- تعدت العلاقات السودانية الصينية مرحلة الاستراتيجية وهذا يعكس الجهود المبذولة من قبل البعثة الدبلوماسية بالعاصمة الصينيةبكين، وبعثة جمهورية الصين الشعبية بالخرطوم . الناظر في الأمر يجد ان بعثة الصين الدبلوماسية في الخرطوم لم تدخر جهدا تجاه تنمية العلاقات بين البلدين، وقد لعب السفراء الصينين الذين تعاقبوا على الحراك الدبلوماسي في سفارتهم بالخرطوم لعبوا دورا رائدا في ترقية وتطوير العلاقات في كآفة المجالات ، والآن تشهد العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا وهذا نابع من رغبة ادارة البلدين بأن تكون نموذجا للتعاون والصداقة التي تحقق مصالح الشعوب دون المساس بسيادة وخصوصية كل دولة. علاقات الخرطومببكين هي رمز للتعاون المثمر وهي مرحلة للمحبة والانتعاش والتطور، وهي صداقة خالدة تقوم على الاحترام المتبادل مما حدا بها ان تكون قوية ومتينة ، قدمت العلاقات السودانية الصينية نموذجا ايجابيا يعتذى بها للعلاقات فيما بين دول العالم .ان الدبلوماسية الصينية لها مساهمات وتداعيات وآسعة بعيدة المدى من أجل مستقبل باهر وزاهر، الشاهد في ذلك ان مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين في كآفة المجالات هو هدف الدبلوماسية الصينية الاول والاخير لخلق شراكة استراتيجية لمنفعة البلدين. والمتفحص للامور بتروي يجد ان علاقات الصين بالسودان قائمة على قاعدة المعاناة المتشابهة وأيام الشدة في الماضي، حيث كافح الطرفان ضد الاستعمار البغيض ، مبنية على اساس التطلعات والمصالح الاستراتيجية المشتركة في الحاضر. في المستقبل لن تغير هذه العلاقات طبيعتها ومسارها مهما كانت الظروف والاجواء الدولية ، لان هنالك اتفاق قوي بينهما على ان العلاقات المنشودة بين الخرطوموبكين لا تقتصر على وقت زائل ولا على مكان معين، انما هي علاقات استراتيجية مستديمة بعيدة المدى وشاملة الابعاد . وهنا يتضح الامر بأن الجانبين السوداني والصيني يتطلعان الى تطوير اكبر يشمل التعاون في كآفة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية . وعملان سويا بجهود حثيثة ومتواصلة من خلال تبادل الزيارات المتواصلة التي عززت العلاقات من أجل تحقيق نموذج لعلاقات تعاون وصداقة تعود بالنفع على شعبي البلدين. وهذا يؤكد مسعى الجهود المبذولة بان العلاقة بينهما ستستمر قوية ومتينة بفضل الارادة لكل من الخرطوموبكين. وتعمل الحكومة السودانية ما في وسعها من أجل تعزيز علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية من خلال التحرك الدبلوماسي الذي يهدف بأن تكون الخرطوم داعمة لبكين وحافذا وسندا لهذه الشراكة من تحقيق الفائدة المرجوة لشعبيهما. وتعزيزا لدعم عملية التواصل بين الحكومة السودانية وحكومة الصين سيصل وفد صيني عال المستوى، برئاسة رئيس الهئية الوطنية الصينية للطاقة، برفقة رجال أعمال وأكبر عشر شركات بالصين، ورحب السودان بهذه الزيارة التي وصفها مساعد رئيس الجمهورية ومسؤول ملف الصين الدكتور/ عوض أحمد الجاز ، العلاقات بين السودان والصين بالمتميزة وتحمل ابعادا استراتيجية بعيدة المدى جاء ذلك لدى لقائه بمكتبه سفير جمهورية الصين الشعبية بالخرطوم لي ليان خه . وبحث اللقاء ترتيبات الزيارة التأريخية المرتقبة لرئيس الهئية الوطنية للطاقة بالصين الى البلاد في الثاني والعشرين من شهر مايو الجاري برفقة وفد رسمي عالي المستوى يضم عددا من رجال الاعمال بالصين وذلك لبحث جملة من القضايا المتصلة بتطوير العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي. وأعلن الجاز ترحيب السودان بزيارة رئيس الهئية الوطنية الصينية للطاقة، والوفد المرافق له الى البلاد واعرب الجاز عن أمله بان تفتح هذه الزيارة افاق اقتصادية ارحب بين البلدين . واشار الى جملة من المشروعات التي ستطرح على الجانب الصيني الزائر . من جانبه كشف سفير جمهورية الصين الشعبية لدى السودان لي ليان خه أن زيارة رئيس الهئية الوطنية للطاقة تأتي من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين مشيرا الى ان الوفد يضم عددا من رجال الاعمال وعشرة من الشركات الكبرى وبعض البنوك الصينية لبحث المشاريع الاستراتيجية مع السودان في مجال الكهرباء والطاقة الشمسية ، والنووية والرياح بالاضافة الى التوليد الحراري ومسؤولين من الشركة الوطنية الصينية للبترول لبحث زيادة التعاون في مجال النفط والكهرباء . هذه الزيارة مهمة ولها مخرجات اقتصادية ستعود بالنفع على شعبي البلدين ، وتعمل على تفعيل عملية التواصل والتبادل المستمر للزيارات ، تهدف الى تدعيم وترقية العلاقات التي هي الرابط الوحيد بين الخرطوموبكين . وأختيار الأخ الدكتور/ عوض أحمد الجاز ليكون مسؤولا عن ملف العلاقات بين البلدين اختيار لم يكن عن طريق الصدفة وانما اختيار صادف اهله لان دكتور / الجاز مشهود له بدوره الرائد في تطوير العلاقات بين البلدين عندما كان وزيرا للنفط والآن قد أكمل الحلقة تماما من خلال مسئوليته عن هذا الملف المهم سوف يلعب الدور البارز في تطوير وتمتين العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تحولات سياسية ودبلوماسية ينبغي التعاطي معها وفق المصالح والمنافع مرحبا وألف مرحب بالوفد الصيني الزائر لوطنه الثاني السودان .