الخرطوم 28-5-2020(سونا) - تقرير/مناهل عمر يجتهد الباحثون والعلماء لايجاد علاج لجائحة الكورونا التي ضربت العالم بأثره وزهقت الأرواح ودمرت الاقتصاد والسودان ليست بمعزل عن هذه التضحيات والغريب في الأمر أن العالم لم يستطع حتى الآن من إنتاج مصل أو علاج لهذه الجائحة ، وفي بادرة للبروفيسور سيف الدين عبد الرحمن محمد بالمركز القومي للبحوث اورد فى تقرير له حول ما يمكن فعله لإجتياز جائحة الكورونا باللجؤ الي الطب البديل أو "المكمل" للطب الحديث في مثل هذه الظروف وخاصة الشعب السوداني لديه معارف ثرة وموروثات ثقافية مبهرة في مجال الطب الشعبي. ظهر فيروس كورونا المستجد أو "كوفيد- 19" أولا في مدينة ووهان بالصين في ديسمبر من العام الماضي وإنتشر بسرعة الي البلدان الأخرى مما جعل منظمة الصحة العالمية الي إعلانها جائحة في 11 مارس، 2019. حتي الان بلغت عدد الإصابات في العالم 5 مليون وعدد الوفيات 350 ألف أما الوضع في السودان حسب تقرير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بلغت عدد الإصابات 4346 والوفيات 195 وشفاء 748 حالة وهذه الاحصاءات قابلة للزيادة في أي وقت. .تتشابه جميع أنواع الأنفلونزا في الأعراض التي تكون غالباً فتور، وآلام في العضلات، وشعور بالغثيان، وصداع، وإرتفاع في درجة حرارة الجسم، والرشح والسعال. ومن مضاعفاتها إلتهابات الحلق والقصبة الهوائية والرئة.
إستقراء البروفيسور سيف الدين بعض المعلومات عن أحدى أهم المنتجات الطبيعية المستخدمة منذ قرون بعيدة في علاج الأمراض ألا هو عسل النحل. والشواهد التي إستدل بها علي أهمية العسل في الإستطباب ترجع الي القرون الأولي وحتى عصرنا الحالي وتنطلق من موروثاتنا الإسلامية الي ثقافاتنا المعاصرة. عمدت الي تعميم مطلق الإستشفاء به ولكن بتركيز عالي لما يخص أمرض الجهاز التنفسي عامة والأنفلونزا بصورة خاصة والتي منها جائحة كورونا. آملا أن تجد بين هذه السطور ما يقنع المواطن الي تناول العسل كإجراء وقائي روتيني (prophylactic) ضد كورونا. الشواهد التي تشير الي جدوى التداوي بالعسل من هذه الجائحة والوقاية منها كثيرة نورد بعضا منها مما ذكرها العلماء والباحثون، هنا لا بد أن نشير الي ما دلل به بروفيسور العبيد عمر في كتابه (عسل النحل في الطب الشعبي، 1993م) أن عسل النحل أداة هامة في الطب الشعبي، فهو وسيلة للشفاء ربما لأكثر من 50 % من الأمراض التي يعرفها عالمنا اليوم. وهذه حقيقة مثبة كما وردت في الذكر الحكيم في قولة عز وجل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" (سورة النحل، الآية 69). وفي مقال منشور في مجلة كلية التربية بجامعة أم القرى (1402 هجرية) للدكتور أمين كشميري والدكتور عبد العزيز عقاب، ذكر الباحثان أن العسل الذي تنتجه بيئة ما، فيه شفاء لجميع الناس الذين يعيشون في هذه البيئة من جميع الأمراض المستوطنة فيها. وهذا موافق لما ورد في السنة النبوية "عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لعق العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء". كما ذكر الإمام بن قيم الجوزية في كتابه (الطب النبوي، 251- 311 هجرية) أن العسل ينقي الكبد والصدر ويدر البول ويدر الطمث عند المرأة ويطيل الشعر ويخفف السعال ويقتل الهوام والقمل، ويجلوظلمة البصر ويصقل الأسنان واللثة ومفيد للمثانة والكلى. وأكد بن سينا في كتابه (القانون، 311 هجرية) أن العسل يشفي إلتهاب اللوزتين والخوانيق (ضيق التنفس) ويقوي المعدة. وأضاف أبي الحسن الهبل في كتابه (المختار في الطب، 610 هجرية) أن العسل اذا تغرغر به أبرأ أورام الحلق وأورام العضل التي علي جانبي اللسان والحنك واللوزتين والخناق ويوقف السعال. كما أكد الدكتور درستويمير فلادينوف في كتابه (العسل والمعالجة بالعسل، 1971) معالجة إلتهابات الحنجرة والبلعوم والقصبات الهوائية بالعسل. وكذلك أورد الدكتور عبد الحميد دياب والدكتور أحمد قرقوز في كتاب (مع الطب في القرآن الكريم، 1982م) أن العسل يزيد مقاومة الجسم ضد مرض السل الرئوي ويساعد علي علاج السعال الديكي وإلتهابات الحنجرة والقصبة الهوائية ويخفف السعال. كما أثبت الدكتور محمد محمد هاشم في كتابه (الأدوية والقرآن، 1985م) أن العسل مفيد طبيآ في علاج أمراض الجهاز التنفسي مثل السل والزكام والسعال. كل هذه الشواهد علي نفع العسل في علاج أمراض الجهاز التنفسي دفعت معمل ناثرمان "المانيا" الي إضافة العسل الي دواءه " ملروزوم" الذي يعتبر من أفضل الأدوية المهدئة للسعال والمضادة للرشح والأنفلونزا ونزلات البرد. أما عن كيفية إستخدام العسل لعلاج أمراض الجهاز التنفسي ومنها كورونا فإن إستخدام العسل كعلاج بالإستنشاق (inhalation) يرجع الي تاريخ قديم وهي عملية ناجحة وردت ذكرها في عدة مخطوطات، علي سبيل المثال عالج الدكتور كيزل شتاين عشرين مريضا بواسطة المتبخرات العسلية بواسطة جهاز الإستنشاق العادي علي صورة رزاز ناعم من المحاليل العسلية بنسبة 10 % واستمرت مدة العلاج لمدة 5 دقائق فقط. مما سبق سرده يتضح جليا أن العسل ينقي الصدر ويوقف السعال، يشفي ضيق التنفس ويعالج إلتهابات الرئة والحنجرة والقصبات الهوائية، ويخفض حرارة الجسم ويرفع مناعة الجسم. ويلاحظ أن هذه تقريبا كل أو بعض من أعراض كورونا. و في الختام هذه المعلومات ليست سوى غيض من فيض في مجال الطب الشعبي، والسودان يزخر بالعديد من الموارد الطبيعية التي اذا تم إستغلالها قد تسهم في إجلاء هذه الجائحة علي سبيل المثال القرض وزيت السمسم والرشاد والثوم وغيرهم. كما يملك السودان عدد كبير من العلماء والباحثين والمؤسسات البحثية التي تحتاج الي الدعم من الدولة كي تقوما بدورها في مثل هذه الظروف.واوصى المواطنين أن يجعلوا العسل في موائدهم كما أوصاهم بالبقاء في بيوتهم .