استقالت المفوضية المستقلة للانتخابات العراقية اليوم الاربعاء بسبب تعرضها لضغوط من مجلس النواب، فيما قتل 35 شخصا في هجمات متفرقة استهدفت بغداد وشمالها ، قبل اسابيع من موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية الشهر القادم . وتشهد البلاد منذ مطلع العام الماضي تصاعدا في موجة العنف، في ظل صراعات بين الكيانات السياسية الرئيسية في البلاد. وقال صفاء الموسوي المتحدث باسم المفوضية لفرانس برس ان "المفوضية اصدرت بيانا حول القرارات الصادرة من مجلس النواب والقرارات القضائية المتعلقة باستبعاد المرشحين من الانتخابات البرلمانية العامة". واوضح "حسب القانون نحن ملزمون، بقرارات السلطتين القضائية والبرلمانية وامامنا قرار قضائي باستبعاد مرشحين". وتابع "اصبحنا اليوم امام حكمين مختلفين من السلطتين القضائية والتشريعة ... وفي حيرة من امرنا" مضيفا "لذلك قررنا تقديم الاستقالات ونحن بانتظار موافقة رئيس المفوضية". وكان احد اعضاء المفوضية رفض كشف اسمه قال لفرانس برس ان "اعضاء المفوضية قدموا استقالة جماعية بسبب تدخلات البرلمان واصداره قرارات لا يمكن تنفيذها". ورفض هذا العضو الحديث عن تأثير استقالة المفوضية على سير الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجري في الثلاثين من ابريل القادم. بدوره، قال مصدر دبلوماسي ان "اعضاء المفوضية استقالوا اثر التدخلات القضائية والسياسية". واشار الى ان "اعضاء المفوضية يشعرون بالاحباط اثر قرارات اللجنة القضائية التي تقوم باقصاء مرشحين في الوقت الذي لم تقم المفوضية باستبعاد اي شخص"، مشيرا الى ان "الاستقالة يجب ان تصدق من قبل البرلمان". واصدرت محاكم عراقية خلال الايام الماضية احكاما قضائية بحق عدد من المرشحين بينهم الشيخ صباح الساعدي من حزب الفضيلة والقيادي في ائتلاف متحدون رافع العيساوي والنائب عن كتلة الاحرار جواد الشهيلي، ما دفع المفوضية الى استبعاد ترشيحهم للانتخابات. وتتعرض المفوضية الى انتقادات حادة من كيانات سياسية بسبب استبعاد مرشحين من بعض القوائم . وعلى اثر ذلك، صوت مجلس النواب على قرار الاسبوع الماضي يلزم مفوضية الانتخابات بعدم استبعاد اي مرشح من خوض الانتخابات النيابية المقبلة باستثناء الصادرة بحقهم احكام قطعية. وادخل المجلس فقرة في قانون الانتخابات تنص على عدم استبعاد اي مرشح من الانتخابات النيابية المقبلة اذا لم تصدر اوامر قضائية بحقه. في غضون ذلك، قتل 35 شخصا على الاقل واصيب اخرون في هجمات متفرقة استهدفت بغداد وشمالها. ففي الطارمية، الى الشمال من بغداد، قتل ثمانية اشخاص واصيب 14 بجروح في هجوم استهدف دورية للجيش على الطريق الرئيسي، وفقا لمصادر امنية وطبية. واشار المصدر الطبي الى وجود سبعة جنود بين القتلى كما عولج 14 جنديا اخرين اصيبوا في الهجوم. وتعد الطارمية ذات الغالبية السنية، من المناطق المتوترة وتشهد اعمال عنف شبه يومية. وقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب 24 بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند جسر المثنى، في شمال بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية. وفي هجوم اخر، قتل اربعة جنود واصيب 11 بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش على الطريق الرئيسي في منطقة التاجي، الى الشمال من بغداد، وفقا للمصادر. وقتل ثلاثة اشخاص واصيب ثمانية بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة السيدية، في غرب بغداد. وفي بعقوبة، استهدف انفجار بعبوتين ناسفتين موكب ثلاثة نواب سنة، هم سليم الجبوري ومحمد الخالدي ورعد الدهلكي، ما ادى الى مقتل ثلاثة واصابة ثلاثة اخرين من عناصر حماية الموكب، وفقا لمصادر امنية وطبية. ووقع الانفجار لدى مرور الموكب في منطقة الغالبية، الى الغرب من بعقوبة. وقتل مدنيان في هجوم مسلح نفذه مجهولون يستقلون دراجة نارية استهدف تجمعا للمدنيين في منطقة بهرز، الى الجنوب من بعقوبة، وفقا لمصادر امنية وطبية. كما قتل اثنان من المارة واصيب ثلاثة اخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة في حي الامين، وسط بعقوبة، وفقا للمصادر. وفي الموصل، قال ضابط في الشرطة ان "مسلحين مجهولين اغتالوا غيداء خضر، الممثلة عن ائتلاف دولة القانون، في محافظة نينوى لدى مرورها بسيارتها الخاصة في منطقة العكيدات، في غرب الموصل (350 كلم شمال بغداد). وقتل ضابط برتبة ملازم في الشرطة واصيب اربعة بينهم اثنان من الشرطة بجروح في هجوم بقنبلة يدوية استهدف دورية في غرب الموصل. وفي هجوم اخر، قتل شرطي واصيب اخر بجروح في هجوم مسلح استهدف حاجزا للتفتيش في غرب الموصل، وفقا لمصدر في الشرطة. وفي تكريت، اغتال مسلحون مجهولون ضابطا برتبة نقيب في الشرطة قرب منزله في حي القادسية، في شمال تكريت، وفقا لمصدر في الشرطة. وقتل احد عناصر الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريته في شمال مدينة تكريت، وفقا للمصدر. وتتزامن هذه الهجمات مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر ان تجري في الثلاثين من بريل القادم. وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق منذ مطلع العام 2013 تصاعدا في اعمال العنف هو الأسوأ منذ موجة العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد بين عامي 2006 و2008 واوقعت الاف القتلى. وقتل اكثر من 400 شخص منذ بداية مارس واكثر من 2000 منذ بداية 2014 في اعمال العنف اليومية في العراق، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.