الخرطوم فى 26-9-2020 (سونا) _ اكدت الكنداكة سحر الجزولي على ان الثورة التى كانت مهرها دماء الشهداء وتحقيق حرية الوطن عازمة لتحقيق احلام الامة السودانية فى اعادة بناء وطن عزيز وشامخ بسواعد بنيها مؤكدة على ان الثوار تعاهدوا سوياً على أن تنتقل المعاول التي هدمتْ اوكار الفساد الى ميادين البناء والتعمير لنهضة البلاد ورفاهية شعبه. واضافت الكنداكة سحر ممثلة لجان المقاومة فى خطابها امام المؤتمر الاقتصادى القومى الاول الذى انطلقت فعالياته صباح اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم ،إن السؤال الاقتصادي ظل علامة استفهام طيلة السنوات الأخيرة، كما ان غياب الرؤية بعد فقدان بترول الجنوب عقب الانفصال كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ولقراءة المزيد تنشر سونا نص كلمة الكنداكة سحر: بسم الله الرحمن الرحيم بإسم لجان المقاومةْ المشاركة في المؤتمر الاقتصادي المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة، الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والعودة للمفقودين، المجد والخلود لجميع شهداء النضال في سوح الوطن العريض، بدمائهم نلنا حرية الوطن وأحلام عظيمة لإعادة بناءهِ وطناً عزيزاً شامخاً، التحية للثوار الذين يجددون العهد كلما خبا بريقهِ وانفض عنهُ الناس، ظلوا حول الجمرة القضية مكتوين بلهيبها دون أن تُبعثِرُها ريح الشر والظلام. إن ثورة ديسمبر لم تكن إسقاطاً لنظام ديكتاتوري، بل كانت ميلاداً جديداً لأحلامٍ بوطنٍ يشبه نقاء الشهداء، ينعم مواطنهِ بحرية وكرامة وواقع معيشي لا يُحَوِّجُهُ لينكسر داخل وطنهِ، أو يسعى لمنفى يمتصْ من روحهِ مقابل بعضاً من المال، لقد كانت تلك الأحلام جلية في وجوهْ الثوار الذين هتفوا يوم سقط رأس الطاغية، يومها بكينا فرحاً وما إن جفت دموعنا تعاهدنا سوياً على أن معاولنا التي هدمتْ الفساد لابد أن تعقبها سواعدٌ خضراء لتبني وتعمر، وإنَّا على عهدنا مع الشهداء ما دمنا أحياءً نُرزق. إن السؤال الاقتصادي ظل علامة استفهام طيلة السنوات الأخيرة، فغياب الرؤية بعد فقدان البترول بعد انفصال دولة جنوب السودان كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، # فانهيار قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسكك الحديدية والنقل بكافة أشكالهِ كانت كل هذه ضرباتٍ موجعةْ للاقتصاد السوداني، لم تظهر أعراضها في ذلك الوقت، ونوصي السادة المؤتمرين بوضع خطط متكاملة تشمل كافة القطاعات الزراعية والحيوانية والمعدنية والصناعية، ولعل موارد أرضنا البكر غنية بكل ما خلقهُ الرازق، هذه الأرض التي رويت بدماءٍ طاهرةْ تَخْجَل أن تبخل علينا، فقط إذا صدق العزم وسمت روح الإنتماء إليها. إن الحروب ظلت على الدوام عائقاً لعجلةِ الاقتصاد، فكانت الدولة منذ استقلالها بدلاً من أن تدعم بنيها لينموا ويرتقوا كانت تشتري البنادق لتحصد أرواحهم، وبدلاً من أن ينخرط المخلصون للدفع بعجلةِ الإنتاج انتظموا في تنظيمات دفاعاً عن قضايا عادلة لم تُحظى بحقها من السندِ والنقاشِ والتقبلْ، في ظل الحلقة المفرغة من ديمقراطياتٍ لا تلبث أن تستقر حتى يداهمها العسكر بليلٍ موحشْ، # وما يحمد لثورتنا المجيدة أنها جعلت قضية السلام هي القضية الأولى للفترة الانتقالية، وكانت لجان المقاومةْ في الريادة دوماً بتنظيمها لمواكب دعم السلام في كل مناسبة أو دون مناسبة. إن سياسة النظام البائد الفاشلة في إدارة التنوع الإجتماعي وخلق بيئةْ تعايش سلمي تحافظ على النسيج الإجتماعي، وتراكمات الأخطاء في التعامل مع قضية الحرب وقضية السلام بعد العام 2005، هَتَكَتْ تلك السياسات وأدَّتْ لبترِ أرضٍ حبيبةٍ للقلبْ، فارقنا أهلنا بدموعٍ حارةْ ولا زال الجرح يتمدد، وانعكس الإنفصال بدوره على الاقتصاد في الدولتين، عليه فإن الرؤية الإقتصادية يجب أن تُبنى على وحدة وتماسك أبناء الشعب، ومعالجة كافة أثار المشاحناتْ التي تحول دون تلاحمْ كافة المكوناتْ لبناءِ الوطنْ الذي نَطمحُ إليه. لقد شَهِدت بلادنا الحبيبةْ طيلة العقود الماضية إنكفاءاً شديداً عن العالم الخارجي بسبب سياسات النظام البائد، نأمل أن يكون المؤتمرين مدركين لحجمِ الانفتاحْ المقبل عليه الوطن، ونحن نتلمس عتبات التطور لابد أن نَخطو بثباتْ ورؤيةٍ واضحةْ وتخطيطٍ متكاملْ ينعكس على واقع المواطن السوداني في القريبِ العاجل، ولا نتغاضى بالضرورة عن وضع حلول إستراتيجية تعيد للاقتصاد عافيتهِ وتضمن إستقرارهِ. إن الشباب هُم العمود الفقري لبناء أي حضارة، ولعل وطننا وطنٌ شاب، حيث أن ما يقارب الثلثين من عدد السكان هم في مرحلة الشباب، هم من ثاروا ومنحوا الوطن حقهِ كاملاً مكملاً، وقد حان للوطن أن يخفف عنهم أوجاعهم ويمحي من مخيلتهم أشباح البحر المتوسط الذي إلتهم خيرتهم، # لابد من وضع رؤىً واضحة لمعالجة مشاكل البطالة وفرص العمل، وإعطاء الشباب إهتماماً خاصاً في التأهيل والتدريب وفتح مشاريع تستوعب طاقاتهم النهمة للبناء والتعمير. في الختام نتوجه بالشكر لكل من ساهم في ودعم قيام هذا المؤتمر الذي نطمح أن يكون حجرَ الأساس الذي ننطلق منهُ نحو خلقْ واقعٍ يليق بعظمة ثورتنا ونقاء شهداءنا عليهم الرحمة. ونتوجه بخالص الشكر للمؤتمرين ونوصيهم بوضع أحلام الشهداء نصب أَعْيُنِهِمْ والسعي خلفها بكل جديةٍ وتجردْ، وتلاشي المصالح الضيقة لأفاق أرحب تراعي مصلحةِ الوطنْ والمواطنْ، لتعالج كافة العوائق وتزيلها، وتؤسس بخطواتٍ ثابتةْ لنماء ورَفَاهْ الشعب، وتضمن استقرار الاقتصاد ونموهِ؛ # ونعود عزاز زي ما مضى. إن هذا الدربْ متعبٍ وشاقْ، ويقف على جنباتهِ المتربصين والمثبطين، لكن لا خيار أمامنا سوى أن نكملهُ، وكلما فترت عزائمنا وجدنا عظمة ورفاقهِ يشدونَ من أزرنا "تعبنا يا صديقي، لكن لا يمكننا الإستلقاء أثناء المعركة"؛ وها نحن اليوم نجدد العهد بهم ونقول: حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي... وطن شامخ، وطن عاتي..... المجد والخلود للشهداء دمتم ودامت نضالاتكم