11-12-2014 (رويترز) - شارك آلاف المشيعين يوم الخميس في جنازة الوزير الفلسطيني زياد أبو عين الذي توفي بعد أن دفعه شرطي إسرائيلي بقوة وأمسك به من عنقه خلال احتجاج بالضفة الغربية. وفي جنازة عسكرية على أصوات الطبول ومزامير القرب حمل رجال يرتدون الزي العسكري نعش ابو عين المغطى بالعلم الفلسطيني وساروا على سجادة حمراء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله. ثم مر موكب الجنازة بالشوارع حتى وصل الى المقابر فيما أطلق البعض أعيرة نارية في الهواء. وتأتي الواقعة في وقت تزيد فيه التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين في أعقاب شهور من الاضطرابات العنيفة في القدس وتل أبيب والضفة الغربيةالمحتلة. وقدم مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون روايات متضاربة عن نتائج التشريح المشترك لجثة أبو عين الذي شارك فيه الفلسطينيون والإسرائيليون والأردن. وكان الوزير بين نحو 100 شخص يحتجون ضد مستوطنة إسرائيلية من خلال زرع أشجار الزيتون في احدى القرى حين أطلق جنود وأفراد من شرطة الحدود الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وأعقب هذا صدام دفع خلاله شرطي إسرائيلي ابو عين بقوة وأمسك به من عنقه بقبضة يد واحدة. ولم تظهر لقطات للواقعة وصور التقطتها رويترز أي رد عنيف من جانب أبو عين. وبعد دقائق بدا على الوزير الإعياء وسقط على الأرض ممسكا بصدره وتوفي وهو في طريقه للمستشفى. وقبل وفاته بدقائق تحدث ابو عين لمراسلي التلفزيون بصوت أجش وبدا أنه يجد صعوبة في التنفس. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحادث "بالعمل البربري الذي لا يمكن السكوت عليه أو القبول به" وأعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام وقال إنه سيتخذ "الإجراءات الضرورية" وسيبحث مع كبار القادة الرد. وأظهر التقريران الطبيان الفلسطيني والإسرائيلي أن ابو عين توفي نتيجة انسداد في الشريان التاجي بسبب نزيف. لكن الطبيب الفلسطيني ذكر أن النزف نجم عن إصابة وقال نظيره الإسرائيلي إن هذا حدث على الأرجح بسبب التوتر. وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن أبو عين كان يعاني أصلا من حالة في القلب وإنه تبين أن شرايين قلبه مسدودة بنسبة تتجاوز 80 في المئة. وقال صابر العالول مدير الطب العدلي الفلسطيني والذي شارك في تشريح الجثة "النقطة الاساسية ان الوفاة اصابية المنشأ وليست طبيعية." وأضاف خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع طارئ للحكومة الفلسطينية اطلعت فيه على نتائج التشريح "الاصابة بقوة نوعا ما في مقدمة الوجه أدت الى كسر للاسنان الأمامية وانزياحها وخلعها ودخولها الى التجويف الفموي في الغرفة الخلفية للفم وبمحاذاة لسان المزمار حيث توجد علامات تكدم في الجزء الخلفي من التجويف اللساني." وأوضح العالول في تصريحاته "وجود تكدمات في منطقة العنق من الناحية اليمنى والناحية اليسرى وكانت هذه اثار لضغط على منطقة العنق وكذلك وجود تكدمات في منطقة الغضروف الدرقي مما يدل على ان هناك قوة استعملت على منطقة العنق." وأضاف "توجد علامات استنشاق ومرتجعات للطعام.. في المجاري التنفسية مع وجود علامات مخاطية." واشار العالول الى "تضيق في الشريان التاجي الايسر النازل مصحوب بنزف للبطانة الداخلية للشريان وهي من العلامات التي تصاحب حالات الكرب يعني الضغط والشدة هي الاصابات التي ذكرناها في الوجه والعنق." وقال جواد عواد وزير الصحة الفلسطيني في ذات المؤتمر الصحفي "ان الطبيب الاسرائيلي (الذي شارك في التشريح) لم يوقع بحجة عدم وجود ترجمة عبرية للتقرير." وأضاف "نتائج التحقيق تثبت من قام بقتل الشهيد زياد ابو عين هم قوات الاحتلال الاسرائيلي." وحملت الحكومة الفلسطينية اسرائيل مسؤولية وفاة الوزير. وقال ايهاب بسيسو المتحدث باسم الحكومة "نحن نحمل حكومة الاحتلال الاسرائيلية مسؤولية قتل الوزير زياد ابو عين وبالتالي هذا جاء نتيجة النتائج الاولية للطب الشرعي الفلسطيني وكذلك بمشاركة خبراء التشريح الاردنيين." وصرح حسين الشيخ وهو مسؤول فلسطيني بارز لرويترز بأن الأطباء الأردنيين والفلسطينيين الذين شاركوا في فحص جثمان أبو عين (55 عاما) في ساعة متأخرة ليل الأربعاء خلصوا إلى أنه توفي نتيجة تعرضه للضرب واستنشاق الغاز المسيل للدموع وعدم تلقي رعاية طبية في الحال. ولمح مسؤولون فلسطينيون في الضفة الغربية الى أنهم قد يلغون التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد هذه الواقعة وإن كان اتخاذ هذه الخطوة غير مرجح على ما يبدو. وقال سمير تميم وهو تاجر شارك في الجنازة "هذا عمل إجرامي". وعززت إسرائيل القوات في الضفة الغربية على أمل تفادي التصعيد وقال وزير الدفاع موشي يعلون إنه يأسف لوفاة أبو عين. وكان أبو عين يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في سجن إسرائيلي فيما يتصل بتفجير أسفر عن مقتل شابين إسرائيليين حين أفرج عنه في صفقة لتبادل السجناء عام 1985. ط.ع