- أصبحت قضيَّة البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءا من تلوّثها، واستنزاف مواردها، وصولاً إلى الإخلال بتوازنها، من القضايا الملحة في العالم وما تواجهه البشرية اليوم من مشكلات وكوارث بيئية تدلّ على غياب الوعي والحس البيئي والوازع الانساني الذي يجب أن يحكم سلوكياتنا وتصرفاتنا تجاه البيئة . فلا شكّ أن سلوك الإنسان الخاطئ وغير الرشيد في تعامله مع موارد البيئة جعلها تتعرض لخطر شديد، وما يعانيه العالم اليوم من مشكلات ومخاطر بيئية هي نتاج ما اقترفه الانسان في حقّ البيئة من استغلال مدمّر ومستنزف لِمواردها . وقضيَّة البيئة وما تضمنته من أبعاد متشعبة ومشكلات متعددة، طرحت نفسها في العقدين الأخيرين كواحدة من أخطر القضايا في العصر الحديث وتفاقم المشكلات البيئية في العالم أجمع، وما ترتب عليها من مخاطر تهدّد كلّ الكائنات على السواء أصبح من الأمور التي تستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة في مواجهة تلك المشكلات البيئية سواء كانت مشكلات بيئية على المستوى المادي (تلوّث الهواء تلوّث الماء التلوّث الإشعاعي التلوّث الضوضائي تلوّث التربة تلوّث الغذاء... الخ)ام تلوث أخلاقي او سلوكي وهو الأخطر على البيئة ويجب ان يولى اهتماما خاصا من كل الجهات المعنية . وقد كثرت الكوارث البيئية التي ترتب عليها إزهاق الآلاف أو ملايين الأنفس ، كاستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وأسلحة الدمار الشامل، وانفجار المفاعل النووي وانفجار منصة إنتاج النفط و التجارب النووية التي تجري في البر والبحر والجو. كما ظهرت مشكلة التلوث البيئي في جميع عناصر الكون نتيجة التطور الصناعي المذهل، وخاصة في مجال التسليح الحربي، واكتشاف الطاقة بكل مكوناتها، والانطلاق إلى الفضاء وتفاقم مسألة الاحتباس الحراري نسبة لاتساع ثقب الاوزن وغيرها. عندئذ بدأت الحكومات والمنظمات والأحزاب تنظر إلى الأمر بجدية، فعقدت المؤتمرات، ووقعت الاتفاقيات، وأصدرت الدول قوانين ونظماً وتشريعات للحماية البيئة . وعلى مستوى السودان فقد سعى بصورة حثيثة للخروج بقضايا البيئة من نطاقها المحلي والإقليمي الضيق الى العالمية من خلال المؤتمر البيئي الاول في الخرطوم المزمع انعقاده في الثاني عشر من مارس الجاري وبحضور المهتمين بالبيئة والخبراء من العديد من المنظمات العالمية. ويناقش المؤتمر حوالي 45 ورقة علمية . وقال وزير المجلس الأعلى للبيئة و الترقية الحضري اللواء عمر نمر ان مشكلة البيئة في السودان تتمثل في عدم التعريف بقضاياها إعلاميا ،وان العالم يعلم بقضايا البيئة في افريقيا ولكنه لا يعمل وبالتالي لا يهتم بها خاصة فيما يلي السودان لان قضايا البيئة لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الإعلام ولم تتعرض لقضياه بشكل واسع ،وقاائلا انه لا بد أن نصل الى العالم من خلال عرض القضايا الخاصة بالبيئة عبر عقد المؤتمرات واختراق صناديق الدعم الخارجية لتمويل المشاريع المتعلقة بالبيئة . ويصنف السودان انه من الدول غير الملوثة لكنه من الدول المتأثرة بالتلوث الذي تحدثه الدول الصناعية الكبرى في العالم كما لا تحدث الدول الافريقية مجتمعة تلوثا الا بقدر ضئيل جدا حوالي 4% فقط نصيب جنوب افريقيا منه 2% والباقي يوزع على 53 دولة إفريقية . وقد أعلن السودان إلتزامه بما جاء في مؤتمر باريس القاضي بالمساهمة في قضية التخفيف والتكيف وزيادة الأراضي الخضراء لتنفيذ حصاد الكربون وتلطيف الهواء ومنع الزحف الصحراوي من خلال عقد المؤتمر البيئي الاول الذي يركز على قضايا المياه والتلوث والارض وزراعة الاحزمة الشجرية حول مدينة الخرطوم بطول 285 كيلو مترا مربعا وعرضه 200 كم وبتكلفة 12 مليون في بداية المشروع وقد تصل الى 40مليون دولار . ومن الأهداف الأساسية لعقد المؤتمر البيئي الاول في الخرطوم اختراق صناديق الدعم العالمي للتنفيذ مشاريع البيئة في السودان وعدم خضوع التمويل البيئي لاي شروط او قرارات سابقة و التعامل مع قضايا البيئة بعدالة وإنسانية . إضاقة لرفع قدرات الكادر في السودان من خلال الاستعانة بالخبرات الأجنبية والتجارب السابقة في مجال زراعة الأحزمة الشجرية وحصاد الكربون وقال الوزير نمرأنه تم دعوة خبراء و متخصصين في مجال الكربون حيث يتناول المؤتمر ورقة علمية فى كيفية حساب الكربون الذي تمتصه الشجرة الواحدة ويكون في المقابل تمويل المشاريع البيئة في البلاد لان الكربون له أسعار عالمية .