الخرطوم 18 -10 2015 م (سونا) - جمهورية الصين الشعبية دولة تنتهج سياسة خارجية متوازنة ، ودبلوماسية ناعمة مما أكسبها احترام معظم دول العالم بصفة عامة والدول النامية بصفة خاصة . تعمل دولة الصين دائما على ترسيخ السلام في جميع دول العالم لأنها دولة محبة للسلام والأمن هذا من منطلق عضويتها الدائمة في مجلس الأمن والمتابع للاحداث السياسية يرى ذلك ان الصين صديق لكل دول العالم النامي في قاراته المختلفة ، لانها دولة نامية تقف مع رصيفاتها من تلك الدول التي تكن لها الاحترام ، واستطاعت من خلال مواقفها السياسية والدبلوماسية المتزنة ان تكسب ذلك الود الذي جعلها بأن تكون محبوبة وصديقة في نطاقها الاقليمي والعالمي . ولها مع السودان علاقة ذات خصوصية ، تقوم على الاحترام المتبادل ، حتى أنها استطاعت بأن تخلق شراكة اقتصادية ذات ابعاد استراتيجية في كل المجالات ، مما حدا بالحكومة السودانية بأن تكون حريصة كل الحرص في تعميق علاقاتها الثنائية مع بكين تقوم على تبادل المصالح المشتركة بعيدا عن الشروط السياسية كما تفعل الاخريات وقد وقفت جمهورية الصين الشعبية مع السودان في ظروف صعبة خاصة في فترة تسعينيات القرن الماضي ، وآذرته في كثير من المواقف السياسية في المحافل الدولية وهذا انعكس على مساهماتها العديدة في تنمية وانعاش الاقتصاد السوداني عن طريق الاستثمارات في السودان ، هذا الحراك التعاوني خلق شراكة اقتصادية قوية بارادة وعزيمة البلدين الذان حققا استراتيجية عمقت أواصر الاتصال وتبادل المصالح وفق اتفاقيات مبرمة بارادتهما اللتان بنيتا على تعميق وتبادل الثقة . علاقة الخرطومببكين ليست وليدة اليوم ولم تكن علاقة عابرة بل رآسخة الجذور لأنها قديمة من خلال الشواهد التأريخية التي تعكس الاتصال منذ وجود الامبراطوريات الصينية مع ممالك السودان القديمة وكان القاسم المشترك فيها هو التبادل التجاري بين الطرفين ، وهي علاقة اقتصادية في المقام الاول حيث تبادل الطرفان الأنشطة التجارية في تلك الفترة التي دونت في صفحات التأريخ الخالد الذي يقف دليلا على ان علاقة الصين بالسودان علاقة تأريخية . وفي العصر الحديث ازدادت عمقا وتفهما لأن الأرضية التي وضعت عليها كانت ذات اساس متين مشفوع بالثقة والأحترام المتبادل في كل المجالات فمن هذا المنطلق يمكن أن توصف بأنها علاقات أزلية هدفها تحقيق المصالح والمنافع المشتركة لدى شعبيهما الذان يساندان هذه العلاقة ويطالبان باستمرارها لما للسودان مكانة خاصة لدى جمهورية الصين الشعبية وعندما طرحت الصين مبادرتها القيمة من أجل تحقيق التنمية المتساوية في العالم ، لم يتردد السودان في ذلك بل ايدها بكل قوة وصلابة وبكل اصرار وعزيمة لأنه يعلم نويا بكين الصادقة من خلال التجارب التي لمسها في العرف السياسي والدبلوماسي فمن هذا المنطلق رحب بالمبادرة التي طرحتها الصين خلال أعمال طريق الحرير للاحزاب السياسية الآسيوية ببكين والهادفة لتحقيق فرص التنمية والأعمار المتساوية في أقطار العالم كآفة ومن ثم أعلن السودان انضمامه لقائمة الدول المصادقة على المبادرة والداعمة لالياتها المصرفية والاقتصادية . ومن المعروف أن جمهورية الصين الشعبية عززت مبادرتها بأبتكار آليات عملية لأنفاذها حيث اقترحت قيام بنك بمشاركة كبرى الدول الاقتصادية في قارتي آسيا وافريقيا وقد أعلن السودان انضمامه الى المبادرة ، ووصف الامين العام لمجلس الاحزاب السياسية الافريقية دكتور/ نافع علي نافع مبادرة الحزب الشيوعي الصيني تهدف لتقوية التعاون بين الدول الآسيوية والافريقية الواقعة على طريق الحرير التأريخي بأنها مبادرة شاملة اجتماعية واقتصادية وسياسية تربط الشعوب في القارتين مع بعضهما البعض وأضاف المطلوب من مجلس الأحزاب الأفريقية التركيز على دور الاحزاب في التواصل الشعبي والتقارب الفكري والثقافي بين الشعوب . في اطار الصعود الكبير الذي حققته الصين خلال العقود الثلاثة السابقة يعتبر مجهود كبير يوضح صمودها الاقتصادي كدولة نامية والذي تميز بالسلمية ، وقام على مبادئ اساسية تعد ركائز ثابتة طالما استندت عليها سياسة الصين الخارجية في المجالين الاقليمي والدولي منذ استقلالها الحديث في العام 1949 م ، تتمثل هذه المبادئ في مبادئ خمسة وهي : الأحترام المتبادل لسيادة الدولة الوطنية ووحدة اراضيها ، وعدم اعتداء دولة أخرى أو التدخل في شئونها الداخلية ، والتعامل على اساس المساواة والمنفعة المتبادلة بين الدول ، والحفاظ على التعايش السلمي والاستقرار على المستوى العالمي . حيث استمدت الصين من هذه المبادئ اهدافا متعددة سعت لتحقيقها بما يتوافق مع اعتبارات المصلحة القومية العليا لها . وعليه اتجهت الصين خلال العقدين الاخيرين ببذل جهود دوؤبة في مجال دفع السلام والتنمية في العديد من دول العالم ، حيث تحولت الدبلوماسية الصينية الى أداة ايجابية فاعلة في تعزيز دور الصين السياسي والاقتصادي والثقافي على المستوى الكوني ، بالشكل الذي جعل الصين تأخذ زمام المبادرة في السعي لأقامة علاقات خارجية جيدة ومتنوعة مع دول وشعوب العالم . عملت جمهورية الصين الشعبية على تدعيم علاقاتها الخارجية بدول العالم النامي من خلال بناء علاقات تعاون متنوعة مع عديد من دول آسيا وأفريقيا ، وأمريكا اللاتينية ، وهي العلاقات التي تأخذ شكلين اساسيين يبدو الأول من خلال العلاقات الثنائية ، ويتمثل الثاني في العلاقات الجماعية سواء من خلال طرف ثالث ، أو عبر التعاون مع عدد من مؤسسات العمل المشترك ، ويأتي في مقدمتها منتدى التعاون الصيني الافريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي والسودان عامل مهم في النطاقين وليس بمعزل منهما .