قطع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني بعدم التسامح أو المساومة مع كل من يتعدي الخطوط الحمراء ويسعى لترويع الآمنين مبيناً أن أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق برهنت على أن التآمر ضد السودان وشعبه ما زال مفتوحاً مؤكداً عدم السماح لأي جهة بالمساس بأمن الوطن والمواطن وطالب خلال مخاطبته ختام المؤتمر الأول لقطاع العلاقات الخارجية بالحزب بضرورة تعزيز التعاون مع حكومة جنوب السودان والتنسيق بين البلدين في المنظمات الإقليمية والدولية من أجل إرساء دعائم السلام في الاقليم. وطلب البشير من قطاع العلاقات الخارجية التواصل مع الأحزاب الغربية وأحزاب البرلمان الاوربي لإسماع صوت السودان و اقامة علاقات تحكمها مبادئ الإحترام والمصالح المتبادلة. وهاجم الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب المنظمات الدولية واعتبرها وسيلة من وسائل الاستعمار الحديث وأداة من أدوات إحكام الهيمنة وتطويع دول العالم النامي لمصلحة الغرب وطالب بعدم رهن المصالح الوطنية بسبب الضغوط الخارجية مشدداً على ضرورة وضع أساس متين لسياسة خارجية تتعدى المحافظة على الحقوق إلى المساهمة في خلق منظمات إقليمية قوية من أجل تصحيح هياكل وسياسات الأممالمتحدة وأكد نافع خلال مخاطبته أمس افتتاح مؤتمر قطاع العلاقات الخارجية بالحزب أن وقوف السودان ضد التوجه الاستعماري حرك العديد من الدول للتصدي للهيمنة الغربية مبيناً أنه على الرغم من المشاكل التي ورثها السودان والتي قال إنها قد تعد مدخلاً للضغوط والتطويع إلا أنه تمكن من العبور وتجاوزها لافتاً النظر إلى أن مواقفهم القوية في النطاق الخارجي كانت سبباً في تفعيل دور المنظمات الإقليمية وأشار إلى أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان الخطوة الأولى لكشف وجه العالم الغربي الحقيقي وأطماعه في الدول النامية مشيراً إلى أن التطور الحالي في علاقات السودان الدولية ونجاحه في فك الحصار الأمريكي لتمكنه من التعامل مع الدول الغربية وقال إن ذلك تسنده مشاهد منها انتقال القيادة الاقتصادية من الغرب إلى دول آسيا وحلفائها مشيراً إلى أن الخطوة يتبعها انتقال للقيادة السياسية بذات الترتيب. وأكد نافع أن الثورات التي انتظمت عدداً من الدول لم تعد حكراً على العالم العربي مشيراً للأحداث التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن. وقال كاد الربيع العربي أن يدخل لندن. وكشف عن وجود تململ وإشارات لعدد من المفكرين الأمريكان فيما يختص بالسياسة الأمريكي الخارجية لارتباطها بلوبيات لا تسعى لمصلحة واشنطن. وفي السياق اتهم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الأممالمتحدة بالعجز عن منع حدوث الكثير من الحروب والأزمات في الدول الأفريقية والعربية مطالباً كافة المنظمات والدول بقيادة منهج إصلاح لمنظمات الأممالمتحدة لإخراجها مما أسماه التبعية للدول الكبرى إلى العدل بين الشعوب مشيراً إلى أن سياسة حزبه الخارجية تقوم على مباديء السلم والقوة وعدم الاستسلام للاستعمار. وطالب إسماعيل الدبلوماسية الشعبية بالتوحد ضد سياسات الهيمنة والاستكبار وألا تتخلف عن الدفاع عن الأوطان مؤكداً ثقتهم التامة في تمكن وزارة الخارجية من إيصال سفينة السودان إلى بر الأمان. وفي ختام المؤتمر تلى اسماعيل توصيات المؤتمر التي أكدت على ضرورة تعزيز علاقات المؤتمر الوطني مع دول الجوار ودعم قضايا الشعوب العربية والمضي في تعزيز العلاقات مع الأحزاب الغربية والاسيوية وتنشيط مجلس الأمن القومي وإنشاء مجلس للسياسة الخارجية برئاسة البشير وقيام وحدة لدراسة الثورات العربية وإعتماد الدبلوماسية الهادئة في التعامل الخارجي.