- تم مساء أمس افتتاح فعاليات مهرجان السودان للمسرح الوطني وسط حضور رسمي وجماهيري كبير تقدمهم وزير الدولة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار الأستاذ مصطفي محمود ووكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار الدكتور جراهام عبد القادر. كما شرف الافتتاح الامين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون الأستاذ موفق عبد الرحمن وممثلو الهيئة العربية للمسرح بقيادة الأمين العام للهيئة الأستاذ اسماعيل عبد الله وأعضاء وفده والأستاذ علي مهدي نوري رئيس مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية والأستاذ احمد رضا دهيب رئيس إتحاد الدراميين إضافة إلى العديد من قيادات وزارة الثقافة والسياحة والآثار و لفيف من السفراء العرب و القائمين بالأعمال، إضافة إلى جمهور غفير من المسرحيين والدراميين ومحبي فن المسرح. من جانبه أكد وزير الدولة للثقافة و السياحة و الآثار الدكتور مصطفى محمود أن المهرجان خطوة كبيرة في سبيل تنشيط حركة المسرح السوداني، و لم يكن ذلك ليتأتى إلا بدعم الرجل الذي يستحق كل الشكر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. و امتدح الدور الكبير لحاكم الشارقة واصفا إياه براعي الثقافة العربية وقال إن الشيخ القاسمي إستطاع أن يجعل من الشارقة عاصمة دائمة للثقافة العربية وملتقي للمثقفين العرب. في ذات السياق قال إن وزارته تعتبر المسرح قيمة مهمة خاصة وانه أداة للتثقيف والمعرفة والتغيير مشيدا باللجنة العليا للمهرجان التي أحسنت التخطيط والتنفيذ معتبرا ان نجاحها يتمثل في التمحيص والتدقيق والفرز بين اكثر من 70 عرضا مسرحيا للتنافس في المهرجان وإختيار الخلاصة المتمثلة في 10 عروض للتنافس علي جوائزه. في سياق متصل قال وكيل وزارة الثقافة و السياحة و الآثار رئيس اللجنة العليا للمهرجان الدكتور جراهام عبد القادر إن المهرجان أحدث حراكا كان مفقودا في الشهور الماضية، مؤكدا أهمية المسرح في حياة الشعوب. وقال إن السودان عرف المسرح منذ القدم مشيرا الي الجداريات المرسومة بمناطق الآثار السودانية والتي تشير لما وصلت اليه الحضارة السودانية من رقي متمثلا ذلك في أنواع الفنون والتي أكد عليها علماء الآثار بإنها شكل من أشكال المسرح في تلك الحضارات. من جهة أخرى أشاد عبد القادر بالدور الكبير الذي تقوم به إمارة الشارقة تجاه الثقافة العربية بالعالم العربي وبخاصة السودان مدلا على ذلك بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم والتي وصفها بمنارة العلم المعرفة والتي إنداحت عبر معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية، معلنا جعل عام 2019، عاماً للمسرح و تنميته بالسودان. الجدير بالذكر أن افتتاح الدورة الأولى من مهرجان السودان الوطني للمسرح (دورة الفكي عبد الرحمن)، الذي يشكل خامس مهرجان وطني تنظمه الهيئة العربية للمسرح هذا العام من أصل سبعة مهرجانات، هي المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة التاريخية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح وهي مبادرة أطلقها في الثالث و العشرين من مارس الماضي و كلف الهيئة العربية للمسرح بتنظيم مهرجان وطني للمسرح في الدول العربية التي لا تنظم مثل هذه المهرجانات، و قد سعت الهيئة و أنجزت سبع اتفاقيات مع سبع وزارات ثقافة عربية لتنفيذ مهرجانات وطنية فيها و ما زال السعي جارياً لتحقيق عشرة مهرجانات خلال عام 2019 و تم تنفيذ المهرجانات هذا العام في (المغرب، الأردن، موريتانيا، فلسطين، السودان) و سينتظم مهرجانات (لبنان و اليمن) في ديسمبر المقبل. و قد ألقى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الاستاذ أسماعيل عبد الله كلمة أكد فيها على عمق العلاقات الثقافية التي تربط السودان بالإمارات و أهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتكون هذه واحدة من فعاليات ثقافية مسرحية تكرس نداءه (لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية)،مؤكدا إن انطلاق مهرجان مسرح السودان الوطني هو انطلاق مرحلة جديدة و متجددة في المشهد المسرحي السوداني، وانتقال نحو أفق واسع للخلق والإبداع ولعل البشائر الاولى لانخراط كل الفاعلين في هذا الحدث الثقافي والفني من حكومة ومبدعين ونقاد وإعلام وجمهور لدليل قاطع على التجاوب الكبير والرغبة الجامحة لإعادة الوهج لأبي الفنون بالسودان الحبيب. و امتدح أداء اللجنة العليا للمهرجان قائلاً "إذا كان للرعاية الرسمية دور مهم في نجاح هذه الشراكة وتحقيق هذه المبادرة على ارض الواقع فإن الفعالية والنجاعة التي تميزت بهما أعضاء اللجنة العليا وفريق العمل التنفيذي للمهرجان كان لهما الأثر الكبير في الوصول إلى هذه المحطة المهمة. كما القي الأستاذ أحمد رضا دهيب رئيس إتحاد الدراميين السودانيين كلمة بأسم المسرحيين والدراميين معبرا عن سعادته بقيام المهرجان والحراك الكبير الذي احدثه. وقال إن الفوارق بسيطة جدا بين كل عمل مسرحي وآخر مشارك في المسابقة التنافسية للمهرجان مبينا ان المكسب يتمثل في ان الخرطوم والولايات شهدت اكثر من 70 عرضا مسرحيا وهو حراك مسرحي كبير مشيدا في ذات الوقت بالهيئة العربية للمسرح وما تقدمه للمسرح العربي للسودان بالتحديد، مثمنا دور إمارة الشارقة وحاكمها الشيخ القاسمي لتلك الايادي البيضاء التي يقدمها خدمة للمسرح وللثقافة السودانية عموما. وفي سياق متصل شهد الافتتاح تكريم الهيئة العربية للمسرح وزارة الثقافة والسياحة والآثار ممثلة في وزير الدولة للثقافة و السياحة و الاثار، كما شهد أول عروض المسابقة وهي مسرحية/ اربعة رجال وحبل /من تأليف المسرحي الراحل ذو الفقار وأخراج قاسم أبو زيد. وتتنافس 10 من العروض، التي تم فرزها من بين أكثر من 70 عرضاً تقدمت للمشاركة على نيل جوائز الهيئة العربية للمسرح الخاصة بأفضل تأليف نص محلي مشارك، و أفضل ممثل و أفضل ممثلة، أفضل سينوغرافيا، أفضل تأليف موسيقى و مؤثرات، أفضل إخراج و أفضل عرض. يجدر ذكره أن الهيئة أصدرت أربعة كتب عن المسرح السوداني بهذه المناسبة، سيتم تدشينها خلال فعاليات المهرجان والتي تشهد من ناحية أخرى ندوات نقدية تتناول العروض المشاركة في المهرجان بالنقد والتحليل في إطار النشاط الفكري المصاحب للمهرجان.