشروع لتحسين الجلود الخام ، وتبني الخطة الاستراتيجية لقطاع الجلود التي تقوم بإعدادها منظمة الكوميسا ، وتفعيل دور الملحقيات التجارية والاقتصادية للترويج وجذب الاستثمار الاجنبي لصالح قطاع الجلود ، وإيجاد تمويل وقروض لإعادة تأهيل المسالخ القائمة ، والاستفادة من التمويل الأصغر بإنشاء مصانع وورش لتصنيع مدخلات الانتاج لتصنيع المنتجات الجلدية.