- سبعة ملايين فدان يتشارك في زراعتها مزارعو أكثر من 300 من الجمعيات الإنتاجية بحزام الصمغ العربي في شمال كردفان، ستزرع بشجرتي الهشاب والطلح المنتجتين لثمار الصمغ العربي، ضمن مشروع لإعادة تعمير هذا الحزام، وصفه مسئولون بأنه أحد أهم مشروعات نهضة الولاية لتخفيف حدة الفقر وزيادة الإنتاج. ووعد وزير الزراعة والغابات دكتور عبد الله سليمان لدى تفقده يوم الاثنين بمحلية أم روابة بولاية شمال كردفان التحضيرات الجارية لزراعة شتول أشجار الصمغ في مساحة مليون و 500 ألف فدان، وغرس ألف و350 شتلة، بدعم كل مشاريع زراعة الصمغ بالولاية والاهتمام به "كمورد استراتيجي". وبدأت أول شهريوليوالجاري بولاية شمال كردفان، حملات إرشادية للتعريف بمشروع تعمير حزام الصمغ العربي وكيفية غرس ورعاية شجرة الهشاب كمصدر لزيادة دخل المنتجين للصمغ العربي. وقالت منسق صندوق دعم المجتمع، حافظ حاج مكي، إن الحملات الإرشادية ستكون بمناطق إنتاج الصمغ حيث تقدم خلالها حزماً إرشادية متنوعة تمكن من تقديم المعلومة الصحيحة، فيما يتعلق بعملية الاستزراع والتوعية بأهمية شجرة الهشاب و التي تقوم بها مجموعات إرشادية متدربة. وقال مديرالهيئة القومية للغابات بشمال كردفان محمدين الامين محمدين، إن مشروع الاستزراع تبلغ مساحته سبعة ملايين فدان ويستهدف أكثر من 300 من الجمعيات الإنتاجية بحزام الصمغ العربي. ويصاحب المشروع تقديم خدمات أخرى لضمان الاستقرار للمنتجين ومواصلة عمليات المراقبة والرعاية للشتول يقدمها مختصون متحركون إضافة إلى مسئولون في الإدارات الأهلية بمناطق الإنتاج. وذكر ، مسعود محمد منسق مشروع الصمغ العربي بالولاية، أن الحملة تستهدف زراعة مليون شتلة، للتوسع في الاستزراع الغابي وزيادة الغطاء الشجري بمساعدة ومشاركة المجتمعات المحلية وجمعيات المنتجين للصمغ العربي لرعاية وحماية الشتول حيث تم عقد شراكة معهم لتعمير حزام الصمغ العربي باعتباره أحد الموارد الاقتصادية المهمة للولاية وللبلاد. وكان والي ولاية شمال كردفان، أحمد هارون، قد افتتح بحضور عدد من المهتمين بالغابات، نفرة تعمير حزام الصمغ العربي الأسبوع الماضي ضمن احتفالات غابات الولاية بعيد الشجرة الخامس والخمسين. وأكد أن الغابات ستكون القاطرة الأساسية لتحقيق غايات وأهداف تعمير حزام الصمغ العربي، مضيفاً أن تعمير الحزام يجد الدعم السياسي والمالي من جميع مؤسسات الدولة المختلفة. ويأتي مشروع تعمير حزام الصمغ العربي ضمن مشروعات نهضة الولاية والتي ستخصص لمشاريع التنمية المستدامة التي تقدم دعما وسندا لزيادة الإنتاج والإنتاجية في المجال الزراعي النباتي والحيواني منه على السواء للأعوام 2018-2020. ويتوقع لهذه المشروعات التنموية أن تعدل التوازن المختل بين الريف ذي الأغلبية السكانية والحضر، سيتم تعديله بمشاريع عديدة ذات مسارات متباينة، تدعم المزارعين والرعاة في ولاية شمال كردفان، بحسب ما ذكره والي الولاية. ووفقا للتعداد الأخير للسكان للعام 2008، فإن سكان الولاية التي تبلغ مساحتها 700 كيلو متر، أكثرهم ريفيون إذ يستقر في أريافها حوالي 2.1 مليون نسمة، مقارنة بنحو 650 ألف في حواضرها القليلة وأهمها مدينة الأبيض عاصمة الولاية تاريخياً. ويمتهن أغلب سكان الريف الزراعة والرعي، حيث تتمتع الولاية بموارد زراعية هائلة، تنقسم ما بين الأراضي الزراعية الشاسعة الخصبة والمراعي مترامية الأطراف وغابات الأشجار المثمرة. وجل هذه الأراضي تزرع مطريا، مما يرهن الزراعة بتقلبات الأمطار وتذبذبها وشحها، كما يمارسون الزراعة التقليدية غير المميكنة، ويجعل كل ذلك الريفيين يعانون شظف العيش وبؤسه. ويقول الوالي "خططنا في الولاية لتبديل وتطوير نمط الزراعة التقليدية الاكتفائية إلى نمط حديث مبني على الزراعة الاقتصادية بهدف التصدير وتطوير نمط الرعي القائم على التفاخر الاجتماعي والمظهر، إلى نمط حديث يؤسس لتصدير ثروة الرعاة الحيوانية إلى خارج البلاد". وأضاف الوالي قائلاً: "سنتدخل لتحقيق نهضة الريف بحزمة من الإصلاحات والمشاريع في عدة مسارات "تشمل استخدام الكهرباء في المشاريع الزراعية والبساتين وتحقيق الانتشار المصرفي، توفير وسائل الاتصال والمواصلات وتعبيد الطرق لتسهيل عمليات التصدير لمنتجات وسلع الريف". كما سيتم ربط المزارع بالأسواق ضمن هذه الخدمة وستوفر له التقاوى والأسمدة التي تحسن من إنتاجه وستقدم له المئونة التي تكفيه غائلة الدين المرهق الذي يجعل محصوله غير مربح له. وتأسيس بورصة للمحاصيل والسلع بالولاية، بالاتفاق مع بورصة البن في إثيوبيا.