الخرطوم 28-6-2021 (سونا) - في إطار أنشطته الثقافية والفنية الرامية إلى التوعية والتثقيف، إحتفى مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة باليوم العالمي لمكافحة المخدرات. والذي صادف اليوم السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام ، وذلك في محاولة من المركز لايجاد الحلول لمشاكل تعاطي المخدرات . تحدث فيه البروفيسر أحمد عوض الجمل إستشاري العقاقير الطبية والسموم ، والعميد شرطة محمد عمر مدير الدائرة الفنية بالادارة العامة لمكافحة المخدرات ، وذلك بتشريف اللواء شرطة خالد حسان مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات ، فيما أدارت الأمسية الأستاذة الاعلامية سارة مهدي. وبداية قال العميد محمد عمر أن اليوم العالمي للمخدرات هو يوم أجازته الأمم المتحدة بغرض إيجاد عالم يخلو من المخدرات . ومن جهة استعرض سعادة العميد جهود الادارة العامة لمكافحة المخدرات في السودان ، فقال أن السودان يعاني من انتشار المخدرات وسط الشباب بصورة كبيرة ، وأضاف أن للمخدرات أبعاد اقتصادية وأبعاد اجتماعية وأبعاد دينية ، وذكر أن نسبة تعاطي المخدرات بدأت تزداد منذ العام 2010م بصور أكبر ، مما دفع الوزارة بوضع استراتيجية وطنية للحد من محاربة المخدرات وهي ذات محاور ثلاث. لافتاً إلى أن مشاكل هذه المخدرات تكمن في زراعة القنب في ولايات دارفور ، وولاية القضارف ، ثانياً التهريب والذي زاد بصورة كبيرة وذلك من خلال وضعية السودان الذي يعد معبراً للعديد من دول الجوار ثالثاً ، تزايد تعاطي المخدارات وسط الشباب ، وأكد أن هذه المشاكل الثلاث جعلت من المخدرات تشكل هماً وطنياً مهدداً للأمن الوطني . وأرجع سعادة العميد أنتشار المخدرات في السودان إلى طول الشريط الحدودي مع دول الجوار ، وضعف أدوات المكافحة الحديثة ، وكشف أن الدولة في استراتيجيتها في هذا الصدد ارتكزت على محورين ،المحور الأول هو خفض العرض ، وذلك من خلال التجفيف وهي حملة استباقية في مكافحة المخدرات وتقديم تجار المخدرات إلى المحاكمة ، أما المحور الثاني هو خفض الطلب وذلك من خلال بث الوعي والتثقيف وسط القطاعات الشباببة داعياً إلى ايجاد مسئولية تضامنية لمحاربة المخدرات ، ومن جهته دعا الدولة إلى تقوية القدرات الفنية والقضاء على البطالة ، هذا إلى جانب العمل على اتخاذ اجرءآت جنائية وتشديد القانون . كما تعرض في حديثه إلى دور الأسرة مشيراً إلى تقوية الوازع الديني وابعاد الأبناء من أصدقاء السوء ،هذا إلى جانب تصحيح المفاهيم الخاطئة ومحاولة العمل على التنشئة الطبيعية وسط الأسرة . وقال أن السودان في الفترة الأخيرة انتشرت فيه كميات كبيرة من المخدرات الكيميائية المستوردة من الخارج مثل حبوب الهلوسة ، وقال أن هذه المخدرات تسبب الكثير من الأمراض مثل مرض السرطان ومرض ضعف الذاكرة وغيرها من الامراض . وفي سياق ذي صلة استعرض البروفيسر أحمد عوض الجمل إستشاري العقاقير الطبية والسموم الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة القومية لمكافحة المخدرات في السودان منذ بداية الستينيات من القرن الماضي ، وذلك بغرض الحد من انتشار المخدرات ومكافحتها . وذكر أن اللجنة القومية تحاول تطوير وتحديث أجهزتها ومعداتها حسب خطط الوزارة ، وأضاف بأن هنالك بعض الجهات الرسمية مثل وزارة الرعاية الاجتماعية ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم والأجهزة الشرطية تقوم بدور كبير لمكافحة المخدرات ولكن للأسف لا توجد ميزانية محددة تتبناها الدولة في اطار هذه المكافحة . وذهب البروفيسر أحمد الجمل إلى أن اللجنة القومية لمكافحة المخدرات نظمت أكثر من 30اجتماعاً مع المجلس القومي للصيدلة والسموم ، وذلك بغرض الاسهام من الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع السوداني ، وكذلك التعريف بالمخاطر التي تسببها هذه المخدرات على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المجتمعي ، وذلك من خلال التوعبة والتثقيف بالوسائط الاعلامية ، وأكد أن هذه المؤسسات قدمت الكثير من التعاون لللجنة القومية لمكافحة المخدرات منذ العام 1985م ، ويرى أنه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر بعض السلوكيات الغريبة من جراء تعاطي هذه المخدرات ، والتي وصفها بأنها أضحت تشكل واحد من الهموم الوطنية الكبيرة . واستعرض البروفيسر الجمل العديد من الخطط والبرامج التي قامت بها هذه الجهات للقضاء على خطر المخدرات ، وشن البروفيسر الجمل هجوماً شديداً على الذين قاموا باغلاق دور السينما ، وقال أن هذه الدور كانت تسد قدراً كبيراً من الفراغ لدى الشباب وفي نفس الوقت أن السينما كانت تقوم بدور تثقيفي وتوعوي جاد في الكثير من أفلامها المعروضة . وفي كلمته تحدث الدكتور راشد دياب عن المخدرات من وجهة نظر ثقافية وأبعاد اجتماعية ، واعتبرها من أكبر المهددات الأسرية والاجتماعية ، وقال أن تعاطي المخدرات أصبح ظاهرة اجتماعية خطيرة جداً ، وأكد أن الفنون والدراما والموسيقى يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مجال التوعية التثقيفية . ومن جهة اقترح الدكتور راشد دياب مجموعة من البرامج المستمرة والمشاريع التي تهدف إلى التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات ، وذلك من خلال استخدام الفنون التشكيلية ، وكشف بأن هنالك أكثر من 2000 فناناً تشكيلياً في السودان يملكون القدرة على عمل لوحات تشكيلية ومعارض مستمرة تبرز فيها الأخطار الامنية والاجتماعية والاقتصادية للمخدرات ، وكذلك عمل ملصقات وجداريات حائطية تصب في اطار التوعية والتثقيف. وشدد على أن هذا المشروع سوف يؤدي إلى نتائج مادية ملموسة . وفي الأثناء أكد اللواء شرطة خالد حسان مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن المكافحة الميدانية للمخدرات حققت بعض النجاحات ، وقال أن الادارة العامة لمكافحة المخدرات تتجه لتوسيع دائرة المكافحة . ومن جهته أعلن خالد حسان عن تبنيه لكل المقترحات التي قدمها الدكتور راشد دياب ودعمها . وختم هذه الأمسية الفنان فتحي حسين بمجموعة من الأغنيات.