- عرف الانسان منذ قديم الزمان المترولوجيا (علم القياس) وهو اللبنة الاساسية في تنظيم جميع المعاملات التجارية والصناعية ، والاساس في بناء نظام لجودة المنتجات الصناعية لجميع الصناعات " المكانيكية ، الغذائية ، الكهربائية ، الطبية ، وغيرها من الصناعات المختلفة في ، فعن طريق القياسات يمكن التأكد من أن جودة المنتجات الموجهة الى المستهلك مصنعة حسب المواصفات القياسية الوطنية أو الدولية ، وهذا يؤدي الى تحقيق رغبات ومتطلبات المستهلك ورضاه ، وفي أطار هذا النظام يمكن للقطاع الصناعي والاقتصادي الارتقاء بمستوى أدائه وجودة منتجاته مما يؤهله للحصول على شهادة الايزو الدولية أو شهادة الجودة الوطنية المعتمدة من طرف الهيئات المختصة. الدكتور عوض محمد أحمد سكراب المدير العام للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس أكد أهمية المترولوجيا في الحياة اليومية للانسان وقال " انه لابد ان يتسلح العاملين في المختبرات بالخبرات والمعارف والابحاث لترقية الاداء ،واشار لدي مخاطبته منتدي المترولوجيا الشهري الذي جاء بعنوان ( البنية التحتية للمترولوجيا والاعتراف المتبادل ) ببرج المواصفات امس الي أن السودان انضم للعديد من المنظمات الدولية والاقليمية في مجال المترولوجيا ، مؤكد دعمه وتشجيعه لهذه المنتديات لاداء العمل بالصورة المطلوبة وتطويرة . الدكتور عمر عبدالله ابراهيم مدير ادارة القياس والمعايرة بالهيئة استعرض في ورقة عن المترولوجيا في حياتنا , استعرض دور المترولوجيا في الحياة اليومية في الصحة والبيئة والصناعة والتجارة والزراعة، والبحث العلمي وكافة مناحي الحياة. وقال ان المترولوجيا تحفظ الحقوق من خلال الحصول علي سلعة بالكمية والنوعية المنصوص عليها . واوضح د. عمر الي ان المترولوجيا تنقسم الي علمية وقانونية وصناعية، فالعلمية مسئول منها المكتب الدولي للمقاييس والذي انشي بواسطة اتفاقية المتر 1875 بباريس باشراف اللجنة الدولية للموازين والمقاييس وهي تنقل تكنولوجيا المترولوجيا من مجال البحث إلى المجال الصناعي التطبيقي ، والقانونية والتى تحدد وتضمن مستوى قبول للجودة ومصداقية عمليات القياس المتعلقة بالرقابة الرسمية المتمثلة في التجارة والصحة والسلامة والبيئة ، اما المترولوجيا الصناعية هدفها تقديم خدمات القياس والمعايرة للمؤسسات الانتاجية والخدمية للتاكد من صحة العمليات ومطابقة المنتجات للخصائص والمعايير الصناعية المتفق عليها . واوضح د. عمر ان الهيئة لديها مختبرات القياس والمعايرة بمدينة سوبا وفق متطلبات المنظمة العالمية للمترولوجيا وتشمل معايرة الكتلة والحجوم والابعاد ومعايرة اجهزة قياسات الحرارة وقياسات الضغط وهناك مختبرات جاري توريدها وهي اجهزة القياسات الكهربائية ومعايرة الاجهزة الطبية ومختبر الرطوبة ، واشار الي ان هناك مختبرات سيتم توريدها في عامي 2017- 2018م وهي مختبرات قياس الضوء والصوت وقياسات الاشعاعية ومختبر الصلادة ومختبر قياس الذبذبات والقوة والزمن . واوصي د. عمر في ورقته باعطاء اهتمام خاص من الدولة بانشاء معايير القياس الوطنية طبقا للنظام الدولي لوحدات القياس والعمل علي تحقيق الاعتراف الدولي لهذه المعايير من خلال الاشتراك في الاتفاقيات الدولية للممقاييس والموازين ، وضرورة تدريس مادتي نظم وقوانين المترولوجيا في التعليم قبل الجامعي والجامعي والتعليم الفني والصناعي ، وطالب باعداد برنامج مستمر لنشر الوعي باهمية المترولوجيا والاعتماد للارتقاء بالانتاج الصناعي والخدمي ولتحقيق جودة الحياة للمواطن ، ودعا للاسراع بانشاء مدينة المواصفات بمدينة سوبا لتوفير البنية التحتية المناسبة لمختبرات المترولوجيا وفق مواصفات المنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية، والمكتب الدولي للأوزان والمقاييس. ب ع