-- العلاقات السودانية الصينية في تطور مستمر خاصة بعد الزيارة التأريخية التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية المشير/ عمر حسن أحمد البشير الى بكين بهدف المشاركة في الفعاليات التذكارية لانتصار الشعب الصيني في الحرب العالمية الثانية ، وقد شهدت العلاقات الثنائية هذا العام كثيرا من الاخبار السارة والأحداث المهمة عندما قام المبعوث الخاص للرئيس الصيني ووزير حماية البئية الصيني بزيارة السودان لحضور مراسم حفل تنصيب الرئيس عمر البشير لولاية ثانية ، وشهدت الفترة أيضا زيارة وزير الخارجية الصيني وآنغ يي الى السودان وهي زيارة تأريخية ومهمة في نظر البلدين ووصفها سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية بالخرطوم لي ليانخه بأنها مهمة وتعمل على ترقية العلاقات الى آفاق ارحب . كما شهد العام انعقاد الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب المؤتمر الوطني في العاصمة الصينيةبكين .وشهد العام أيضا افتتاح القصر الرئاسي الجديد والذي تم بناؤه بالمعونات الصينية ، كما أقيمت الفعاليات الأحتفالية بمرور عشرين عاما لتعاون النفط بين الصين والسودان ، وهنالك أهم حدث تأريخي في مسار علاقات البلدين عندما قام أسطول السفن الحربية الصينية بأول زيارة للسودان منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .وأشار سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في كلمته في الندوة التي أقامتها السفارة بمقرها بضاحية المنشية ( بعنوان اقتصاد الصين والعلاقات الصينية السودانية ) والتي حظيت بحضور عدد كبير في الباحثين والأكادميين والصحفيين ورجال الأعمال والدبلوماسيين ، الى العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها حققت موجات من التطور و التعاون المثمر بينهما في كآفة المجالات وهي تستشرق آفاق أرحب ومستقبل باهر . وقال سفير جمهورية الصين الشعبية بالخرطوم في مستهل كلمته في الندوة أن زيارة عمر البشير الى الصين ركزت على المباحثات وتناولت القضايا ذات الأهتمام المشترك ، حيث توصل الرئيسان الى توافق وآسع حول تعزيز الثقة السياسية المتبادلة ودفع التعاون العملي في كآفة الأصعدة ، بما يضع تخطيطا ويلقي تعليمات مهمة لمستقبل العلاقات الثنائية .وتوجت زيارة فخامة الرئيس عمر البشير الى الصين بتوقيع على بيان مشترك يهدف لأقامة علاقات الشراكة الأستراتيجية بين البلدين الأمر الذي يرمز الى القفزة النوعية للعلاقات الثنائية وسيترك بصمات مهمة في سجل تأريخ العلاقات الثنائية . وأكد سعادة السفير في كلمته خلال الندوة أن الجانب الصيني مثل الأخوة في الجانب السوداني يشعر بكل الأرتياح والتشجيع حول اقامة الشراكة الأستراتيجية بين البلدين ، ويحمل كل الثقة لمستقبل علاقات الصداقة والتعاون المثمر مؤكدا استعداد وجاهزية حكومة الصين للعمل مع الجانب السوداني على تنفيذ الرؤى المشتركة لدى الرئيسين من أجل دفع تطور العلاقات الصينية السودانية لكي تحقق انجازات جديدة في المرحلة القادمة . تربط الصين والسودان ، شراكة استراتيجية ، وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري ومستثمر للسودان ، وتشكل تنمية الصين نفسها أكبر فرصة للسودان والعلاقات الصينية السودانية . طرحت جمهورية الصين الشعبية سلسلة من المبادرات المهمة بما فيها بناء طريق الحرير التجاري والحزام الأقتصادي وتطوير تعاون الطاقة الصناعية ، رغبة منها في تعزيز تكامل المزايا وتحقيق المصالح المتبادلة والتنمية المشتركة . هذه المبادرات من جانب الحكومة الصينية تناسب تماما احتياجات وتطلعات السودان ، وتوفر اطارا نادرا لتعميق التعاون العملي بين البلدين حيث أبدت الصين استعدادها للعمل جنبا الى جنب مع الأصدقاء السودانيين والأستمرار في توطيد أسس التعاون العملي المشترك واستكشاف امكانيات التعاون ، وابداع أنماط جديدة للتعاون المثمر لتحقيق المزيد من الفوائد والمصالح للشعبين وقد لعبت البعثات الدبلوماسية الصينية في سفارة جمهورية الصين الشعبية بالخرطوم دورا كبيرا ورائدا في تطوير العلاقات الثنائية بين الخرطوموبكين من خلال الحراك الدبلوماسي الذي تشهده الدولتان ، وهنالك تحديات جسام ينبغي على الجانبين أن يبذلا جهودا جبارة من أجل التعاطي معها خاصة وأن ميزان العلاقات الدولية يشهد تغيرات أثرت على علاقات الأمم والشعوب ، وكان نتيجة ذلك ظهور ظاهرة التكتلات من أجل المحافظة على المصالح ، وتوصف علاقة السودان بالصين بأنها علاقات قوية متميزة راسخة الجذور تقوم على الأحترام المتبادل وأرضية صلدة نابعة من رغبة وارادة شعبي البلدين .