الكرو مدينة أثرية تاريخية في شمال السودان، تعتبر أحد أهم المقابر الملكية التي تم إستخدامها من قبل الأسر الملكية الكوشية وبها حوالي 55 هرماً، وتعود للحقبة المبكرة من الحضارة الكوشية، منذ عهد ملوك الأسرة الخامسة والعشرون بدءا من الملك الارا 795 الي 752 قبل الميلاد والي عهد الملك نستاسن 335 الي 3155 قبل الميلاد، وتم إستكشافها بواسطة عالم الآثار الأمريكي جورج اندرو ريزنر. سجل الوفد الاعلامي ضمن مبادرة السودان أصل الحضارة زيارة الي المواقع الأثرية في الولاية الشمالية بدأت الخميس الثالث عشر من ابريل واختتمت أمس الأحد ضمن الوفد كان الباحث في الحضارة السودانية عبدالله من مركز كوش. مدير تحرير مجلة تاسيتي المختصه في الاثار والتاريخ السودان قال إن من الأشياء المميزة في جبانة الكرو هي انتقالها من عادات الدفن المحلية أي الدفن داخل قبر وعنقريب وبرش الى عادات دفن متطورة تستخدم الاهرامات والتوابيت في الدفن بالكرو ايضا معبد جنائزي تم استكشافه قبل فترة ليست كثيرة. اسهم عالم الاثار الامريكي جورج رايزنر من بعثة جامعة هارفارد الامريكية في استكشافات جبانة الكرو وهو بالأساس طبيب اسنان جمع عدد من العظام التي وجدها بالكرو ونقلها لمتحف بيبودي التابع لجامعة هارفارد واجري عليها ابحاثه ولم تعجبه النتيجة التي جاءت ان نفس الجنس الذي دفن الكرو لا يختلف عن العرق الذي حكم مصر فخرج بنظرية ان الذين حكموا نبتة ودفنوا بالكرو هم مصريين أي يعني المصريين الحاليين ولكن تفاجأ بان عادات الدفن التي اتبعت في دفن هؤلاء سودانية بحته ومازالت تمارس وهي عادة الدفن بالعنقريب والبرش ولم يقم بنشر هذه التقرير عن عظام الكرو الي ان جاء عالم الآثار الذي يعمل بالبركل حاليا ثيموثي كندال واخرجه للعلن في ورقة علمية. ويقول الباحث ان الجبانة من اهم الجبانات ولكن مازالت تحتاج لمزيداً من التنقيب الاثري وكذلك الاهتمام من قبل الدولة خصوصا من ناحية حمايتها وتسويرها بصورة جيدة ومزيداً من الصرف عليها لانها تعتبر اهم موطن لدفن اسلاف السودانيين وربما تحمل الكثير من الاسرار ناهيك من انها مورد للسياحة والعملة الصعبة التي سترفد الدولة واقتصادها وستعمل على تنمية المنطقة والولاية ككل وربما الدولة نفسها. ويحتوي موقع الكرو على عدد من القبور لم يستطع علماء الاثار تحديد أسماء وصفات الاشخاص المدفونون بها لكن مؤكد انهم جزء من المشيخة او مملكة قديمة قبل ان تظهر امبراطورية كوش للعلن. وجد الي الشمال الغربي من الهرمين بالأرقام 51 و55 عدد 4 صفوف من القبور بطول 120 متراً، تحتوي علي جثث للخيول، وقد دفنت بصفوف منتظمة وهي: اربعة خيول ثم ثمانية ثم ثمانية ثم اربعة علي التوالي، ويعتقد ان القبور الأربعة الأولي تعود لعهد الملك ترهاقا في حين يعود الصف الثاني لعهد الملك شباكا والصف الثالث لعهد الملك شبتكو والصف الرابع للملك تنوت أماني وقد تعرضت هذه القبور للنهب، لكن ماتبقي منها كان كافياً لتوضيح ان الخيول كانت تدفن في وضع مستقيم ومع كافة الزخارف والزينة. ومن اشهر من دفنوا بالكرو الارا وهو المؤسس الفعلي لمملكة نبتة الحديثة وجد اسمه مصحوبا باللقب اور أي زعيم ولكنه وجد اسمه داخل خرطوش ملكي كناية عن انه ملك وجد قبره ضمن 12 قبرا لملوك سابقين لمملكة مروي وقد دفن بالطريقة السودانية المحلية عنقريب وبرش في القبر وجسمه 9 ، وكاساقا زوجة الارا وبنته تابيري زوجة بعانخي مدفونتان في الكرو قبر رقم 53 ، كاشتا هو المؤسس الثاني لمملكة نبتة الحديثة ويعتقد انه بن الارا حكم حوالي 760- 747 قبل الميلاد تزوج كاشتا من امراة اسمها بباتما ومن بناته الاميرة اماني ريديس وكذلك بيكاستر وخنساء وابار والدة ترهاقا من اولاده الملك بعانخي والملك شبكا الذين حكما مصر ومدفون في الكرو هرم رقم 8، ثم ياتي بعانخي وهو مدفون بالكرو هرم رقم 17 وهو متزوج من خمسه نساء هن الملكة ابار والدة ترهاقا وخانسا التي دفنت بالكرو هرمها هو كرو 4 وبيكاستر وتابيري التي دفنتا بالكرو 53 والخامسة اسمها نفروكاشتا المدفونة التي دفنت في الكرو بالرقم كرو 53، اما بناته فيعرف منهن الاميرة ارتي التي تزوجها الملك شبتاكا وكذلك كلهاتا زوجة تانوت اماني ونبراية وتكاهاتماني زوجة وكذلك تابيكن التي تملك تمثالا بمتحف القاهرة. ومن اشهر من دفنوا بالكرو كذلك شبكا وهو مدفون بالهرم كرو 15 وحكم 716- 701 قبل الميلاد ، شبتاكا مدفون بالكرو هرم رقم 18 ، وتانوت اماني مدفون بالكرو هرم رقم 16 وحكم في الفترة 664-653 قبل الميلاد ، وملك مجهول دفن بالكرو 1 وحكم في الفترة 382 - 376 قبل الميلاد. ويشير عبدالله الي المبادرة ورحلة الشمالية قائلا الرحلة في مجملها هي علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث وهي لمحة من الجمال من قبل الاعلاميين السودانيين والفنانين وتؤكد اننا مازلنا بخير وسيعود السودان كما كان بفضل جهود ابناءه ومحبيه ومريديه وان وطنا استطاع قبل ان يعرف العالم معنى التحضر صناعة الحديد في مروي والنحاس في كرمة وانشاء المراصد الفلكية والدور التعليمية سيعود بنفس بنيه احفاد هذه الحضارة للريادة يوما ما، قد يتاخر تبعا للزمان وتقلباته لكن حتما سيعودون ويعتلون مقدمة الامم.