18-2-2014 (رويترز) - دافع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن استراتيجية حكومته في مكافحة الإرهاب وتعهد بهزيمة القاعدة في الوقت الذي لقي فيه 49 شخصا على الاقل حتفهم في انفجار قنابل في بغداد ومدينة أخرى يوم الثلاثاء. وقال المالكي إن المعركة ضد المتشددين في العراق جزء من صراع أكبر ناجم عن الحرب الأهلية في سوريا التي تمثل تهديدا للشرق الأوسط والعالم بأسره وطلب دعم المجتمع الدولي. وكتب المالكي في مقال افتتاحي نشر يوم الثلاثاء على الموقع الالكتروني لمجلة فورين بوليسي الأمريكية للشؤون الدولية "العراق هزم القاعدة من قبل ولدينا استراتيجية شاملة لهزيمة القاعدة مرة أخرى." وأضاف "القاعدة تؤمن بنظرية تفجير الناس وليس كسب ودهم لذا فان هزيمتها ممكنة ويجب أن تهزم وسوف تهزم." وقال المالكي إن العراق بدأ مناقشات مع المسؤولين الأمريكيين لاستئناف تدريب قوات مكافحة الارهاب العراقية. وكان العام الماضي هو الأكثر دموية في العراق منذ بدء انحسار موجة العنف الطائفي في عام 2008. واستعاد المسلحون الإسلاميون السنة اراضي في العراق خلال العام الماضي واجتاحوا عدة بلدات في الاسابيع الماضية. ويقول منتقدون للمالكي إن سياساته مسؤولة بشكل جزئي على الأقل عن عودة العنف الذي بلغ ذروته في عامي 2006 و 2007. ويشعر كثير من الاقلية السنية بالتهميش في النظام السياسي الذي يقوده الشيعة والذي تشكل عقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في عام 2003. ويتهم بعض الشيعة المالكي أيضا بالاستئثار بالسلطة وإساءة استغلالها. وقال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي اعلن انسحابه من الحياه السياسية في مطلع الاسبوع ان العراق يحكمه "ذئاب متعطشة للدماء ونفوس تلهث خلف المال" ووصف المالكي بانه "دكتاتور وطاغوت". وكان الصدر قاد انتفاضات ضد القوات الأمريكية في العراق قبل انسحابها وأصبح قوة رئيسية في الحكومة. وقال الصدر انه قرر التقاعد كي ينأى بنفسه عما وصفها بحكومة فاشلة وفاسدة وظالمة. وقال في أول خطاب له منذ حل حركته يوم السبت إنه عندما يعترض عليهم شيعي او سني او كردي يتهمونه بالطائفية أو بأنه إرهابي. وفي هجمات يوم الثلاثاء قالت الشرطة ومصادر طبية إن قنابل انفجرت في أحياء تقطنها أغلبية شيعية في العاصمة بغداد ومدينة الحلة في الجنوب مما أدى إلى مقتل 49 شخصا على الأقل. ولم تعلن أي جماعة على الفور مسؤوليتها عن أي من الهجمات لكن الشيعة غالبا ما يكونون أهدافا للمتشددين السنة. وقتل ما لا يقل عن 35 شخصا في سبعة تفجيرات بسيارات ملغومة في مدينة الحلة التي تبعد 100 كيلومتر جنوبي بغداد وفي بلدات الحصوة والمحاويل والمسيب القريبة. وأصيب 90 اخرون. وقال علي موسى الذي يقع متجره قرب موقع أحد التفجيرات في وسط الحلة "كنت جالسا في متجري عندما حطم انفجار قوي فجأة الواجهة الزجاجية الأمامية.. خرجت لرؤية ما حدث وشاهدت جثثا على الارض ومصابين ينزفون ويصرخون طلبا للمساعدة." وألقى قائد شرطة الحلة اللواء عباس عبيد بالمسؤولية على جماعات مرتبطة بالقاعدة. وقال ان الجماعات "الارهابية" التابعة للقاعدة هي المسؤولة عن هجمات يوم الثلاثاء في الحلة لإرباك قوات الامن وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. وقتل 14 شخصا آخرين في تفجيرات في بغداد. وفي إحدى هذه التفجيرات قالت المصادر إن قنبلة انفجرت داخل مركبة متوقفة قرب محطة للحافلات في حي البياع فقتلت خمسة اشخاص. ووقعت أيضا انفجارات في أحياء العامل والإعلام والشرطة. وفي شمال العراق تخوض القوات معارك لاستعادة السيطرة على بلدة سليمان بك من المتشددين السنة الذين استولوا على اجزاء منها يوم الخميس الماضي ورفعوا عليها راية الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقتل ما لا يقل عن أربعة من الشرطة في سليمان بك التي تبعد 160 كيلومترا شمالي بغداد عندما أخطأت قذيفة مورتر أطلقها الجيش خلال الاشتباكات مع المتشددين هدفها يوم الثلاثاء. ط.ع