الخرطوم 8-10-2021 (سونا)- يحتفل المسلمون في مشارق الارض ومغاربها هذه الايام بذكرى مولد الحبيب المصطفى (ص). وقد بدأت الاحتفالات بالبلاد التى تقودها الطرق الصوفية بمختلف مشاربها في المدن والقرى والاحياء والساحات الكبيرة والمساجد وحتى في الطرقات حيث نصبت الخيام والسرادق والصيوانات والتي تزينت بالثريات الملونة والبيارق والأعلام بألوانها المختلفة. ولكن، رغم كل الظروف الحالية ففرحة السودانيين بذكرى مولد الرسول (ص) تفوق كل شىء ومحبتهم له يحكيها ذلك المشهد (الزفة) التى تجوب الشوارع وتزدحم بجموع رجال الطرق الصوفية والأتباع والمريدين والاسر والاطفال والشيب والشباب بمشاركة أهل السودان جميعا وبحضور ممثلي رئاسة الدولة والحكومة والرموز الدينية والثقافية لتطوف بالشوارع والاحياء تعمهم الفرحة مرددين التهليل والتكبير مع الإنشاد والمديح والزغاريد ابتهاجا واحتفالا بمولد المصطفى (ص ). وقد هنأ وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصرالدين مفرح أحمد أبناء أمة الإسلام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وقال "نحن إذ نستقبل هذه المناسبة العطرة لنستلهم منها المعانى والدلالات لتكون دافعاً لنا لمزيد من البذل والعطاء لرفعة مسيرة الوطن في مرحلة دقيقة من تاريخه نستهدف فيها التنمية والبناء والأمن والسلام" . واهاب بالجميع العمل لتعزيز هذه القيم في حياتنا وبيان صحيح الدين ونشر وسطيته السمحة التى لا تعرف إفراطاً ولا تفريطاً . وتجيء اهمية دعوة وزير الشؤون الدينية والاوقاف في هذا الصدد بعد الاحداث الاخيرة التى لم تشهدها العاصمة من قبل وظهور ما يعرف بالخلايا الارهابية التي تروع المواطنين والتي يجرم ويحرم الاسلام افعالها ، والمعروف ان الشعب السوداني بعيد عن التطرف وعن قوى الظلام و مفهومها التكفيري فقد عرفوا الاسلام منذ عهود قديمة عبرعلماء الصوفية الأجلاء ومفهومهم السليم الذين نشروا تعاليم الدين السمحة في هذا البلد. ودوما ما يعتبر الاحتفال بذكرى مولد خاتم الرسل مناسبة للتعريف بسيرته ورسالته وفرصة للتآخي من اجل تماسك نسيج المجتمع السوداني . وكان الشيخ محمد الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية قد اوضح في احد خطاباته إن الإسلام دين السلام، دين الرحمة لسائر المخلوقات، وان الإسلام يُحَرِّم العدوان، ويؤكد على معانى العدالة والتسامح، وسمو الحوار والتواصل بين الناس وقال (إننا ندعو شعوب العالم والمنظمات الدولية إلى التعرف على الإسلام من مصادره الأساسية الحقيقية لمعرفة ما فيه من حلول للمشكلات البشرية). ودعا الشيخ محمد الى توحيد الكلمة وتوحيد الجهود، لبناء مجتمع قوي متماسك، لا تؤثر فيه التيارات الخبيثة والأفكار البائسة التي تسعى لخراب المجتمع بل وخراب الإنسان. يتواصل الاحتفال بذكرى المولد النبوي والذي يستمرحتى فجر يوم الثاني عشر من ربيع الأول وفيها يبلغ الاحتفال ذروته ويستمر مع الإنشاد والمديح و يجد فيه الجميع على اختلاف أعمارهم ما يسرهم ويدخل الفرح إلى قلوبهم فبجانب الدروس و المحاضرات وليالي الذكر والمعارض الدينية التعريفية هناك الطعام والمأكولات التي تقدم من خلال خيم الطرق الصوفية المقامة من أجل الضيوف والغرباء فضلا عن وجود خيم لبيع الحلويات و الألعاب و الهدايا . وسيستمر هذا المشهد الاحتفالي بأنواره وأهازيجه المختلفة عاما بعد عام فهو في مضمونه فرح ومحبة وتذكير وتوقير وتعزيز واقتداء بسيد الخلق النبي الخاتم صلوات الله عليه وسلم.