- أوصت جامعة براتسلافا للتكنولوجيا بجمهورية سلوفاكيا التي منحت درجة الدكتوراه في شهر أغسطس الماضي للمهندس السوداني صلاح الدين عبد الله حامد حول تفسير وتحليل استخدامات الاراضى والغطاء النباتي في إقليم دارفور باستخدام صور الأقمار الاصطناعية أوصت في تقريرها الختامي بشان الرسالة بضرورة الاستفادة من الخبرات العملية المتنوعة للدكتور م. صلاح الدين التي قالت إنها قد أكسبته أبعادا في التطبيقات الهندسية التي تحتم استخدام نظام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في التخطيط للاستفادة من الموارد الطبيعية في المستقبل . وذكر البروفيسور الويز كوباتشك المشرف علي الدراسة وعميد كلية الهندسة التي منحت درجة الدكتوراه للمهندس صلاح الدين ، ذكر في تقريره أن الخبرة العملية التي أظهرها د. صلاح الدين خلال فترة دراسته تظهر مدى استعداده لخوض آفاق جديدة في هذا الجانب وبدون تردد ، فضلا عن تمكنه من استخدام الإمكانيات الالكترونية للتطوير المنهجي لتلك التطبيقات بدارفور مستقبلا . وطالب الأستاذ المشارك بمعهد الجغرافيا بالأكاديمية السلفوفاكيه للعلوم البروفيسور يان فيرنتس المشرف المساعد على الرسالة ، طالب في رسالة منفصلة جهات الاختصاص في السودان بضرورة الاستفادة من المهندس دكتور صلاح الدين حيث يمكنه تقديم مساعدات كبيرة لاى جهة أو منظمة تعمل في مجالات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافية والتدريس في الكليات المعنية ، وقال إن دكتور م. صلاح الدين لديه المقدرات للمشاركة في وضع الحلول للمشروعات البيئية مستخدما بيانات الأقمار الاصطناعية ، مؤكدا أن صلاح الدين قد رافع بنجاح عن أطروحته لنيل الدكتوراه معتمدا فى قسم المساحة بكلية الهندسية المدنية في براتسلافا ، حيث انه كان يهدف من رسالته إلى إيجاد الحلول المناسبة لكيفية بناء قاعدة للمعلومات عن طريق استغلال برامج العقل الالكتروني وبيانات الأقمار الاصطناعية وإعداد خرائط مستقبلية لدارفور لمساعدة صناع القرار والمخططين في وضع الخطط للتنمية المستدامة في مجالات الزراعة ومشروعات الشبكات ومسارات الرعاة ونظام ملكية الاراضى بالإضافة إلى توضيح الإدراك والوعي المتنامي حول فائدة تكنولوجيا الاستشعار عن بعد فى دارفور، حيث كشف بروف فيرنتس أن الباحث قام بنشر ورقتين علميتين في هذا المجال بالصحف السلوفاكية. وقال رئيس قسم علوم الخرائط وتوظيف الأرض بكلية الهندسة المدنية بجامعة سلوفاكيا في رسالة أخرى انه يمكنه التأكيد والجزم إن دكتور م. صلاح الدين قد تكونت لديه المعرفة والمهارات في مجالات نظم المعلومات الجغرافية (G.I.S ) والاستشعار عن بعد (R.S) وكما انه لديه المقدرات والإمكانات التي تؤهله للمشاركة في مشروعات وبرامج البيئة والعمل فى المؤسسات البحثية التي تستخدم تكنولوجيا بيانات الأقمار الاصطناعية ونظم المعلومات الجغرافية . ومن جهته قال دكتور م. صلاح الدين إن فكرة الحصول على إجازة علمية في هذا المجال النادر قد نبعت إبان الملتقى الأول الجامع لأبناء دارفور الذي عقده الفريق أول إبراهيم سليمان حسن والى شمال دارفور السابق بجامعة الفاشر في سبتمبر من العام 2002م حيث هدف ذلك الملتقى لإيجاد حلول جذرية لقضايا دارفور الأمنية التنموية الاجتماعية للحيلولة دون اندلاع التمرد ، وعلى رأس تلك القضايا النزاع بين الرعاة والمزارعين والحواكير بجانب إيجاد الحلول لحالة الضمور فى التنمية بخاصة الطرق والكهرباء والمياه ، مشيرا إلى انه قد تمكن من تطوير الفكرة إلى مشروع بحث علمي ، وقد تم ترشيح المهندس صلاح الدين الذي يعمل مديرا لإدارة الأراضي والتخطيط العمراني بوزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة بشمال دارفور تم ترشيحه في العام 2007م من قبل المجلس القومي للتنمية العمرانية لنيل درجة الدكتوراه من كلية الهندسة المدنية بجامعة سلوفاكيا التي أجازت مشروع الرسالة بعنوان (identification and analyzing of land cover in Darfur region by satellite data) Land use ) بواسطة لجنة مختصة من الجامعة ضمت كبار العلماء بالجامعة . ويضيف دكتور م. صلاح الدين انه سعى من خلال بحثه الذي استمر إلى سبع سنوات إلى تحقيق أربعة أهداف تتمثل في تحديد طرق لبناء نظم معلوماتية حول الموارد الطبيعية وتخريط استخدامات الاراضى بدارفور حتى يساعد متخذي القرار والمخططين للتخطيط وإعداد برامج للتنمية المستدامة في مجالات الزارعة ومشروعات الإسكان ، تحديد مسارات للرحل ومعالجة مسالة الحواكير بجانب تطوير طريقة لتخريط استخدامات الاراضى والغطاء النباتي بأقل التكاليف وذلك باستخدام تقنيتي الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ، هذا إلى جانب تصنيف صور الأقمار الاصطناعية في استخدامات الاراضى والغطاء النباتي وتوفير قاعدة بيانات حول الموارد الطبيعية بدارفور . وقد توصل الباحث إلى تقسيم منطقة البحث (دارفور ) إلى سبعة مناطق طبيعية رئيسية وهى الاراضى الزراعية وأراضى الحشائش ، أراضى الغابات والتربة الجافة والمناطق الصخرية الجبلية و المسطحات المائية وقد خلصت الرسالة إلى جملة من التوصيات كان أهمها ضرورة إنشاء نظام للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لتعنى بتجهيز وإنتاج خرائط مختلفة بمقاييس رسم دقيقة تغطى كافة ولايات دارفور ، بجانب استخراج المعلومات المهمة حول الغطاء النباتي والموارد الطبيعية لاستخدامها في التخطيط التنموي المستدام والعمل لعقد ورش عمل فى المستقبل القريب لإدارة النشاط الرعوي وحل مشكلة النزاعات بين المزارعين والرعاة من فترة لأخرى وذلك بفتح المسارات للرعاة وحقوق الاراضى الرعوية والمزارعين كما أوصت الدراسة بإعداد خارطة للموارد الطبيعية بدارفور باستخدام تقنيات متقدمة (الاستشعار عن بعد وتقنية نظم المعلومات الجغرافية ) وذلك بالتعاون والاستفادة من الوكالات الدولية العاملة في هذا الجانب وعلى رأسها وكالة (ناسا) الأمريكية علاوة على التوصية بتأهيل الكوادر العاملة في مجال الاستشعار عن بعد . يشار إلى أن دكتور م. صلاح الدين عبد الله حامد هو من مواليد حي المصانع بالفاشر سنة 1964م وحائز على بكالوريوس مرتبة الشرف من قسم المساحة بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم في العام 1989 ، كما حاز على درجة الماجستير في التخطيط العمراني من ذات الكلية في العام 2001م ، ثم عمل موظفا ثم مديرا لإدارة الاراضى والتخطيط العمراني بوزارة التخطيط العمراني بشمال دارفور اعتبارا 2003م حتى تم ابتعاثه في العام 2007 م لنيل درجة الدكتوراه التي حاز عليها في أغسطس من العام 2014م .