الخرطوم: 17 -4 -2016 م ( سونا )-- أفضت اتفاقية الدوحة لسلام دارفور المحطة الأخيرة والمتمثلة في الاستفتاء الاداري لأقليم دارفور والذي شهد حراكا ديمقراطيا من خلاله اخذ المواطنون في الولايات الخمس حقهم الدستوري ولهم مطلق الحرية في ان يدلوا برائهم في تامة , وشفافية دون قيود , لأن الاستفتاء جاء من صميم اتفاقية الدوحة التي أحدثت انفراجا وآضحا في تحقيق استقرار الاقليم من الناحية الامنية . انتهت عملية التصويت في استفتاء دارفور وسط اقبال من قبل المواطنين، لممارسة حقهم الدستوري الذي كفلته وثيقة اتفاق الدوحة التأريخي لكل فرد في ولايات الاقليم الخمس، وقد شهد الاستفتاء اقبالا وتدافعا كبيرا من قبل المواطنين لتتجاوز نسبة التصويت ال90 % ، وحظيت العملية بحضور المراقبين المحليين والدوليين لهذه المناسبة التأريخية التي تعكس روح الديمقراطية والشفافية والايفاء بالوعود من قبل الدولة التي بذلت ومازالت الجهود الكبيرة لاعادة حياة الولايات الخمس الى سابق عهدها . وهذا عهد الدولة التي التزمت به منذ ان وقعت على اتفاق وثيقة الدوحة تهدف من خلالها تحقيق السلام الشامل والتنمية المستدامة رغم التحديات التي تواجهها بكل قوة وصلابة ، وبكل اصرار وعزيمة. هنالك دوائر خارجية أمنيتها بأن يستمر دولاب الحرب في السودان بصفة عامة واقليم دارفور بصفة خاصة. لكن هذا الحراك التأريخي الذي حظي بحضور مراقبين دوليين يدحض تلك الشائعات ذات الاغراض والاطماع والاجندة التي تهدف الى تمزيق نسيج أهل دارفور الاجتماعي باشعال نيران الحرب وهلاك المواطن الذي هو ضحية ذلك . على كل ان الاستفتاء الاداري لولايات الاقليم هو ثمرة من ثمار اتفاق وثيقة الدوحة التي اخرست كل لسان ووجدت تأييدا واستحسانا من المجتمع الدولي والاقليمي لانها قادت الى الى الاستفتاء الاداري وهو حدث تأريخي لمواطني دارفور بأن يقرروا بارادتهم امام الملا ومن ناحية اخرى تقفل الباب امام التدخلات الخارجية وكسر شوكة التمرد الذي يعمل بالوكالة لتنفيذ اجندة خارجية وقد شهد رئيس الوفد الصيني المشارك في عملية الاستفتاء الاداري لدارفور المستشار الدبلوماسي بوزرارة الخارجية الصينية ليو زينغ شيان الذي قال في تصريح لوكالة السودان للانباء ان عملية الاستفتاء الاداري سارت وفق المعايير الدولية وبطريقة سلسة ومرنة وحظيت بجو ديمقراطي منقطع النظير من خلا زيارته لعدد من المراكز التي شهدت اقبالا كبيرا من قبل المواطنين وأشار الى جهود الدولة التي بذلتها في هذا المضمار مما مهد الطريق للمواطنيين ليدلوا بارائهم دون قيود ، ام املا من أحد ، وقال ليو ان الوضع في ولايات دارفور آمن وينعم بالسلام والاستقرار، وقال ان اللافت للنظر التنمية الكبيرة التي شهدها في ولايات الاقليم مشيرا الى ان الوضع يختلف عما كان في الماضي ، سبق وانه زار الاقليم في تسعينيات القرن الماضي عندما كان دبلوماسيا في السفارة الصينيةبالخرطوم . امتدح شيان اتفاقية الدوحة التي احدثت انفراجا كبيرا في تحسين الاوضاع في المنطقة . مشيرا الى ان الاستفتاء الاداري يقف دليلا على ذلك ووصفه بأنه استفتاء خال من المشاكل والعقبات التي تعترض مساره ومر بطريقة وآضحة وشفافية كاملة ، مما شجع المواطنين بالاقبال الكبير على المراكز طيلة الفترة التي قضاها والوفد الذي بصحبته في هذه الزيارة والمشاركة في مراقبة العملية ضمن المراقبين الدوليين الذين اثنوا على الاجراء السليم والحضاري . وعقد رئيس وفد جمهورية الصين الشعبية المشارك في مراقبة استفتاء دارفور الاداري لقاءات مثمرة مع وفد جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي وتطابقت الرؤى على ما لاحظوه من خلال مشاركتهم في المراقبة التي اتاحت لهم زيارة عدد من المراكز والوقوف على سير العملية الانتخابية حيث اتضح الامر جليا بان عملية الاستفتاء اجريت بطريقة سليمة ومرنة وبحرية مشيرا في هذا الصدد الى اقبال المواطنيين ورغبتهم في مزاولة حقهم الدستوري من خلال المشاركة الكبيرة والفعالة التي شهدتها صناديق الاقتراع. وأكد شيان في تصريح لوكالة السودان للانباء الجمعة الماضية جاهزية حكومة جمهورية الصين الشعبية لدعم جهود الحكومة السودانية التي بذلتها في ترسيخ السلام في دارفور وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي بتقديم المساعدة ودعم جهود الدولة السودانية التي انعكست على الحياة والاستقرار والأمن في ربوع الاقليم ، مبينا رضا الحكومة الصينية عن التجهيزات التي تتعلق باجراء الاستفتاء الاداري الذي يعكس جديتها في انهاء الحرب في الاقليم والالتفات الى التنمية والتعمير. وأشاد شيان بالحوار الوطني الذي وصفه بانه الطريق السليم لاحداث مصالحة وطنية تعمل على توحيد الجبهة الداخلية مناشدا الاطراف الممانعة عن المشاركة في الحوار الوطني الاحتكام الى صوت العقل والمشاركة في الحوار الوطني وصناعة السلام الشامل في الوطن بدلا من حمل السلاح الذي قال عنه لا يحل قضية بل سيعقد الوضع اكثر ويعطل دولاب التنمية.