من ابشع السيناريوهات التي تتسلق اعصاب وأدمغة الحكام العرب من الأزرق الى الأزرق، أنهم لا يعتذرون لشعوبهم المغلوبة على أمرها ، خذوا مثلا الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لم يقدم اعتذاره للشعب المصري الا بعد أن وقعت الفأس على الرأس ، وكان بواسطة الإعتذار يريد الخروج من المأزق الذي ورط فيه نفسه ودخل تاريخ الحكام المغضوب عليهم بالطبل والربابه ، أما الطاغية معمر القذافي فرغم أنه يعيش في هذه الأيام في متاهة ( زنقة ) كلب في زاوية ضيقة ، الا أنه ما زال يكابر ولم يقدم اعتذاره للشعب الليبي الذي عمل فيه قتلا وإغتصابا وتنكيلا ، وكذلك الحال بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد الذي يبدو انه يسير بخطى حثيثة على طريق صاحبه القذافي ، المهم دعوني أسال سؤال مشروع من بيت الكلاوي ( النية ) هل إذا قامت القيامه في السودان نعم في السودان ولا غيره هل سيقدم أصحابنا في حكومة الإنقاذ عن بكرة أبيهم الإعتذار للشعب السوداني ؟ ، إنه سؤال يرتسم في ضمير الغيب الغائب في خضم حراك الأحداث الطازجة ، عموما ما علينا بكره لكل حادث حديث ، على فكرة خلال هذه الايام يردد صاحبكم العبد لله مقطع اغنية محمد وردي لشيخنا الراحل إسماعيل حسن رحمه الله ( إعتذارك ما بفيدك ودموعك ما بتعيدك ) ، صبركم لا تستعجلوا ، حكاية ترديدي لمقطع هذه الأغنية له مغزى ، وهو يأتي بصراحه من باب الاعتذار ، وما اجمل الاعتذار حينما يأتي من نخاشيش قلب مصاب بتخمة الإغتراب ، قلب هارب من شباك الأيام ، إعتذر رغم أن رأسي الخربان أنشف من دماغ رجل سهتان من الصعيد الجواني ، وحكاية هذا الاعتذار مرتبطة بما نشرته في صاحبتنا اللعينة ( صرخه ) في مايو الماضي 15 بعنوان ( مبروك تلفزيوننا اعرج ) والذي تعجلت فيه ووجهت فيه سهام حقدي تجاه المذيعة عواطف محمد عبد الله من وجوه التلفزيون القومي بخصوص ما بثته في حلقة لا اذكر إسمها عن أغنية ( حبان قسايا نسو ) والتي نسبتها إلى رجل آخر لا اعرفه ولم أسمع به ، ولكن عرفت أخيرا ان اخونا في الله معد الحلقة وهو من كوادر صاحبنا التلفزيون القومي هو صاحب ( الطبزة) الكبيرة ، إعتذر مرة أخرى للمذيعة عواطف بشدة ولا اخجل من الاعتذار طالما ان الحقيقة وضحت مثل .. وضحا وابن عجلان ، وطالما أن حكاية الإعتذار في الخطاب الغنائي العربي كثيرة ومنها اغنية صاحبنا التيجاني حاج موسى لعبد الوهاب الصادق ( الليلة جاي بتعتذر ) ، كما أن للكويتي الصوت الجريح عبد الكريم عبد القادر أغنية لبدر بن عبد المحسن مطلعها ( أبعتذر عن كل شي الا الهوى ما للهوى عندي عذر ) ، لكن أقول لصاحبكم العبد لله ، ياريت إعتذارك يفيدك يا متهور ، والمهم من كل هذا ان يكون الإعتذار شيمة حكامنا العرب من البحر إلى البحر ... روح يا زوووول بحر يبلعك .