- أكد مدير بنك السودان المركزي فرع الفاشر عثمان عبد الصادق الطيب أن تجربة التمويل الأصغر بولاية شمال دارفور تعد من أفضل التجارب التي استفادت منها الولاية في تنفيذ العديد من المشروعات التي استهدفت ذوى الدخل المحدود. وقال في تصريح ل(سونا) إن ولاية شمال دارفور قد سعت خلال الأعوام الماضية إلى الاستفادة من كافة الفرص المتاحة في مجال تقديم التمويل الأصغر ويتمثل ذلك في نشاط المصارف التجارية العاملة بالإضافة إلى نشاط مؤسسة التمويل الأصغر التي تم تأسيسها بالولاية وباشرت عملها منذ مطلع العام 2012م. وأوضح الطيب أن الولاية قامت بتنفيذ العديد من المشروعات التي استهدفت ذوى الدخل المحدود والفئات الفقيرة من أهمها مشروع ربط صغار المزارعين بالأسواق والذي تم تنفيذه خلال ثلاثة مواسم زراعية منذ العام 2011م بإشراف لجنة تنسيقية برئاسة مدير بنك السودان المركزي فرع الفاشر وعضوية المدير العام لوزارة المالية والاقتصاد والخدمة المدنية ومندوبين من منظمة برنامج الغذاء العالمي الاتحاد العام لمزارعي الولاية وشركة شيكان للتأمين، مشيراً إلى أن المشروع قد قام بتمويل (40) ألف مزارع خلال المواسم الزراعية الثلاثة الماضية وأن المشروع قد تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة وخاصةً فيما يتعلق بدعم المخزون الاستراتيجي للولاية خلال الموسم 2012م، لافتاً إلى تنفيذ مشروع السواعد الشابة عبر مؤسسة التمويل الأصغر باعتباره من المشروعات الحيوية التي استهدفت مجموعات الشباب والشابات حيث تم من خلاله تمويل حوالي ألف شاب وشابة بصيغة القرض الحسن بواقع مبلغ ثلاثة آلاف جنيه لكل فرد حيث تكفلت وزارة المالية بمصروفات التسيير بالنسبة للمؤسسة مقابل ذلك المشروع.ونوه إلى أن مؤسسة التمويل الأصغر قد تمكنت من إنشاء حوالي (36) نافذة في معظم أنحاء الولاية وذلك لتسهيل عملية تقديم التمويل الأصغر بالنسبة للمستفيدين والمستحقين. وحول النشاط المصرفي أوضح الطيب أن المصارف العاملة بالولاية قد سعت إلى الاستفادة من نسبة ال 12% المخصصة لمجال التمويل الأصغر بموجب سياسات بنك السودان المركزي، كاشفاً عن توقيع مذكرة تفاهم بين المصارف العاملة بالولاية وبين مؤسسة التمويل الأصغر بمبادرة من وزارة المالية بولاية شمال دارفور بهدف الاستفادة من المبالغ المخصصة بالمصارف لنشاط التمويل الأصغر. وأبان أن الاتفاقية قد نصت على ضرورة التنسيق بين المصارف ومؤسسة التمويل الأصغر تقوم من خلاله نوافذ التمويل الخاصة بالمؤسسة بتسهيل خدمة الحصول على التمويل من المصارف العاملة. واستعرض الجهود الأخرى التي بذلتها ولاية شمال دارفور في مجال التمويل الأصغر والمتمثلة في إنشاء المجلس الأعلى للتمويل الأصغر برئاسة والي ولاية شمال دارفور والذي كان من ضمن برامجه انطلاقة حملة جذب الودائع مطلع العام 2012م،.مضيفاً أن الحملة قد ساهمت في زيادة حجم الودائع بالجهاز المصرفي حيث تطورت من حوالي مبلغ (126) مليون جنيه نهاية العام 2011م لتصل إلى (309) مليون جنيه في شهر مايو 2014م. وفيما يتعلق بالأنشطة التي يتم تمويلها بولاية شمال دارفور بواسطة الجهاز المصرفي أشار التركيز على نشاط التجارة المحلية عموماً حيث بلغت نسبة التمويل المخصصة لهذا القطاع 70% بينما يأتي القطاع الزراعي في المرتبة الثانية وبنسبة 16% كما أن هنالك تركيزاً على صيغة المرابحة دون غيرها من الصيغ بنسبة بلغت 98%. وقال مدير بنك السودان المركزي فرع الفاشر أن من ابرز التحديات التي تواجه نشاط التمويل المصرفي بالولاية تتمثل في ضعف الوعي المصرفي خاصةً في مجال التمويل الأصغر بجانب تكثيف الجانب الإعلامي والدورات التدريبية والندوات التنويرية لكافة شرائح المجتمع خاصةً الأئمة والدعاة. ب