الخرطوم 28-9-2019(سونا)-إن الأشجار والغابات المدارة والمستعادة لديها القدرة على عكس اتجاه تدهور الأراضي وبالتالي المساهمة في الحد من الفقر ، والأمن الغذائي ، والتنوع البيولوجي وتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه ، وعموما فإن فوائد الاستعادة أعلى بعشرة أضعاف من تكاليفها . والتعرف على الترميم والاستعادة كدولة مقدمة من قبل جميع بلدان السياج الأخضر الافريقي الكبير من حيث التدخل المباشر واستعادة الغطاء النباتي وتساعد منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة ( الفاو ) بدعم من حكومة تركيا والاتحاد الأوروبي ودول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ الدول الأعضاء بما فيها السودان من خلال تنفيذ مشروعين الأول العمل على مكافحة التصحر وتعزيز الاستعادة وتنمية الدخل ، والثانى توليد مشاريع خدمات النظام الإيكولوجي التى تهدف لتحسين رأس المال الطبيعي على نطاق واسع لترميم المجتمعات الزراعية الصغيرة. ويعمل المشروع الجديد الممول من هولندا لمعالجة قضايا التنمية الريفية ودعم تنفيذ نظام واسع النطاق للإنتاج وإنتاج الأغذية في السودان و تقدر الفاو الشراكة االقومية ما بينها والسودان بالعظيمة والمثمرة. ولا تركز المنظمة فقط على الترميم على نطاق واسع فحسب ، بل تهتم بشكل متزايد بتنويع الدخول الريفية من خلال الترويج لسلاسل قيمة المنتجات الغابية غير الخشبية التي ترتبط مباشرة بالترميم والاستعادة ، مثل الصمغ العربي ، والعسل والعديد من الفواكه الصالحة للأكل ، والزيوت وغيرها من المنتجات. ، من أجل تحفيز خلق فرص العمل وتوليد الدخل للفئات الضعيفة في المجتمعات المحلية ، وخاصة للنساء والشباب. وتعد سبل العيش المعززة نتيجة الاستعادة واسعة النطاق متنوعة للغاية ولا يمكن قياسها على أساس مستويات الدخل وحدها ومن المهم لهذه المشاريع أن تتبع التقدم المحرز بقياس التأثيرات المادية والاجتماعية والاقتصادية. وقد تم تنظيم ورشة تدريبية في السودان اختتمت أعمالها الخميس الماضي وحول نتائج هذه الورشة ومايمكن أن تقدمه، تحدث مارك ممثل منظمة الفاو بروما وهو أحد المدربين حيث قال "إن الفاو لأكثر من عشر سنوات وهي تدعم الدول فى مجال المسح الاقتصادى والاجتماعى ولها تجارب كثيرة ، أما هذه الورشة فهي تجيء فى إطار مشروع بريدجز ضمن مشروع السياج الأخضر الأفريقي ، وهذا المشروع الآن فى بداياته فى السودان وهناك دعم لمشروعات أخرى لكن الآن هذه مرحلة البيانات الأساسية وتهدف هذه الورشة لرفع قدرات المشاركين لتحقيق الهدف الأساسي وهومكافحة التصحر. وتعتبر الورشة من أهم الورش التدريبية لأنها توضح كيفية التعامل مع أهم مؤشرات مكافحة التصحر وهو المؤشر الاقتصادى والاجتماعى ، وأضاف أن النقطة الأساسية فى هذه الورشة أنها تتعامل مع هذا المشروع منذ بدايته ويتوقع أن يلم المستهدفون بالأمر بجانب جمع أكبر قدر من المعلومات الخاصة بالمسح مما يسمح ببناء قاعدة بيانات خاصة بالمشروع . كلارا الأستاذة الجامعية بروما والتى قدمت المحاضرات التدريبية للمستهدفين قلات إن الجرعات التدريبية تركزت على كيفية عمل المسوحات الميدانية ، قياس المؤشرات الحياتية للمتعاملين فى المشروع ، أخذ العينات للمتعاملين فى المناطق المستهدفة ، بجانب تمليك المتدربين مقدرات التقييم وقد تم تقديم نماذج مبسطة يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، وقد أبدت كلارا سعادتها بتفاعل المشاركين فى الدورة وتحملهم لضعط التدريب وتطبيق النماذج الدراسية . شارك فى هذه الدورة أكثر من خمسة وثلاثين من قطاع الغابات والمراعي والتصحر والموارد الطبيعية فى ولايا ت دارفور الكبرى ، كردفان الكبرى ، النيل الأزرق ، سنار ، الجزيرة ، المجلس القومى للتصحر ورئاسة الهيئة القومية للغابات . ولمزيد من التوضيح التقينا الأستاذة سميرة محمد أحمد مديرة إدارة العلف والمراعى بولاية شمال كردفان وحول مشاركتها فى هذه الورشة قالت إن مشاركتهم فى مثل هذه الورش العلمية تعطيهم دفعة معنوية وتوفر معلومات قياسية خصوصاً ,ان الورشة تطرقت إلى التكنولجيا الحديثة وقد استفادوا من خلاصة تجارب المدربين الأجانب ، وأشارت إلى أن ما درسوه لمس جزءاً من احتياجات الولاية وأنهم فى حاجة لأي دراسة اقتصادية اجتماعية وأضافت أن التنسيق مهم جداً بين الشركاء فى المجال والآن لابد من العمل المشترك على تقليل مخاطر الجفاف والفقر وشحذ المجتمعات على المواءمة مع الظروف المحيطة بهم . ولايات درافور شمالها وشرقها وغربها كانت حضوراً فى هذه الورشة المهندس زراعى أبوبكر يوسف عبدالله مدير غابات شمال درافور تحدث قائلاً : إن ولايات دارفور تعاني من الجفاف والتصحر الذي دام لسنوات بسبب الحرب والذى خلق تدهوراً فى الموارد الطبيعية والغابات ، وتأتى هذه الورشة التدريبية فى إطار برنامج السياج الأخضر الأفريقي العظيم وهذا التدريب يمس الجانب الاقتصادى والاجتماعى الذي تأثر خلال الفترة الماضية ومن جانبنا نعتبر هذه هذه الورشة نقطة إنطلاق بالنسبة لنا لإعادة التأهيل والتعمير للغابات والمراعى وستكون البداية موفقة بإذن الله لأنه يشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة للجوانب البيئية التى تعتبر بيت القصيد وكل هذا يساعدنا فى إعداد المقترحات وتنفيذ البرامج بالمستوى العلمى المطلوب ، بجانب تأهيل القدرات المحلية للمواصلة فى استمرارية هذا البرنامج للمشاريع التي ستنفذ في الفترة القادمة ، ومن فوائد مثل هذه الورش تلاحق الأفكار مع الزملاء والمدربين وتبادل الخبرات ونتمنى أن تتكرر مثل هذه الورش فى الولايات المستهدفة بنفس الطريقة وأن تتم الاستفادة من الكوادر التي تلقت التدريب . مشروع تنمية الأراضي المتدهورة ( الغابات المحجوزة ) بمنطقة ود الحليو بجنوب ولاية كسلا هو المشروع الذى قامت فى إطاره هذه الورشة التدريبية وحول هذا المشروع تحدث منهدس زراعى يوسف محمود محمد توم نائب المدير لدائرة غابات جنوبكسلا المشرف الحقلى للمشروع قال إن نشاط المشروع بدأ فى فبراير 2019م بإجازة الخطة المستهدفة لزراعة 2.5 ألف هكتار بالمنطقة بالأشجار الشوكية ( الهشاب والطلح ) وهي الأشجار المنتجة للصمغ العربي ، وتواصل النشاط في مارس حتى مايو لتوعية المجتمعات المستهدفة ( المواطنين داخل وحول الغابات المحجوزة ) ثم بدأت مرحلة إعداد وتحضير الأرض باستحدام تقنيات حصاد المياه ، ثم بدأ الاستزراع بنهاية يونيو الماضي بالشتول والبذور وفى منتصف يوليو تم إشراك المواطنين لزراعة محاصيل مثل الذرة والسمسم واللوبيا مع الأشجار وذلك لتشجيع المواطنين على تعمير الغابات وحمايتها ، وتمتد فترة المشروع لثلاث سنوات متوقع بعدها أن يكون هناك برنامج اوسع يشمل الغابات والمجتمعات من خلال الشراكة فى إعمار الغابات .