لندن 19-7-2022(بي بي سي)- تواجه دول غرب أوروبا درجات حرارة أكثر شدة وقسوة اليوم الثلاثاء مع اتجاه موجة الحر الشديدة شمالا. ففي فرنسا والمملكة المتحدة، أُطلقت تحذيرات من الحرارة الشديدة بينما سجل شمال أسبانيا درجات حرارة بلغت 43 درجة مئوية يوم الاثنين. وأجبرت حرائق الغابات في الأيام الأخيرة في فرنساوالبرتغالوأسبانيا واليونان أكثر من 30 ألف شخص على الفرار وإخلاء منازلهم، مع إنشاء ملاجئ طارئة لمن تم إجلاؤهم.ومن المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة أشد أيامها حرارة على الإطلاق ويقول الخبراء إن أجزاء من فرنسا تواجه "كارثة الحرارة الشديدة".وقال مكتب الأرصاد الجوية الوطني الفرنسي إن عدة أجزاء من البلاد شهدت أكثر أيامها سخونة على الإطلاق حيث سجلت مدينة نانت الغربية 42 درجة مئوية. وأجلت فرنسا ما يزيد على 16ألف شخص بسبب خطر حرائق الغابات التي تجتاح منطقة جنوب غربي البلاد، في ظل انتشار حرائق أخرى في إسبانيا وكرواتيا واليونان. واضطرت سلطات منطقة جيروند الفرنسية السياحية الشهيرة إلى إجلاء العاملين في مواقع معسكرات قضاء العطلات، بعد أن غادرها سيّاح في وقت سابق، كما انتشرت الحرائق في منطقتي تست-دو-بوش ولانديرا. وفي جنوبي إسبانيا فر ما يربو على 3200 شخص من حرائق في تلال ميخاس، على الرغم من تمكن البعض من العودة في وقت لاحق. كما سيطرت السلطات في البرتغال على حرائق أخرى في الوقت الراهن. وشهدت الأيام الماضية وفاة ما يزيد على ألف شخص بسبب الحر في البرتغال وإسبانيا. لا تبعد حرائق ميخاس في إسبانيا عن منطقة مالقة السياحية الشهيرة، كما اندلعت حرائق غابات في مقاطعات قشتالة وليون وغليقية وإكستريمادورا. وقالت إيلين مكوردي، التي تعيش في منطقة مالقة، لوكالة رويترز للأنباء: "حملنا بعض الأشياء الضرورية وفررنا بالفعل، في ذلك الوقت كان الجميع في الشارع يركضون ... شاهدنا الكثير من سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء". ونشرت السلطات في عدد من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط، من المغرب غربا إلى جزيرة كريت شرقا، الآلاف من رجال الإطفاء والعديد من طائرات مكافحة الحرائق التي تستخدم قاذفات رش المياه. وتواجه منطقة البحر المتوسط بأكملها، منذ يوم الثلاثاء، موجة حر شديدة، تسببت في جفاف النباتات. وأصبحت موجات الحر الشديدة من الأمور المتكررة، وتستمر لفترة أطول بسبب تغير المناخ الناتج على سلوك البشر، وهو ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وسوف تواصل درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم حكومات الدول في شتى أرجاء العالم بخفض حاد لانبعاثات الكربون.