لندن 7-7-2020 (الاقتصادية السعودية) - من المنتظر أن يعلن بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني هذا الشهر خططه المتعلقة بالاستغناء التدريجي عن معدات هواوي من شبكة الجيل الخامس لأنظمة الاتصالات، وفق ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أمس، عن مصادر حكومية. وبحسب "الفرنسية"، كرر أوليفر دودن، وزير الدولة للشؤون الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة أمس، عبر وسائل الإعلام البريطانية رغبة داونينج ستريت في "تنويع معداتها لتقليل حصة الموردين ممن يشكلون خطورة كبيرة، وهواوي أبرزهم". وينوي جونسون الاستغناء عن "هواوي" لأن العقوبات الأمريكية التي أعلنت في (مايو) ستطرح، وفقا لتقرير بريطاني حول الأمن القومي، تساؤلات "جادة جدا" حول إمكان استمرار "هواوي" في كونها موردا لشبكة الجيل الخامس البريطانية، بحسب الصحيفة. وأكد دودن أمس أنه تلقى تقريرا من المركز الوطني للأمن السيبراني حول تأثير العقوبات الأمريكية في "هواوي"، الأمر الذي سيؤدي إلى "صعوبات". وتهدف هذه العقوبات، بشكل خاص، إلى منع "هواوي" من تطوير أشباه النواقل في الخارج بالاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن لندن تشعر بالقلق حيال استخدام الصين معدات احتياطية يمكن أن تشكل مخاطر أمنية جديدة. ويتهم المسؤولون الأمريكيون "هواوي"، أكبر مورد في العالم لمعدات شبكة الاتصالات وثاني كبرى الشركات المصنعة للهواتف الذكية، بتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة بالتواطؤ مع بكين التي يمكن، بحسب واشنطن، أن تتجسس على حركة الاتصالات العالمية. لكن الشركة الصينية العملاقة تنفي هذه الاتهامات. وكانت واشنطن قد اتخذت قرارا منتصف (مايو) بمنع "هواوي" من شراء أشباه النواقل "المنبثقة مباشرة" من المعارف الأمريكية لكنها عادت وعدلت العقوبات. وكشفت الصحافة البريطانية أواخر (مايو) أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يفكر في استبعاد "هواوي" من شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2023. وفي (يناير)، سمحت الحكومة البريطانية ل"هواوي" ببناء 35 في المائة من البنى التحتية المطلوبة لنشر شبكة جديدة من الجيل الخامس في البلاد. كما حصل عملاق الاتصالات الصيني نهاية (يونيو) على ضوء أخضر من السلطات البريطانية المعنية لبناء مركز أبحاث وتطوير في كامبريدج. وفي فرنسا، قال رئيس الوكالة الوطنية لأمن نظم المعلومات الفرنسية إنه لن يكون هناك حظر تام على استخدام معدات من "هواوي" لإقامة شبكة اتصالات الجيل الخامس الفرنسية إنما النصح لشركات الاتصالات الفرنسية بتجنب التعامل مع الشركة الصينية، بحسب "رويترز". وقال جويلام بوبارد في مقابلة مع صحيفة "ليزيكو": "ما يمكنني قوله هو أنه لن يكون هناك حظر تام (لكن) بالنسبة لشركات تشغل الهواتف المحمولة التي لا تستخدم هواوي حاليا فنحن نحثها على عدم الإقدام على ذلك". وحثت الحكومة الأمريكية حلفاءها على استبعاد عملاق الاتصالات الصيني من شبكات اتصال الجيل القادم بالغرب قائلة إن بكين قد تستغلها في التجسس. ونفت "هواوي" هذه الاتهامات. وقالت مصادر ل"رويترز" في (مارس) إن فرنسا لم تحظر "هواوي" لكن ستعمل على إبعادها عن شبكة اتصالات الهواتف الرئيسة التي تنطوي على مخاطر مراقبة أعلى لأنها تتعامل مع معلومات حساسة مثل البيانات الشخصية للعملاء. وقرار فرنسا بشأن معدات "هواوي" حيوي بالنسبة إلى شركات الاتصالات الأربع العاملة في البلاد لأن نصف شبكاتها الحالية تقريبا من صنع الشركة الصينية. وتأتي تصريحاته لصحيفة "ليزيكو" أمس الأول على وقع الجدل بشأن انخراط "هواوي" في عملية تطوير الشبكة في فرنسا، بعدما منعت عدة دول غربية الشركة من المشاركة في تطوير شبكاتها من الجيل الخامس من الإنترنت فائقة السرعة إثر مخاوف أمنية. وقال بوبارد "ندعو المشغلين الذين لا يستخدمون "هواوي" إلى عدم تغيير موقفهم ... وأما بالنسبة إلى من يستخدمونها أساسا، فنصدر تصاريح مدتها ما بين ثلاثة وثمانية أعوام". ويرجح أن تحد هذه القيود من قدرة "هواوي" على الوصول إلى شبكة الجيل الخامس من الإنترنت في فرنسا. يذكر أن "هواوي" استثمرت مليارات الدولارات في هذه التكنولوجيا، متنافسة على وجه الخصوص مع شركتي إريكسون السويدية ونوكيا الفنلندية. لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول عدّت أن "هواوي" تشكل خطرا أمنيا لأسباب عدة بينها أن مؤسسها رين تشنغفاي كان مهندسا في جيش التحرير الشعبي. وأكدت "هواوي" بدورها أنها ستنسحب من أي شراكات مع دول معادية لأنشطتها وستلتفت للعمل مع الدول التي ترحب بها.