اوتاوا 3-6-2021( سونا)- التقى صباح أمس الأربعاء أنطونيو روتا رئيس مجلس العُموم الكندي (البرلمان) بمجموعة سُفراء جامعة الدُوّل العربية بأوتاوا، وذلك لبحث العلاقات البرلمانية بين كندا والبلدان العربية والاستماع للسُفراء العرب بشأن مُستجِدات الأوضاع في دُولهم. وقد عُقِد هذا اللقاء اسفيرياً. تحدّث في مُستهل اللقاء السفير جمال عبد الله السلّال رئيس مجموعة سُفراء الدُوّل العربية وسفير اليمن لدى أوتاوا، حيثُ رحّب باسم المجموعة بالسيُّد أنطونيو روتا رئيس مجلس العُموم الكندي، وعبّر عن سعادته بهذا اللقاء، مُعرباً عن أمله وتطّلُعِه لتواصل اللقاءات مُستقبلاً. شكر السيِّد أنطونيو روتا السفير جمال السلّال على ترحيبه به، وأعرب عن سعادته بهذا اللقاء، وأشار لتطلُّعه لترقية وتمتين العلاقات مع الدُوّل العربية في كل المجالات، وكذلك تقوية الأواصر البرلمانية والصداقة مع البرلمانات العربية. أشاد المُتحدِّثون من السُفراء العرب بكلمة رئيس مجلس العُموم الكندي، وعبَّروا له عن تقديرهم لموقف كندا تجاه قضية الشرق الأوسط والأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية من اعتداءٍ سافر على الحرم القُدسي الشريف وهُجوم غادر غير مسبوق على قطاع غزَّة. وقدَّم السادة السُفراء العرب تنويراً عن مُستجدات الأوضاع في بلدانهم. وتحدَّث سفير السودان باوتاوا طارق أبوصالح حيثُ شكر رئيس مجلس العُموم الكندي على حديثه وانفتاحه للتعاون مع الدُوَّل العربية، وعبِّر له عن تقدير السُّودان للدعم الذي ظلَّ يلقاه من كندا بعد سُقوط نِظام الإنقاذ، وأعرب له عن شُكره للمُساعدات التي قدَّمتها كندا لمجابهة جائحة كوفيد- 19 وآخرها الدعم المُقدَّر للمدارس من خِلال المشروع التعليميّ لليونيسيف في شرق السُّودان بتمويل من الحكومة الكندية، وذلك في ستين تجمّع محليّ ضمن 15 محلية في كل من ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر، والبالغ قيمته 10 ملايين دولار كندي، أي ما يعادل 7.9 مليون دولار أمريكي. وأوضح للسيِّد رئيس مجلس العُموم الكندي أنَّه لا يُوجد برلمان حالياً بالسُّودان نسبةً لأنَّ البلاد تمر بفترة انتقالية تقود إلى انتخابات في نهايتها لإرساء نظام ديموقراطي مُستدام، وذكر له أنَّه من المُؤمّل تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي قريباً، مُعرباً عن أمله في التعاون بين مجلس العُموم الكندي والمجلس التشريعي الانتقالي المُزمع إنشاؤه بالسُّودان. ثُمَّ قدَّم بعد ذلك تنويراً لمُستجِدات الأوضاع بالسُّودان، حيثُ أشار لانطلاق المُفاوضات الرسمية المباشرة بين حكومة السُّودان والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو في جوبا الأسبوع الماضي. وأكَّد له أنَّ جميع الأطراف مُتحمسة للتوّصُل إلى اتفاق سلام، وأنَّ الجميع مُتفائلون بالتوّصُلِ إلى سلامٍ دائم في القريب العاجل. وأوضح له أنَّ الفصيل الوحيد المتبقي الآن هو حركة تحرير السُّودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور، مُشيراً إلى أنَّ حكومة السُّودان وحكومة جمهورية جنوب السُّودان تبذلا قُصارى جهدهما لإقناعه بالجلوس على طاولة المُفاوضات واللِحاق بعملية السلام. وبالنسبة لمشروع سد النهضة الإثيوبي أكَّد السفير طارق أبوصالح أنَّ موقف السُّودان من هذه القضية واضح ولم يتزحزح، وأنَّ السُّودان حريص على الحل الأفريقي، وفي هذا الإطار ذكر أنَّ السيِّدة وزير الخارجية د. مريم الصادق المهدي فرغت للتو من جولة في إفريقيا في إطار الجهود المبذولة لحثِ القادة الأفارقة للتأثير على الحكومة الإثيوبية لقبول اتفاق للملء الثاني الذي أعلنت إثيوبيا القيام به خلال شهر يونيو الجاري. وأشار إلى أنَّ السُّودان وجد تضامناً وتجاوباً كبيرين من قبل عدد من الرؤساء الأفارقة بشأنِ موقفه من سد النهضة. وشدَّد على أنَّ لدى السُّودان إرادة سياسية قوَّية مع التأكيد على رغبته للتوّصُل لاتفاق قانوني مُلزم عبر التفاوض لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما لا يُلحِق الضرر بالسُّودان وبما يُحقِّق مصالح الأطراف الثلاثة ويحفظ حقوقهم، وذلك تحت قيادة الاتحاد الأفريقي والضامنين الدوليين. أمَّا فيما يلي قضية الحدود بين السُّودان وإثيوبيا فقد أشار السفير طارق أبوصالح إلى أنَّ هذه الحدود تُعتبر من أوضح الحدود في العالم وتحميها الاتفاقيات المُعترف بها لعامي 1902 و 1903م والمُوّقِعة عليها إثيوبيا، وتمَّ ترسيم وتخطيط هذه الحُدود ووضع العلامات عليها، مُشيراً لسعي السُّودان ودعوته للجانب الإثيوبي لضرورة احترام مُعاهدات واتفاقيات الحُدود المُوّقعة والقانون الدولي. وأكَّد على أنَّ الجيش السُّوداني لم يعبر الحدود إلى الأراضي الإثيوبية ولم يعتدِ على إثيوبيا وإنما هي التي اعتدت، وأنَّ ما قام به السُّودان هو نشر قُوَّاته فقط على أراضيه وبسط سيادته عليها. وأعرب السيِّد رئيس مجلس العُموم الكندي عن شُكرِه لحديث السفير طارق أبوصالح، وعبَّر عن سعادته البالغة للتطوّرات الإيجابية التي يشهدها السُّودان كما أعرب عن أمله في تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي قريباً وتطلُّعِه للتعاون مع المجلس بعد تشكيله. وعبَّر عن رغبته في ترتيب لقاء مُباشر مع السفير طارق أبوصالح عندما تسمح الظروف بعد انجلاء جائحة كوفيد- 19. وأضاف قائلاً أنَّه سيكرِّس قُصارى جهده لدفع وتقوية التعاون مع كُل الدُوّل العربية في جميعِ المجالات بما فيها التعاون الاقتصادي، كما سيولي اهتمام أكبر بالعلاقات والصداقة مع الشُعوب العربية. وأكَّد على أهمية تواصُل لقاءات السُفراء العرب مع مجلس العُموم ولجانه المُختلفة وعلى وجه الخُصوص لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس. وفي ختام اللقاء عبّر السيِّد أنطونيو روتا رئيس مجلس العُموم الكندي مُجدّداً عن سعادته بهذا اللقاء، مُعرباً عن أمله في أن يكون اللقاء القادم مع السُفراء العرب جماعياً أو فردياً بصُورة مُباشرة بعد انجلاء الظروف التي أملتها جائحة كوفيد- 19.