- احتلت جمهورية سنغافورة خلال عهد رئيس وزرائها الراحل ومؤسسها لي كوان يو مراكز متقدمة في جميع المجالات والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والأمنية لتصبح واحدة من أسرع الاقتصادات العالمية نموا وأحد النمور الآسيوية الأربعة الكبرى في آسيا. وتولى لي كوان يو الذي توفي اليوم عن عمر يناهز 91 عاما بعد انفصال جزيرة سنغافورة عن ماليزيا في عام 1959 منصب أول أمين عام وعضو مؤسس لحزب العمل الوطني وذلك لثمانية دورات ما بين عام 1959 إلى عام 1990 فيما أصبح أول رئيس وزراء للجمهورية لمدة ثلاثة عقود متتالية. وحول الراحل سنغافورة من بلد فقير دون مياه ولا موارد طبيعية كافية بسبب صغر حجمها إلى واحدة من اكبر الاقتصادات في العالم فيما عمل على تطوير البنية التحتية للبلاد بشكل كامل وتطوير القطاع التجاري والاقتصادي لتصبح البلاد من أهم واكبر الموانئ التجارية الحرة في العالم. وقفز الناتج المحلي الإجمالي في سنغافورة من ملياري دولار أمريكي في عام 1960 إلى نحو 87 مليار دولار أمريكي عام 2002 كما ارتفع معدل دخل الفرد السنغافوري من 435 دولارا سنويا عام 1960 الى نحو 30 ألف دولار أمريكي سنويا وهو من أعلي المعدلات في العالم. كما تشكل البورصة السنغافورية حاليا ثاني أكبر مركز للتداولات المالية في القارة الآسيوية بعد اليابان. وأنشأ رئيس الوزراء السنغافوري السابق نموذجا اقتصاديا وإداريا في المنطقة والعالم ككل أصبح يعرف باسم (النموذج السنغافوري) شملت سلطة مركزية في الجمهورية وحكومة ليبرالية اقتصادية مع فرض قيود صارمة على الخارجين عن قوانين البلاد. وسعى لي كوان خلال فترة رئاسته لحكومة سنغافورة إلى توحيد لغة الأعمال في الجمهورية لتصبح لغة مشتركة بين المجموعات العرقية المختلفة التي يتشكل منها المجتمع السنغافوري مع الاعتراف باللغة الماليزية والصينية والتاميلية كلغات رسمية أخرى في البلاد. كما اهتم بتنمية القطاع السياحي والثقافي في البلاد وذلك من خلال جذبه الاستثمارات الأجنبية والسياح لتصبح سنغافورة في عهده مركزا ثقافيا وترفيهيا عالميا من خلال إنشائه مراكز للفنون المختلفة والمتاحف والمعارض إضافة إلى إنشاء فرق موسيقية غربية وصينية ومدن الملاهي وغيرها من الوسائل الترفيهية لجميع الأعمار. وطورت سنغافورة الملقبة ب(مدينة الأسد) أيضا في عهد لي كوان قطاع المواصلات والملاحة البحرية والجوية لتصبح سنغافورة واحدة من اكبر الموانئ العالمية وذلك بسبب إنشاء منطقة للتجارة الحرة واستقطابها لكبرى الشركات والبنوك العالمية. وأصبح مركز سنغافورة المالي من اكبر المراكز المالية العالمية فيما احتل مطارها (شانغي) الدولي المركز الأول عالميا كأفضل مطار دولي وذلك على مدى سنوات متتالية وآخرها في العام الماضي.