- اختفاء السلاح ومظاهر حمله من قبل المواطنين في الاسواق والطرقات لمختلف الاغراض، وحصره فقط في يد القوات النظامية، مكن من تهيئة الاوضاع في البلاد لدخول مرحلة جديدة من الاستقرار والسلام والانتاج توطئة الي ازدهار ونماء اقتصادي منتظر بفعل الاجراءات التي تم اتخاذها في اعقاب حملة جمع السلاح التي اطلقتها الحكومة. ويعد استتباب الامن ووقف النزاعات القبلية واختفاء ظاهرة النهب المسلح والاختطاف والقتل في دارفور من ابرز معالم مرحلة التحول والانتقال التي يعيشها المجتمع بفضل ايقاف صوت السلاح، الامر الذي دفع النازحين الي العودة الطوعية مما يبشر بدخول مرحلة جديدة من الانتاج ودفع عجلة الاقتصاد. وتؤكد التقارير الواردة من الولايات ارتفاع نسبة الانتاج الزراعي والحيواني وزيادة التبادل التجاري بين المحليات وازدهار حركة التجارة وانتعاش الاسواق بصورة ملحوظة من خلال حركة المواطنين، الي جانب تدفق المنتجات الزراعية والحيوانية من محاصيل وخضروات وفواكه الي الاسواق بصورة طبيعية ودون عوائق . كما تؤكد التقارير ان اختفاء حمل السلاح في الاسواق وفي الطرقات خاصة في ولايات دارفور وكردفان ساهم في انسياب الحركة التجارية وساعد في عملية التواصل الاجتماعي بين مكونات المجتمع المختلفة ، فضلا عن الاستقرار الذي تحقق بالنسبة لقطاع الثروة الحيوانية وللعاملين فيه . وفي هذا الخصوص قال يس عمر حمزة ، وزير الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي بولاية النيل الابيض ، إن عملية جمع السلاح في السودان ساعدت في استقرار الرعاة ووفرت بيئة امنة للثروة الحيوانية في البلاد ، الي جانب كونها تساعد في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال انسياب منتجات الثروة الحيوانية الي الاسواق، واثرت ايجابا علي سلامة المرعي وصحة الحيوان، الامر الذي انعكس علي امن المرعي وتوفير المياة ومكن فرق تطعيم الماشية من الوصول الي اماكن التطعيم والتحصين. وفي افادات حول الاثار الاقتصادية المترتبة علي عملية جمع السلاح ، يقول نائب رئيس حزب تحرير السودان القومي، الموقع علي اتفاقية ابوجا للسلام، البرلماني المخضرم علي حسين دوسه ، انه كان في جولة بسيارته في دارفور شملت ولايتي وسط وغرب دارفور وقال انه التقي خلال رحلته من زالجي الي الجنينة بعدد من المواطنين وممثلي القوي السياسية وولاة الولايتين الذين اكدوا له في افاداتهم بان عملية جمع السلاح اصبحت واقع وبعثت بالاطمئنان للمواطنين وبصفة خاصة للنازحين واللاجئين الذين شرعوا في للعودة . واضاف دوسة ان والي وسط دارفو الشرتاي جعفر عبد الحكم ذكر له ايضا انه قام بجولة من زالنجي الي ام دخن لمدة (7) ساعات لم يجد من يحمل السلاح ، منوها الي ان السلاح الذي لم يتم جمعه من قبل الذين قاموا باخفائه عن طريق دفنه ، فانه اصبح غير فاعل بارادة صاحبه . ازدهار تجاري : واوضح ان المنطقة الحدودية بين السودان وتشاد تشهد ازدهار تجاري الامر الذي من شانه ان يحول المنطقة الي معبر تجاري للسودان مع غرب افريقيا . وقال في هذا الخصوص ان اختفاء السلاح يساعد في ازدهار حركة التجارة وفي زراعة المحاصيل وتطويرها الي زراعة غير تقليدية عن طريق استخدام التقانات الحديثة خاصة زراعة البطاطس التي اثبتت نجاحها في المنطقة لخصوبة التربة، مما يجعل منها سلع للصادر ، ولفت الي الخبرات التجارية والاقتصادية التي اكتسبها النازحون من خلال رحلتهم في النزوح والمعسكرات تساعد ايضا في عملية الرفاه الاقتصادي . واقترح في هذا الخصوص تطوير بعض القري الي مدن لتصبح مراكز تجارية واقتصادية . مشروع كبير : وراي دوسة ان عملية جمع السلاح مشروع كبير وما تم جهد مقدر يحتاج الي جهد اهلي لمعالجته بصورة جذرية داعيا الي قيادة حملة للتعافي والتصالح لمكونات دارفور تقوم بها القيادات الشعبية والادارات الاهلية والمجالس التشريعية في الولايات والبرلمان للتصالح بين العائدين والموجودين . كما دعا الي عقد مؤتمرات لبعض القبائل لاعادة الثقة فيما بينها . واقترح دوسه في هذا الصدد عقد مؤتمر عام لقبائل دارفور لوضع اسس جديدة للتعايش والاطمئنان لبعضها البعض، مبينا ان بعض القبائل متخوفة من بعضها ، الامر الذي يتطلب مثل هذا المؤتمر للتصالح والتوقيع علي جمع السلاح بصورة متزامنه من جميع الاطراف والمكونات، لافساح المجال امام التنمية والتطور الاقتصادي المنشود الذي لا يتأتي الا من خلال الاستقرار واسكات اصوات السلاح .