الخرطوم-14-8-2020(سونا إستئناف الدراسة عبر منصات التعليم الإلكتروني دفع عدد من الجامعات الخاصة البدء في الدراسة ، وأبرزها جامعة الرازي وجامعة العلوم و التقانة والجامعة العربية المفتوحة وجامعة مروي وكلية النهضة ، وهو ما أعلنته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى حين العودة إلى القاعات بعد الإغلاق الكلي بسبب (كوفيد 19) وتأكيد الوزارة العزم على التوسع في التعليم الرقمي لمواجهة التطورات المحتملة. وقد استأنفت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الدراسة عبر المنصات الإلكترونية للطلاب الخريجين وطلاب السنة الأولى في خطوة استباقية على الجامعات الحكومية ، تلتها جامعة وادي النيل باصدار قرار الإستئناف لطلاب المستوى الأخير بكليات الجامعة المختلفة في ديسمبر القادم ، وذلك عقب التجهيز والإعداد للبنية التحتية للتحول للتعليم الإلكتروني . تجربة التعليم الإلكتروني قابلها البعض من الأساتذة والطلاب والطالبات بالجامعات المختلفة بالتأييد ، فيما رفضها آخرين لوجود تحديات عديدة تواجه تطبيقها ؛ قد تؤدى إلى فشلها ، وكالة السودان للأنباء استطلعت عدد منهم للوقوف على مدى الإمكانيات المتاحة والتحديات التي تواجه التجربة.
البروفسير مهدي عباس شكاك نائب مدير جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا أيد إستئناف الدراسة عبر التعليم الإلكتروني لتوفر البنية التحتية والكادر البشري ، مع ضرورة وجود منسقين للكليات لاستكمال تجربة التحول وأشار إلى وضع إدارة الجامعة لبدائل وحلول لمعالجة المعوقات التي تعترض تنفيذ التجربة ، بدءا من مشكلة شبكة الإنترنت وتذبذب التيار الكهربائي وعدم توفر الهواتف الذكية لبعض الطلاب ، مبينا أن ذلك سيتم بمساعدة الوزارة وصندوق رعاية الطلاب وشركات الاتصالات ، موضحا أن الجانب العملي للدراسة والتي تتطلب إستخدام المعامل سيتم التنسيق فيها ، لتقسيم الطلاب على مجموعات لتحقيق التباعد الاجتماعي.
وقالت الدكتورة إنتصار عبد المجيد محمد الأستاذة بكلية الطب بجامعة أم درمان الإسلامية ، إن قرار إستئناف الجامعات للدراسة عبر التعليم الإلكتروني غير موفق ، وستواجه صعوبات على مستوى أساتذة الجامعات وعلى مستوى الطلاب ، وأضافت بضرورة توفير الأجهزة الذكية لأعداد كبيرة من الأساتذة وللطلاب والطالبات وأشارت إلى أن مواجهة الطلاب لضعف شبكة الإنترنت بالولايات ، سيكون عقبة أمام إستئناف الدراسة وتساءلت عن كيفية الترتيب لتحصيل الطلاب في ظل صعوبة التطبيق المعملي للطلاب بالكليات العلمية وكيفية توفير السكن لطلاب الولايات و إطعامهم وترحيلهم في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وطالبت بإيقاف الدراسة حتى انتهاء جائحة كروونا وانحسار تداعياتها على أن توفر الحكومة المناخ الملائم لإستئناف الدراسة والقيام بدورها كاملا تجاه التعليم العالي ، مشيرة إلى عدم إخطارها رسميا من الجامعة بإستئناف الدراسة حتى هذه اللحظة.
وأبدت الدكتورة ماجدة مصطفى صادق رئيس قسم الاقتصاد بجامعة السودان العالمية تأييدها إستئناف الدراسة للجامعات ، عبر منصات التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونا و ثقافة التباعد الاجتماعي ومعمارية الجامعات والكليات التي لا تسمح بتواجد أعداد كبيرة من الطلاب ، دون الإصابة بالعدوى مؤكدة إمكانية استخدام منصات عبر تصميم المواقع الالكترونية بالجامعات ووجود منصات عديدة للتعليم الإلكتروني مثل التعليم المدمج و والتعليم عن بعد ، والتعليم من المنزل (Home Learning , Distance Learning, E Learning) مشيرة إلى أن التعليم الإلكتروني في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية يمثل حلا لجميع المشاكل.
وفي استطلاع للطلاب والطالبات حول إمكانية إستئناف الدراسة إلكترونيا واستعدادهم لذلك ، أكدت الطالبة وديعة مصطفى كلية الصيدلة - جامعة البيان للعلوم والتكنولوجيا - الفرقة الاولى ، عدم اعتراضها على ذلك متوقعة أن تجد التجربة الرفض من الطلاب والطالبات بالولايات لضعف شبكة الإنترنت وأضافت بوجود تحديات ستواجه الطلاب في حالة إستئناف الجامعة للدراسة بالعودة للكليات لصعوبة المواصلات وارتفاع تكلفتها.
و أشارت الطالبة سماح هاشم جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا - كلية العلوم قسم المختبرات - الفرقة الرابعة ، إلى عدم تحديد تاريخ معين لإستئناف الدراسة لبقية الفرق عدا "الخريجين" والمستوى الأول واعتبرته قرار غير صائب وربطت نجاح التجربة بتوفر الهواتف الذكية و إتاحة شبكة إنترنت مناسبة لدخول منصات التعليم الإلكتروني مضيفة بأن غالبية الطلاب والطالبات لا يملكون هواتف ذكية وأكدت مواجهتهم لمشاكل الشبكة بالولايات.
الطالبة آية عبد الباسط جامعة النيلين - كلية التجارة -الفرقة الرابعة ، قالت إنها خريجة الدفعة 2018/2019 ، إلا أن ظروف عديدة مرت بها البلاد وآخرها جائحة كورونا ، أوقفت الدراسة لأكثر من عام متوقعة في حالة إعلان إستئناف الدراسة والعودة للجامعة ، أن يواجهوا بأزمة المواصلات وتكاليفها المضاعفة والتي ستكون سبب في توقف الدراسة مره أخرى ؛ لأنها تفوق قدرات أولياء الأمور و رحبت آية بتجربة التعليم الإلكتروني مشيرة إلى أنه يحتاج لدعم وجهود من الجهات المختصة لنجاح التجربة.
الطالب أبي عبد العزيز بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا - كلية الهندسة ، أبدى تأييده للتجربة ، مؤكدا أن قرار الإستئناف في مصلحة الطلاب والطالبات وأضاف بأن "تكدس" الدفعات ليس في مصلحة الطلاب ولا الجامعة وأشار إلى حصر و رفع المشاكل التي تواجه الطلاب إلى إدارة الجامعة و احصاء قوائم بمشاكلهم الفردية لمعالجتها ولتقييم التجربة بعد خوضها مؤكدا تواصلهم مع الإدارة لمعالجة كافة المشاكل للوصول للحلول الجذرية. وأوضح الطالب بدرالدين علي بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجية- كلية الهندسة أن التجربة مفيدة ؛ إلا أنها تتطلب تعريف الطلاب بنظام منصات التعليم الإلكتروني عبر الإعلام مشيرا إلى إعدادهم لفيديوهات تعريفية بالمنصات وبثها في وسائل التواصل الاجتماعي للرد على المعترضين على تجربة إستئناف الدراسة إلكترونيا مبينا أنها ستساهم في حل العديد من المشاكل التي تواجه الطلاب والطالبات من قلة الداخليات و ارتفاع تكلفة المواصلات ووجبات الطعام بالجامعات.
ويتضح أنه بالرغم من أن فترة الاغلاق للمؤسسات التعليمية بالبلاد لم يتجاوز ستة أشهر ؛ إلا أن جائحة الكورونا كشفت عن ضعف الإمكانيات وتقصير المؤسسات التعليمية في مواكبة تكنولوجيا التعليم ، كما كشفت عن قلة الخبرة وضعف الكفاءة في التعامل مع البرامج والتطبيقات الإلكترونية وحاجة المؤسسات التعليمية و العاملين بها لبذل المزيد من الجهد ، للحاق بركب التطور التكنولوجي وإعداد جيل واعد للمستقبل.
ويمكن لتطبيق تجربة التعليم الإلكتروني في السودان أن يشكل بداية لتجويد التعليم وتطويره وربطه بالتقنيات الحديثة ؛ للوصول إلى تعليم يتجاوز المكان والزمان والإمكانات المادية والفروق في قدرات وحاجات الأفراد ، ليصبح وسيلة تدعم العملية التعليمية وتحولها من أسلوب التلقين إلى الإبداع، وتنمية مهارات التفكير، وحل المشكلات، وإكساب المؤسسات التعليمية مهارات التعامل مع التقنيات الحديثة، والتفاعل، مما يزيد في توسيع مفهوم التعليم الذاتي بالاعتماد على الطاقات والقدرات.