- تعتبر آلاف المواد الكيميائية المنتجة تجارياً ومخلفات البلاستيك والمخلفات الالكترونية ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، مصدراً لتلوث التربة ما يؤدي إلى دخول الملوثات إلى سلسلة الغذاء وتتسبب بتأثيرات خطيرة على صحة ورفاه الناس. ومع تسارع التقدم التكنولوجي، فإن المخلفات الالكترونية تعتبر تهديداً جدياً للتربة. فكل عام يتم إنتاج 50 مليون طن من المخلفات الالكترونية، وهو ما يجعل منها واحدة من أسرع مشاكل التلوث التي تؤثر على التربة. وبمناسبة اليوم العالمي للتربة دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى إيقاف تلوث التربة واحتواء التهديدات المتعددة التي يشكلها على سلامة الغذاء وأمن الغذاء العالمي. وقالت ماريا هيلينا سيميدو نائبة المدير العام للمنظمة في مراسم الاحتفال بيوم التربة العالمي التي أقيمت في مقر الفاو في روما، والذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام " قالت إن نحو 33 في المائة من التربة تدهورت، كما أن حالة التربة تتدهور بوتيرة خطيرة". وأضافت أن "التربة تعمل كفلتر للملوثات، ولكن عندما تتجاوز قدرتها على ذلك، فإن الملوثات يمكن أن تدخل إلى البيئة وسلسلة الغذاء. وهذا يقوض الأمن الغذائي لأنه يجعل المحاصيل خطرة وغير آمنة للاستهلاك". وأكدت أن "المصدر الرئيسي لتلوث التربة هو النشاطات البشرية" ودعت الدول إلى "زيادة الاستثمارات بشكل كبير لجعل التربة صحية" مشيرة إلى أن "الحفاظ على تربة صحية يساعد على ضمان الحصول على أغذية آمنة ومغذية، كما أنه أمر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر". ويتم الاحتفال بيوم التربة العالمي هذا العام تحت شعار "كن الحل لمشكلة تلوث التربة"، وتقدم الفاو عدداً من التوصيات حول كيفية خفض تلوث التربة على مستوى الدولة والمستوى الصناعي ومستوى المستهلكين. وقدمت الفاو النتائج الرئيسية لأول تقييم اقتصادي حول تأثير انجراف التربة وفقدان مغذيات التربة. وتوفر هذه الدراسة فهماً أفضل للأضرار الاقتصادية الناجمة عن فقدان التربة، وقد أُجريت بموجب مشروع تجريبي في ملاوي بتمويل من مبادرة "الفقر-البيئة" التي أطلقها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. وبحسب الدراسة الجديدة فإن زيادة بنسبة 25 في المائة من خسارة التربة في مالاوي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.64 في المائة وهو ما يعادل نحو 40 مليون دولار في السنة. وقالت سيميدو: "يترتب على تدهور التربة تكاليف اقتصادية عالية، بسبب خسارة صحة التربة وما يترتب عليه من نقصان المحاصيل الزراعية". وأكدت أن "ملوثات التربة قد تبقى في التربة لعقود ما يجعل التخلص منها مكلف للغاية. ويجب أن يكون منع تلوث التربة على رأس الأولويات في العالم". مما يجدر ذكره أنه في 22 يوليو 2013، أقر مؤتمر منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة في دورته الثامنة والثلاثين بالإجماع اليوم الدولي للتربة وطلب اعتماده رسميا من الجمعية العامة في دورتها الثامنة والستين. وفي دسيسمبر 2013، أعلنت الجمعية العامة أن 5 ديسمبر هو اليوم العالمي للتربة.