- تعتبر الأحزمة الخضراء من أهم الأساليب العلمية المستخدمة للحفاظ على البيئة خاصة في المدن التي تقع على مشارف الصحراء وتتعرض باستمرار للعواصف وتؤثر على صحة الإنسان حيث تزرع هذه الأحزمة بأشجار دائمة الخضرة على شكل أشرطة لتشكل مصدات للرياح إضافة لفوائد أخرى كثيرة من بينها تثبيت التربة الرملية وإيقاف الزحف الصحراوي وتلطيف المناخ داخل المدن وخارجها عن طريق توفير كميات اكبر من الأوكسجين كما تعتبر بيئة للحيوانات خاصة الطيور التي هاجرت من المدن بسبب قلة المساحات الخضراء. وقد حث الإسلام على ضرورة الزراعة واهتم بالشجرة ككائن يسبح ويسجد لله ويحن للأنبياء وكان هدى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم واضحا في غرس الأشجار والحفاظ عليها لمنافعها العديدة للإنسان والحيوان . المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ووزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية بالبلاد يوليان اهتماما كبيرا بقضايا البيئة والتغير المناخي الذي يشهده العالم حيث بدأت آثاره السالبة تهدد حياة البشر على كوكب الأرض بسبب عوامل كثيرة أهمها سوء تعامل الإنسان مع البيئة ومواردها ، وفى هذا الإطار أكد دكتور حسن عبد القادر هلال وزير البيئة و التنمية العمرانية واللواء عمر إبراهيم نمر رئيس المجلس أكدا استمرار الجهود لدرء الآثار السالبة للتغير المناخي عبر مشاريع محلية بمشاركة دولية وإقليمية ، وأضافا خلال مخاطبتهما مؤخرا بقاعة الشارقة الورشة التي نظمتها الجمعية الهندسية السودانية والجمعية السودانية لحماية البيئة تحت عنوان (هل اتفاقية باريس كافية لاحتواء ظاهرة تغير المناخ ) برعاية اللواء عمر ابراهيم نمر رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية وتشريف دكتور حسن عبد القادر هلال وزير البيئة والموارد الطبيعية مؤكدين أن مبادرات الوفد السوداني المشارك في مؤتمر باريس حول التغير المناخي في نوفمبر الماضي لقيت دعما وقبولا من المشاركين الأمر الذي يشجع السودان للمضي قدما في جهوده لمعالجة الظاهرة خاصة وان الدول الإفريقية دعمت السودان في كل ما قدمه نسبة للأثر الكبير الذي يقع عليه جراء هذه الظاهرة . اللواء نمر أكد أن الغطاء الشجري هو العامل الهام في تخفيف آثار تغير المناخ بجانب مشاريع وتدابير أخرى عديدة وفى هذا الإطار يأتي الحزام الشجري لولاية الخرطوم والذي يعد خطوة هامة في هذا الجانب ، فالشجرة عنصر حيوي مؤثر من عناصر الكون وسبب من أسباب جماله وروعته فضلا عن فوائدها المتعددة فهي توفر الغذاء والدواء والظل بجانب دورها الكبير في حفظ التوازن البيئي حيث يشكل تجمع الأشجار مناخا مصغرا يؤثر على الوسط المحيط إيجابا ، فالشجرة تلعب دورا هاما في حماية البيئة فالنباتات عموما تعمل على زيادة الأوكسجين في الجو الذي يعتبر بداية السلسلة الغذائية لجميع الكائنات الحية من خلال عملية التمثيل الضوئي وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعد من أهم مسببات التلوث البيئي فالشجرة المتوسطة تمتص يوميا حوالي 107 كيلو غرام من ثاني أكسيد الكربون وتنتج يوميا 140 لترا من الأوكسجين كما تعمل الأشجار على تلطيف الجو فوجودها في أي مكان يؤدى إلى خفض درجات الحرارة وتخفيف أشعة الشمس إضافة لامتصاص الأصوات وتخفيف حدة الضوضاء في الأماكن المزدحمة وتزيين الشوارع وإنتاج الثمار والبذور للإنسان والأعلاف للحيوان بجانب الحد من ظاهرة التصحر وحماية التربة من مشاكل التعرية والانجراف وتقليل سرعة الهواء المحمل بالأتربة مما يؤدى لترسيب الملوثات العالقة بالجو فيصبح الهواء نقيا ويحفظ التوازن البيئي . فالشجرة في ولاية الخرطوم تعتبر خط الدفاع الأول لتقدم الصحراء جنوبا وتثبيت التربة وزحف الرمال لذا بذل المجلس الأعلى للبيئة بالولاية جهودا كبيرة في مجال التشجير حيث تم توفير المعينات الخاصة بزيادة المساحات الخضراء بزراعة الشوارع وتشجير عدد المساجد والمدارس والميادين والأحياء السكنية والمرافق العامة بجانب مشاريع أخرى للتشجير عبر زراعة الأشجار الممتدة بمناطق الإسكان الشعبي بالولاية تحت شعار (الخضرة مسئولية الجميع) حيث تهدف الخطة لزراعة 16 ألف شتلة وتشجير المناطق الصناعية وشارع النيل وشارع الغابة والنيلين . الحزام الشجري لولاية الخرطوم يمر بمحليات ام درمان وكرري وشرق النيل وبحري ويتكون من ثلاثة أجزاء فالجزء الأول عبارة عن خط دفاع أمامي يتكون من عشرة صفوف من الأشجار الشوكية والمتأقلمة على الموقع مثل التمر هندى والسيال والكدر والسدر في مساحة 285 كلم طولي وبعرض 200 متر وتبلغ مساحة المشروع 13571 فدان والجزء الثاني يتكون من عشرين صف من الأشجار ذات ارتفاع من 10 إلى 15 مترا مثل أشجار الطلح والنيم ، والمثمرة مثل المانجو والموالح أما الجزء الثالث فيتكون من عشرة صفوف من الأشجار ذات الارتفاع من 15 إلى 19 مترا فأكثر مثل ألبان والدوم ويتم ري هذه الأشجار بحفر الآبار الجوفية واستخدام مياه الصرف الصحي المعالج بشرق النيل . اللواء نمر جدد أهمية الأحزمة الشجرية في درء آثار التغير المناخي ، مؤكدا أن السودان وبالتعاون مع الدول الإفريقية سيبدأ تنفيذ أحزمة شجرية عديدة خلال الفترة القادمة.