تقرير/ مناهل عمر الخرطوم 4-3-2020(سونا) - دعا عدد من الخبراء إلى سن قانون لإنتاج الطاقة الشمسية بغرض الاستهلاك أو البيع، ووضع سياسات استراتيجية وإعفاءات جمركية لتشجيع المواطنين على الاستفادة من الموارد المتاحة من الطاقة الشمسية. وخلال مشاركتهم في الورشة التي نظمها اتحاد الغرف الصناعية وخبراء الطاقة المتجددة وبدعم من منظمة الأممالمتحدة، اوضحوا أن مبادرتهم (كهربتك عندك بالطاقة الشمسية) تهدف إلى تسهيل وتبسيط الاستخدام لأجهزة الطاقة الشمسية بالمنازل التي تبدأ من 50 واط إلى ألفي واط . ويحتاج مشروع المبادرة بحسب المشاركين في الورشة إلى تفعيل دور الإعلام وإلى مجهود وتنسيق بين الجهات المعنية ووضع سياسات داعمة لهذا الاتجاه وتطويره بغرض تحويل المواطن من مستهلك للكهرباء إلى منتج لها. وفي حين تستهلك المنازل 60% من الكهرباء القومية يعاني القطاع الصناعي من انقطاعات متكررة، فإن مبادرة (كهربتك عندك) تهدف إلى تنفيذ مشروعها الاستراتيجي المتمثل في تحويل الاستهلاك الكهربائي من المنازل إلى القطاع الصناعي . ولتحقيق العدالة في توزيع الطاقة ترجمة لشعارات ثورة ديسمبر المجيدة خصصت المبادرة ضربة البداية لتنفيذ المشروع ل 300 منزل لأسر الشهداء من جملة 3 آلاف منزل مستهدفة لإدخال أنظمة الطاقة الشمسية. وطبقا للباحثة في المركز القومي للبحوث وعضو لجنة البيئة باتحاد الغرف الصناعية الأستاذة مواهب الطيب أحمد فإن المبادرة تهدف إلى تمليك كل أسرة نظاما للطاقة الشمسية لتخفيف استهلاك الكهرباء من الشبكة القومية، مشيرة إلى أن القطاع السكني يستهلك طاقة أكثر من القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية. وأضافت أن الصناعات الصغيرة وأصحاب الحرف الموجودة في الأحياء كالنجارة والحدادة مستهدفون بالمبادرة، لافتة إلى أن القطاع المنتج للطاقة يمكن أن يكون شخصا أو شركة بتركيب أنظمة طاقة في أسطح المباني لاستخدام الحاجة المطلوبة من الطاقة وبيع الفائض منها . وأعلن المدير التنفيذي لاتحاد الغرف الصناعية ومقرر المبادرة الدكتور الفاتح عباس القرشي عن فتح الباب للمستثمرين في هذا المجال للاستفادة من الطاقة الشمسية والتي يتميز بها السودان كمورد مهم، مشددا على أهمية مراقبة دخول المعدات ذات الجودة المطلوبة . وأضاف أن المبادرة تهدف لعمل مؤسسي للطاقة الشمسية في السودان، موضحا أن تكلفة أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل تتباين، لكنها فى المتوسط تقدر ب 36 ألف جنيه للمنزل الواحد. وبين أن البرنامج يتضمن تدريب 300 أسرة، إضافة إلى برنامج متكامل لتدريب الشباب على فنيات استخدام الطاقة الشمسية، فيما تشتمل الخطة في المرحلة المقبلة إنتاج معدات الطاقة الشمسية، لافتا إلى أن الطاقة الشمسية في القطاع الصناعي سيتم تطبيقها في الصناعات الصغيرة والحرفية، وسيبدأ التنفيذ بغرب أم درمان لتخرج كلها من الشبكة القومية بعد أن تعمل بالطاقة الشمسية بمساعدة اليونيدو وبتمويل من بنكي الادخار و الأسرة . وقالت نائب رئيس لجنة تسيير اتحاد الغرق الصناعية سارة عبد الكريم إن الطاقة تعد أهم مشاكل القطاع الإنتاجي وإن المبادرة ستطبق في العاصمة باعتبارها أكبر مستهلك للكهرباء في القطاع السكني بالإضافة إلى وجود أكبر المصانع، كما أن الهدف توفير الكهرباء للقطاعات الإنتاجية بسعر مناسب وتحويل الطاقة من المنتج للمستهلك دون الاعتماد على الشبكة القومية. وبشر ممثل برنامج الأممالمتحدة للبيئة بمستقبل واعد للسودان في مجال استخراج الوقود غير الأحفوري ليخطو للأمام بثبات نحو الطاقة المتجددة، مشيدا باهتمام المسؤولين والخبراء بتطبيقات الطاقة الشمسية لكونها مفتاح التنمية المستدامة. ودعت المهندسة خالدة رابح اختصاصي طاقة شمسية في قطاع الاتصالات إلى وضع سياسات استراتيجية ومنح إعفاءات جمركية لتشجيع المواطنين والاستفادة من الموارد المتاحة من الطاقة الشمسية، لافتة إلى أن قطاع الاتصالات يتم فيه حساب الإيرادات ومعدات الاتصالات ومعدات الكهرباء حيث يتم تركيب مولدات مزعجة وتحدث تلوثا بيئيا وبتكلفة عالية، وأن الحل الوحيد للمحطات يكمن في ان يتم تشغيلها بالطاقة الشمسية خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها كهرباء، وأشارت إلى أن تكلفة تشغيل المحطة بالطاقة الشمسية تقدر بحوالي 3 ألف دولار . ووفقا لمدير هيئة جامعة الخرطوم الاستشارية دكتور قصي عوض فإن السودان موقع على اتفاقيات التغيير المناخي مما يتيح له فرصة تمويل مشروعاته التنموية المتماشية مع سياسات التكيف والتقليل من مخاطر التغيير المناخي، و مبادرة (كهربتك عندك) تصب في إطار التقليل من انبعاثات الغازات المسببة للتغيير المناخي. وكشف د. قصي عن رؤية لإمكانية التقديم لصندوق المناخ الأخضر للحصول على تمويل كجزء من المبادرة. وحيث يتمتع السودان بموارد كبيرة فإن المبادرة تتيح له امتلاك مفتاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية (الطاقة الشمسية) بعد تحريكها للاستخدام الكهربائي في الإنارة وتشغيل الأجهزة والصناعات الصغيرة.