- أثار قرار تجميد إستيراد الأدوية المنتجة محليا جدلا كثيفا خلال الأيام الفائتة وتباينت الاّراء حول تاثيرات القرار ، الا ان أهل الإختصاص اتفقوا على ان القرار من شأنه تشجيع الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم دكتور زين العابدين عباس الفحل قال إن قرارات رئيس الجمهورية الاخيرة الخاصة بتجميد استيراد الأدوية المنتجة محليا ستسهم في دعم وتطوير الصناعة الوطنية، وتوفير النقد الأجنبي، إضافة إلى انسياب الدواء بصورة مستمرة بالصيدليات . ومن جانبه قال رئيس غرفة مصنعي الأدوية د.أحمد البدوي إن أدوية الصناعة الوطنية التي بلغت تغطيتها نسبة 100% في سوق الدواء المحلي بلغت 256 صنفا من الادوية من جملة 970 صنفا تنتجها المصانع المحلية . وفى السياق ذاته قال د. حسن بشير مدير صندوق الدواء الدائري بولاية الخرطوم" ياتي القرار في إطار تشجيع والنهوض بالصناعة الوطنية للأدوية" مضيفا بأن القرار له بعدين صحي وآخر اقتصادي / مبينا أن استيراد خام تصنيع الدواء اقل تكلفة من استيراده بشكله النهائي وان تصنيع الدواء محليا يسهل عملية الحصول عليه بصورة أسرع ووفرة افضل مع سهولة الرقابة عليه لضمان جودته. وتابع حسن بشير " ان قرار رئيس الجمهورية لم يأتي من فراغ وهو جزء من الاستراتيجية الربع قرنية والسياسة القومية للادوية التي نادت بضرورة الاكتفاء من الادوية الاساسية بتصنيعها محليا" ، مضيفا في حديثه بان عدد الادوية المصنعة محليا معظمها مشمولة في قائمة الادوية الاساسية الا القليل منها ، ويبلغ عدد الادوية المصنعة محليا 750 صنف تقريبا، وحسب القرار سوف يتم التدرج في إيقاف إستيرادها وحصرها للصناعة الوطنية . وشدد حسن بشيرعلى ضرورة ان تسعى مصانع الادوية المحلية لمزيد من التطوير لمصانعها لتشمل مستحضرات صيدلانية اخرى هامة، وان تحرص على حصر الاحتياج الحقيقي وأن تبذل قصارى جهدها لسد أي فجوة نتيجة لإقاف استيراد الاصناف موضوع قرارات رئاسة الجمهورية. وقال " إن امكانات الصناعة الوطنية المتوفرة الآن أفضل من ذي قبل بكثير ، وسعة خطوط الانتاج التي تملكها قادرة على الايفاء بالاحتياج من هذه الاصناف خاصة ان هناك مصانع اجنبية بدأت تستثمر داخل السودان واصبحت مشمولة داخل الصناعة الوطنية" ووصف صلاح ابراهيم رئيس الاتحاد العام للصيادلة السودانيين القرار بالجيد ، وقال " من الممكن ان يحل القرار مشكلة الندرة في بعض الادوية كما يؤدي الي انخفاض أسعار العديد منها اذا ما التزم بنك السودان بتوفير العملات الأجنبية بالسعر الرسمي اضافة الى ان القرار يحمي الصناعة المحلية من منافسة المستورد ولكن بشرط العمل علي التغطية الكاملة لكل الأصناف المنتجة محليا وعدم حدوث فجوة بها" من جانبه أعرب الدكتور ياسر ميرغني الامين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك عن ثقته في قدرة المصانع الوطنية على توفير الأدوية ، مستغربا في حملة التشكيك فى الصناعة الوطنية من بعض الجهات مشيرا الى أن الصناعة الوطنية افضل من عشرات المصانع الخارجية، مناشدا كافة الجهات ذات الصلة بتقديم الدعم والسند للصناعة الوطنية لإنتاج المزيد من الأصناف الجديدة ورفع قدرتها التنافسية . وقال ياسر "اتمنى أن يكون المجلس القومي للأدوية والسموم جاد جدا فى تنفيذ قرار رئيس الجمهورية وشطب أصناف الادوية التى تصنع محليا بدلا من تجميد القرار " مشيرا الى ان أصل القرار الرئاسي هو ايقاف استيراد الاصناف التى تصنع محليا وذلك تحفيزا للمصانع المحلية ودفعها لتطبيق معايير الجودة العالمية والإبتكار . وأوضح بان إنزال القرار على أرض الواقع تأخر كثيرا حيث صدر منذ العام 2005 عندما كان وزير الصحة احمد بلال وكانت اللائحة تضم حوالى 50 صنفا من الأدوية ثم بعد ذلك فى العام 2007 تمت إضافة أصناف أخرى من الأدوية التي يجب إيقاف استيرادها حتى بلغ العدد 99 صنفا مبينا ان اللجنة الخاصة بهذا الشأن يترأسها آنذاك السيد وزير الدولة بالصناعة على احمد عثمان، إلا ان هذه القرارات لم تنفذ. وحسب خطة الاكتفاء الذاتي التي اعدها المجلس القومي للأدوية والسموم بالتنسيق مع غرفة صانعي الادوية وتنفيذا لقرار السيد رئيس الجمهورية الذي اصدره مؤخرا قرر المجلس تجميد إستيراد الادوية المنتجة محليا تدريجيا وتم تشكيل لجنة لإضافة اي صنف يغطي الاستهلاك بنسبة 100 % . وسبق ان وجه السيد رئيس الجمهورية وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي بدعم أدوية الامراض المزمنة وذلك لخفض فاتورة الدواء للامراض المزمنة وتخفيفاً لعبء تلك الامراض على المواطنين وتعزيزاً لصحة المرضى ، كما وجه سيادته وزارة الصحة الإتحادية بإيقاف إستيراد اي دواء ينتج محلياً وذلك حماية للمنتج المحلي من منافسة المنتجات المستوردة . وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية الخاصة بحماية وصناعة الادوية المنتجة محليا ومنع استيرادها وقف السيد وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس ابوقردة مؤخرا على جاهزية مصانع الأدوية الوطنية وذلك من خلال اجتماعه مع غرفة مصنعي الأدوية . يذكر ان السودان يستورد سنويا أدوية تتجاوز قيمتها ما بين 200 الي 300 مليون دولار، وفقا لبيانات المجلس القومي للأدوية والسموم،حيث تغطي الصناعة المحلية 40 بالمائة فقط من حاجة السوق المحلية ويعمل في السودان نحو 27 مصنعا للأدوية .