الخرطوم 5 - أكتوبر 2015 م (سونا )-- يواجه الوطن تحديات سياسية داخلية معقدة ، بسبب الخلافات السياسية التي تمثل أس المشاكل السياسية ، ولكي يتجنب الوطن هذه المعضلة يتطلب من كل القوى السياسية بمختلف ألوانها ان تعمل يدا بيد لمواجهة تلك التحديات بصورة جادة عن طريق التفاوض البناء يجمع كل الفرقاء السياسيين ، والحركات المسلحة ، لان العمل الجماعي هو الوسيلة الوحيدة التي تقود الى حل ناجع يحفظ البلاد من التمزق والتدخلات الخارجية في شئونه الداخلية . هنالك حراك سياسي اعتقد أنه الطريق الوحيد والسليم من خلاله احتواء الاختلافات السياسية بالطرق السلمية ، فالحوار الوطني والمجتمعي هما من مقومات توحيد الصف وتقوية الجبهة الداخلية ، وهذا يعتمد على المشاركة الجادة والفاعلة لدى القوى السياسية السودانية بأن تشارك في هذا الحراك السياسي المهم من أجل الوصول الى توافق وطني من خلال حوار سوداني - سوداني يشارك فيه الجميع دون اقصاء لأحد لأن الوضع السياسي الراهن الماثل أمامنا الآن يحتم على الجميع الأقدام والدخول في هذا الحراك بارادة وعزيمة قوية لأنجاحه وقفل الباب أمام التدخلات الخارجية التي تسعى للنيل من السيادة الوطنية وتحقيق أجندة تهدف الى تمزيق الوطن الى دويلات وغرس الفتن بين مكونات شعبه الذي عرف بالتسامح والترابط برفض الذل والخضوع لا ينصاع لأحد ، لأن وحدة الوطن في وحدة شعبه ووحدة قواه السياسية وأحزابه المختلفة . الوضع السياسي الراهن في السودان يحتاج الى تضافر الجهود من قبل الحكومة وكل القوى السياسية المعارضة خاصة حاملي السلاح من الحركات المسلحة التي لا يمكن تجاوزها لأن وجودها في هذا الحراك السياسي المقبل مهم وضروري حتى تكتمل الحلقة ومن ثم يكون الاستقرار السياسي وتتحقق التنمية الشاملة تبعا لذلك في جميع ارجاء الوطن بصفة عامة ، و المناطق التي تأثرت بالحروب بصفة خاصة . هذا المشروع الوطني يعتبر خطوة ايجابية لطي ملف الخلافات التي أصبحت كابوسا يؤرق اهل السودان والتي اخذت كثيرا من عدم استقرار الوطن ... والمتابع للاحداث يرى أن الخلافات السياسية بين الفرقاء السياسيين أفسحت المجال لبعض الدوائر المعادية بأن تجد موطأ قدم لها لكي تدخل في شئون الوطن الداخلية . أن الحوار الوطني والمجتمعي يمثلان فرصة فريدة ومهمة لكل الوان الطيف السياسي في السودان بأن تجلس وبرغبة أكيدة حول طاولة التفاوض والنقاش البناء داخل ارض الوطن العزيز وتناول ومناقشة الاختلافات السياسية سلميا بعيدا عن الوساطة الخارجية التي اثبتت عدم مقدرتها ومشاركتها المتواضعة بل عقدت الأمور ، لانها لم تكن ذات دراية ومعرفة بما يدور في تلك الاختلافات السياسية . وينبغي ان يكون الحوار سوداني - سوداني يضع المصلحة العليا في الاولويات وهذا لم يكن ما لم تتضافر الجهود من الجميع خاصة الحركات التي تحمل السلاح وهي المعضلة الرئيسية التي تعرقل مسار هذا الحراك فالدعوة التي وجهتها الحكومة السودانية لحكومة تشاد بأن تقنع حاملي السلاح في اقليم دارفور بأن تشارك في الحوار المرتقب أمر في غاية الاهمية وخطوة ايجابية لأن دولة تشاد لآعب اساسي ومهم يمكن أن تلعب الدور الفاعل في اقناع تلك الحركات لأن استقرار دارفور مهم بالنسبة للجارة تشاد خاصة وأنها تتشارك مع السودان بحدود وآسعة ، هذا بالاضافة الى التداخل القبلي المشترك بين البلدين . يمثل الحوار الوطني والمجتمعي حجر الزاوية في تلاحم وتماسك الجبهة الداخلية فقد أصبح الاستقرار لاي دولة ما من دول العالم رهين التكتلات والاحلاف فالمتابع للاحداث السياسية في العالم يلاحظ الجهود التي بذلت من أجل تحقيق ذلك ، فكيف يمكن للقوى السياسية السودانية والحركات المسلحة التي تقاتل في الاطراف ان تعيش في جو الاقتتال والدمار والخراب في وقت تبحث دول العالم الى التكتل والتحالف من أجل تحقيق المصالح والمنافع المشتركة وهي ديدن العلاقات الدولية ... ان المهاترات السياسية والحروب المفروضة على هذا الوطن أحدثت شرخا وعدم استقرار وعطلت التنمية في ارجاء الوطن خلاصة القول ان الحوار الوطني و المجتمعي يمثلان فرصة كبيرة ينبغي على القوى السياسية السودانية ان تغتنمها وتشارك فيها بجدية وتعرض فيها الآراء والافكار بكل شفافية وديمقراطية ... ومن هنا ينبغي على الحركات المسلحة ان تحتكم الى صوت العقل وتترك التعنت وتشارك في الحوار المقبل من أجل تحقيق السلام المستدام لاستقرار البلاد التي أخذت نصيبا أوفر من عدم الاستقرار مقارنة برصيفاتها من دول الجور بصفة خاصة ودول القارة السمراء بصفة عامة قد حان الوقت المناسب لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة والتحدي الكبير الذي لا يمكن تجاهله هو الالتفاف حول دستور دائم ينظم ادارة الوطن وهذا دون شك يعتمد على نجاح الحوار الوطني المقبل لأنه يمثل الركيزة الاساسية التي من خلالها يصل الجميع الى الغاية المنشودة .