- يعد البلاستيك من أخطر المنتجات البشرية التي اكتشفها الإنسان حيث أصبح وبالا على الإنسان والبيئة ،ويرجع ذلك الى ان معظم المواد البلاستيكية لا تتآكل ولا تتحلل بيولوجياً وتبقى في البيئة لفترات طويلة دون أن تتحلل إلا بنسب بسيطة جداً، مما يتسبب في مخاطر صحية وبيئية كبيرة كما يسهم الانسان في زيادة مخاطر البلاستيك بسوء الاستخدام. والمادة البلاستيكية العادية التي تحتوي على مادة البولي إثيلين وهي إحدى البوليمرات وهو عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين تحتاج إلى مئات السنين لتفكك تلك الروابط الكيميائية طبيعيا. وقد ثبت أن استعمال البلاستيك والتخلص منه عن طريق الحرق ينتج عنه تصاعد للعديد من المركبات الكيميائية السامة صعبة التحلل وتظل في الجو لفترة زمنية طويلة، وأخطر هذه العناصر مادة الديوكسين المحرمة دولياً، كما كشفت الدراسات وجود علاقة قوية بين حرق المواد البلاستيكية، والإصابة بالسرطانات المختلفة والعديد من أمراض الجهاز التنفسي. و يتحلل البلاستيك العادي بعد حوالي 300 سنة والبلاستيك الحيوي يتحلل خلال عام فقط وتكمن خطورة البلاستيك في المواد المضافة له كالصباغ والالوان وغيرها ، وتتفاوت خطورة البلاستيك من نوع إلى آخر، أما أخطر أنواعه فهو ألpvc (polyvinyl chloride ) المعروف باسم (vinyl)، فهذا أكثر أنواع البلاستيك خطراً على الصحة، إذ أثبتت بعض البحوث أنه يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة بما فيها السرطانات المختلفة وتلف جهاز المناعة والخلل في الجهاز الهورموني .،وهذا النوع من البلاستيك يطلق مواد سامة عديدة ومتنوعة تعرف بالمركبات الكلورينية، وهي تتسرب إلى المياه والهواء والغذاء . ويقول المعنيون بشؤون البيئة أن تصنيع "النايلون" لأول مرة، وهو الاسم التجاري لبوليمر البلاستيك الذي يستخدم لصناعة منتجات كثيرة، بدأ في عام 1937م وأدى اختراعه إلى ثورة في مجال التغليف. ومن أهم مميزات النايلون رخص تكلفته, وبقاؤه لفترات طويلة, فضلاً عن ليونته وإمكانات تصنيعه وتشكيله المتنوعة، وبمرور الوقت، حل البلاستيك محل النايلون في صناعة الأكياس ووسائل التغليف. ومادة البلاستيك يتم صنعها من خلال عمليات متعددة أساسها النفط الذي يعتبر المادة الأولية في صناعة اللدائن كما يمكن إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي والفحم كمادة أولية ويشكل البلاستيك ما نسبته 4 في المائة من منتجات النفط. وفى السودان وجدت قضية البلاستيك اهتماما كبيرا ونظمت حولها الندوات وورش العمل والدراسات حتى يتسنى لمتخذي القرار الوصول إلى رؤية ملزمة ومرضية للأطراف المعنية وهى المصانع ومسئولي الصحة والبيئة وحماية المستهلك والمواطن ،وهو المتضرر الأساسي من هذه الإشكالية ودعا منتدى ( صناعة وتدوير البلاستيك ) الذى اقيم مؤخرا في مقر اتحاد الغرف الصناعية الى تعميم صناعة البلاستيك فى الولايات وفقا لضوابط بيئية او استخدام المواد الصديقة للبيئة . وتقدر حجم النفايات البلاستيكية فى البلاد بحوالى سبعمائة آلاف طن سنويا ،و أن مائتين وثمانين ألف طن من هذه النفايات أكياس بلاستيك يتم حرق 50% منها مما يؤدى إلى تلوث البيئة بالغازات السامة وتدهور التربة الزراعية فى حالة دفن وطمر هذه النفايات وفقا للدراسات والبحوث التي تمت في هذا الشأن . واعد اتحاد الغرف الصناعية دراسة علمية مؤخرا توضح حجم صناعة البلاستيك في السودان ومستقبل تدويرها ومساهماتها في تقليل التكلفة ،وبينت الدراسة ان صناعة البلاستيك تعد من اهم المصادر الاقتصادية وان هناك حوالى 200مليون دولار استثمرت في الماكينات الخاصة بتلك الصناعة وان اصحاب المصانع يدفعون للدولة سنويا حوالى 123مليار جنيه كضرائب وجمارك . واشارت الدراسة الى وجود اكثر من 13 الف ورشة لإنتاج البلاستيك في البلاد متناولة التأثير المجتمعي والاقتصادي قي حال توقف تلك المصانع والخسائر التي تعود على الدولة جراء ذلك . وتدخل الصناعات البلاستيكية في مجالات متعددة ويستورد السودان سنويا حوالى 100الف طن من حبيبات البلاستيك الذي يكلف ملايين الدولارات كما تساهم عملية اعادة تدوير البلاستيك في توفير 60% من احتياجات الصناعة خاصة الجازولين حيث ان طنا واحدا من البلاستيك يمكن ان يستخرج منه جازولين بنسبة ما بين 65% -85% . كما دافع أكاديميون من جامعتي السودان والخرطوم عن صناعة وتدوير البلاستيك حيث قال د. ابراهيم محمد احمد جامعة الخرطوم كلية العلوم قسم كيمياء ومدير سابق للمواصفات والمقاييس قال ان المواد البلاستيكية مواد امنة وصحية وغير ضارة واضاف ان استخدامها في المواد الغذائية لاغبار عليه ولكن السلوك البشري يسيئ استخدامها ،وعدد السلوك البشري الخاطئ والسيئ مثل حمل الطعام الساخن وبعض المواد العضوية مبيناً ان قفل قدور الفول بالأكياس البلاستيكية يؤدي الى ارتحال مواد الى داخل الاغذية في حالة ارتفاع درجة الحرارة الى 140 درجة مئوية . ودحض مهاب صلاح الدين من جامعة السودان ما يتردد ان البلاستيك يحتوي على مادة الديوكسين وطمأن المستهلك بانه لا خطورة ولا خوف من كيس البولي ايثلين الذي يستخدم في التعبئة والتغليف وامكانية حمل اطعمة لاتزيد درجة حرارتها عن ال 140 درجة مئوية .