استعرضت ورشة السلم الاجتماعي بولاية شمال دارفور التي انطلقت أمس بالفاشر بتنظيم مشترك بين السلطة الإقليمية وحكومة شمال دارفور في إطار الإعداد لعقد مؤتمر السلم الاجتماعي لولايات دارفور الخمس في وقت لاحق ، استعرضت خلال جلسة عملها الأولى التي ترأسها المهندس أبو العباس عبد الله الطيب جدو وزير الصحة وزير الصحة نائب والى شمال دارفور ورقة النزاعات القبلية بدارفور المشكلات وأفاق الحلول والتي قدمها الدكتور محمد النور أبكر المعتمد برئاسة حكومة الولاية . وعزا مقدم الورقة الصراعات القبلية فى دارفور فى ماضيها وحاضرها إلى ضمور الموارد الطبيعية وتدهور الخدمات و انعدام المشروعات ألاقتصاديه وانتشار السلاح بسبب الحدود المفتوحة لدول الجوار بجانب ازدياد تدفقها وكذلك عن طريق الحركات المسلحة في دارفور ، الأمر الذي أفضى إلى ممارسات سالبه في واقع دارفور ، مشيرا إلى أن علاج تلك المشكلات تكمن في اتخاذ الخطوات الاساسيه لمعالجتها بصورة جذرية ، مشددا في ذلك على أهمية الاعتراف الصريح بالمشكلة حتى يتسنى معالجتها بصورة قاطعة . وأضاف مقدم الورقة إلى أن هنالك جملة من الأسباب الأخرى الإضافية التي ساهمت في تفاقم المشكلة في دارفور ، من بينها التباين الثقافي و النزاع حول الهوية والاختلاف في تقييم المعايير والأفكار والسلوكيات والتوزيع الغير العادل للموارد والسلطة وتقاطع المصالح الذاتية والشخصية بجانب انتشار الإشاعات والمعلومات المغرضة . وأكد النور أن حلول تلك المشاكل هي بيد أطراف النزاع نفسها ، بخاصة فيما يلى التوزيع العادل للموارد والثروة والسلطة واحترام حقوق الأخرين . وتضمنت ورقة النزاعات القبلية بدارفور عددا من التوصيات التي يمكن ان تفضي إلى الحلول لتلك النزاعات من بينها التأكيد على مبدأ الحوار والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع بدارفور ، مع اهمية الاستفادة من المؤسسات الاعلاميه والدينية لإعادة بناء ورتق النسيج الاجتماعي وتجاوز العصبية والقبلية والاهتمام بالتعليم العام ورفع الوعى وتوسيع قاعدته وإشراك كافة الكيانات القاعدية فى عملية التصالح والتسامح والتعايش الاجتماعي ونشر ثقافة السلام على مستوى القواعد . وكان الناظر الصادق عباس ضو البيت ناظر عموم قبائل شرق دارفور قد ابتدر النقاش حول الورقة ، مذكرا بما كانت تتمتع به الاداره الاهليه من تماسك وقوة في الأداء في الماضي ، مشيرا إلى أن التراجع في أداء الإدارة الأهلية يعود إلى الانتقاص المريع التي حدث لها في صلاحيتها . وأكد ضو البيت أن لا خيار لتحقيق السلم الاجتماعي الشامل والكامل بدارفور إلا بالعودة إلى الاداره الاهليه الفاعلة والقوية . فيما عدد اللواء الركن (م) الهادي ادم حامد مستشار والى شمال دارفور الأسباب الداخلية والخارجية والمباشرة وغير المباشرة للصراع فى دارفور مؤكدا أهمية توفر الإرادة الشعبية القوية والإرادة السياسية لدى صناع القرار من اجل معالجة المشكلة . ومن جهتها طالبت الاستاذه خديجة عبد الرحمن بالرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه ( ص) حتى يتسنى معالجة جميع تلك القضايا ووأد الخلافات في مهدها حتى يعيش الجميع فى سلام . وعدد المشاركون في الورشه خلال تعقيبهم على جاء فى ورقة الصراعات القبلية بدارفور أسباب الصراع وقالوا إنها تعود لغياب العدالة في توزيع الموارد والانفلات الامنى بالمدن وهيمنة المركز وتسييس الصراعات القبلية واستمرار النهب المسلح وانتشار الحركات المسلحة وانتشار السلاح والمخدرات والتداخل القبلي السالب بين تشاد والسودان ، وتفشى العصبية القبلية والطموحات الشخصية ، علاوة على الأدوار السالبة لأبناء دارفور في دول المهجر بخاصة أمريكا وبريطانيا الذين قالوا إنهم أسهموا بدور بارز في تأجيج الصراع. ولكن المشاركين في الورشة أجمعوا كذلك أن الحلول لتلك الصراعات تكمن فى تفعيل الجوديه والحوار والتفاوض حتى يتسنى تحقيق الامن وفرض هيبة الدولة ، مطالبين بضرورة قفل الحدود المفتوحة والإبقاء على قومية القوات المسلحه و وضبط مظاهر الانفلات الامنى فى المدن وفتح المسارات والطليق وتفعيل دور الإدارات الاهليه والحوار الجاد ومتابعه مقررات الورش والملتقيات السابقة وجمع السلاح بعد دفع قيمتها . ويشار الى ان جلسة العمل الأولى للورشة ضمت قيادات من السلطة الاقليميه لدارفور وحكومة شمال دارفور والإدارات الاهليه وأعيان المجتمع ومنظمات المجتمع المدني وأساتذة الجامعات والفعاليات والنازحون والمهتمون بالسلم الاجتماعى ومنظمات ووكالات الاممالمتحدة واليوناميد والاعلاميين وقيادات الرأى . ع و