-- قديما قال القائل ان المشورة لقاح العقول ، ورائد الصواب والمستشير الى طرف النجاح ، وهي الطريق القويم الذي يقود الى الحلول الناجعة وتجاوز الخلافات مهما كان نوعها وحجمها ، ينبغي على الفرقاء السياسيين في بلادي ان يتمسكوا بها ، ويجعلوها طوق النجاة والأبحار به في خضم الحوار الوطني والمجتمعي الذان يمثلان المنهج الأمثل من خلاله الوصول الى الغاية المنشودة دون عناء وتعب ، هو مربط الفرس لحوار سوداني - سوداني خالص بعيدا عن التدخلات الخارجية التي دون شك ستعقد الأمور وتجعلها شائكة صعبة الحلول . تمر البلاد بظروف سياسية قاسية ومعقدة تتطلب العمل الجماعي لأنه أفضل الأعمال ، وتحتاج الى وقفة قوية من قبل سياسي الوطن الذي هو مسئولية كل فرد يمشي الهوينا على بساطه الهاني . قد حان الوقت المناسب للجلوس على طاولة التفاوض وتناول الموضوعات المختلف عليها بحصافة ودراية من أجل تفنيدها ووضعها في قالب التراضي حتى يتم الخروج برؤى وآضحة تضع مصلحة الوطن هي العليا ، لأنه يواجه تحديات جسام ينبغي الألتفات اليها ، بكل الحواس التي من الله بها على عباده ، تحديات لها أجندة خفية تهدف الى تمزيق أوصاله والوصول به الى نهاية مريرة ، وهنا ينبغي الأستدراك وكيفية التعاطي معها ، الحل الوحيد والناجع هو قفل الباب أمام تلك التحديات هو الحوار الوطني لأنه البلسم الشافي الذي يضع الحلول الى الخلافات السياسية التي لا يرجى منها خير وأستقرار للبلاد سوى تعرضه للخطر ، لأن هنالك عيون خارجية تراقب عن كثب ما يدور بداخله وتعمل بكل ما تملك من قوة على تأجيج الصراع بهدف تحقيق أهدافها التي ترنو اليها .هنالك محرك خارجي لدفع دفة الخلاف بين الفرقاء السياسيين وحملة السلاح من ناحية ومواقف الحكومة تجاه هذا الحوار الذي ينبغي ان يكون سودانيا من الداخل هذا هو رؤية الحكومة ، طالما هو حوار وطني ومجتمعي من الأحسن أن يكون سوداني - سوداني هذا هو الحل الوحيد لأن أهل مكة أدرى بشعابها ، اذا جلس الفرقاء السياسيين بكل طوائفهم والحركات التي تحمل السلاح والحكومة في مناخ ودي وجاد دون شك سيكون الحل سهلا دون تعقيد ، وهذا يحتاج الى الأرادة والعزيمة القوية لأن الوقت في تسارع شديد متغيرات في الجانب السياسي للوضع الراهن الذي نشاهده في عالم اليوم . أي تاخير ليس من المصلحة العامة وأنما يشكل عائقا ويعقد الأمور خاصة اذا أفسح المجال للتدخلات الخارجية التي لا تريد لهذا البلد ان ينعم بالأستقرار هذا هو التحدي الأكبر والواضح لكل فرد سوداني حادب على مصلحة الوطن . المتابع للأحداث السياسية والتطورات التي طرأت على العلاقات الدولية يرى ذلك أن الوضع السياسي الراهن في المحيط الأقليمي والعالمي ينذر بتحديات معقدة ، ويوضح أن عامل التكتلات وتوحيد الجبهة الداخلية من الضروريات التي تقف أمام تلك الموازنات ، وهذا ينبغي ان يتمحص من قبل الأرادة السياسية خاصة وأن السودان يشهد حراكا سياسيا يهدف الى لم الصف وتوحيد الجبهة الداخلية ورتق النسيج الأجتماعي وجعله قوة ضارية يستطيع ان يناطح بها كل خوان كفور من أعدائه الذين لم يقمض لهم جفن ما لم يحققوا أهدافهم وأجندتهم الخفية . لكن بالحوار الوطني والمجتمعي يستطيع سياسيو الوطن ان يتجاوزوا تلك التحديات بكل سهولة ويتعاطوا معها بحنكة سياسية معروفة لديهم ، وأهل السودان جديرون بحل مشاكلهم بأنفسهم لأنهم مؤهلون بذلك لأن العلة الوحيدة هي الخلاف المر والقطيعة السياسية التي لا تتناسب والمتغيرات السياسية العالمية هي السبيل الوحيد الذي ساعد على دخول الأجانب في شئوننا الداخلية ولم تكن هنالك حوجة ماسة للوساطات الخارجية طالما حوارنا حوار وطني ومجتمعي خالص المكان الأنسب هو البيت السوداني لا غير السودان ... المطالبة بان ينقل الحوار الى الخارج هو العرقلة المقصودة من قبل دوائر لها اجندة خفية ، ينبغي الحيطة والحذر لمن يتمشدقون بنقله الى خارج الوطن العزيز . يمثل الحوار الوطني فرصة طيبة لكل أبناء وطني في شتى القطاعات وأعني هنا أهل السياسة هم المعنيون بهذا الحوار لأنه يمثل صمام أمان لحماية الوطن وينبغي أن يكون شاملا يفسح المجال لكل من يريد المشاركة ، خاصة الحركات المسلحة والقوى السياسية المعارضة داخل البلاد وفقا لضمانات كافية للمشاركين تضمن لهم الحماية والأمن والخروج سالمين من البلاد عقب الحوار هذا من تأكيدات الحكومة وهي التي دعت لهذا الحوار لأنها تعلم بأنه المخرج الوحيد للوطن من أختلافاته السياسية . ومن المعروف طالما أنه حوار وطني معنى ذلك مشاركة كل ألوان الطيف السياسي لوضع حد لهذه الأختلافات السياسية وسيكون ناقصا أذا لم يشارك الجميع في هذا الحدث التأريخي ... لا يحتاج الحوار الوطني الى وساطة من الخارج طالما نابع من ارادة شعب السودان الداخلية وينبغي ان يكون الحوار الوطني حوارا داخليا بعيدا عن الضغوط المباشرة والغير مباشرة ، وعلى سياسي السودان الا يعولوا كثيرا على الوساطات الخارجية لأنها تعقد الأمور ولأنها لم تكن ذات خبرة ودراية بمكامن الأختلاف ولم تكن ذات معرفة حقيقية بمسائل الوطن السياسية ، فلاجل ذلك قفل الباب امام الوساطة الخارجية أمر مهم وتمليه الأرادة السياسية في هذه الظروف . أذا قدر النجاح لهذا الحوار الوطني وبارادة وعزيمة قوية من الداخل سيكون ان شاء الله العام 2016 م عاما للسلام الشامل وهذا ليس بمستحيل وانما يتوقف على نجاح الحوار نفسه واذا خلصت النية بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي فيه حتما الوصول الى الغاية المنشودة سهل ، الوضع السياسي لا يحتمل أكثر من ذلك ، ينبغي على كل القوى السياسية السودانية المعارضة والغير معارضة والحركات المسلحة ان تتسارع والجلوس على منضدة التفاوض داخل البيت السوداني لأن الحوار سوداني - سوداني .