أكد رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير، أن أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق أكدت أن باب التآمر على السودان مازال مفتوحاً، وقال البشير في الجلسة الختامية لمؤتمر قطاع العلاقات الخارجية للمؤتمر الوطني أمس، إنه لا تسامح أو مساومة مع من تعدى الخطوط الحمراء بالتعدي على أمن وسلامة المواطنين. وأوضح البشير أن المؤتمر الوطني يولي أهمية كبرى للعلاقات مع دول الجوار، حشداً للطاقات من أجل نقل القارة الإفريقية لفضاء مكافحة الفقر. وأكد البشير دور الدبلوماسية الشعبية خلال الفعاليات الشبابية والطلابية، ولفت إلى أن السودان يمكن أن يلعب دوراً في تمكين الشباب من خلال برامج تشغيل الخريجين. ونوَّه البشير إلى ضرورة اليقظة إزاء الدوائر الخارجية الساعية لاختطاف الثورات العربية والتدخل في شؤون تلك البلدان. ودعا لتوظيف الطاقات للدفاع عن السودان وتطوير علاقات المؤتمر الوطني.وفي سياق ذي صلة دعا نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب د.نافع علي نافع إلى تقويم حقيقي ودراسة وتحليل لعلاقات السودان الخارجية للخروج بسياسة خارجية جديدة للسودان بجانب الوقوف على ما تحقق من مصالح وطنية. لافتاً إلى أن السودان من خلال الدفاع عن نفسه في وجه الطغيان لم يحرز نجاحاً فقط وإنما كان سبباً في تحريك التمرد على الهيمنة الغربية عند الكثيرين الأمر الذي أدى إلى المساندة من دول آسيوية ومن أمريكا اللاتينية وبعض دول العالم الثالث. وقال د. نافع لدى مخاطبته مؤتمر القطاع الخارجي أمس إن المؤتمر ينعقد في وقت منعرج خطير على العالم الذي تقوم علاقاته على الهيمنة والاستعمار وتحالف الكبار، وقال إننا نشهد الطفرة في العلاقات الدولية التي ظلت المنظمات الدولية فيها وسيلة من وسائل الاستعمار الحديث وليست وسيلة من وسائل ترسيخ العلاقات بين الدول. وحث نافع الدبلوماسية السودانية بأن لا تطمع فقط في أن تحفظ حقوق السودان بل أن يكون مساهماً حقيقياً في منظمات إقليمية قوية وأن يكون سبباً في تصحيح منظمات الأممالمتحدة ومساندين لسياسات العالم حتى تقوم على العدل وليست التبعية أو الهيمنة. وقال نافع إن موقف السودان كان سبباً لبداية تغيير المنظمات الإقليمية، داعيا السياسة الخارجية أن تقدر تقديرًا كبيرًا موقف الاتحاد الإفريقي ومنظماتها المختلفة في مساندة السودان وقال إن كسر الجمود يؤدي إلى معاني أكبر، وأضاف أن التغيير الكبير في العلاقات الدولية أدى نتائجه إلى انتقال القيادة الاقتصادية من الغرب إلى الشرق وقال هذا التحول لابد أن تستوعبه السياسة الخارجية. من جانبه كشف وزير الخارجية علي كرتي في تصريح ل«الإنتباهة» أن ورقته أمام القطاع الخارجي تركزت على ضرورة تنسيق المواقف الداخلية بما يتسق والموقف الخارجي للحكومة وضرورة مراجعة حالة التعبئة الداخلية مع ضرورات وحاجة البلاد. وقال كرتي إن المؤتمر ناقش العقبات الداخلية التي تعترض السياسة الخارجية لافتاً إلى وجود شعور بعدم التنسيق بسبب الأداء المستقل للوحدات الحكومية في مجالاتها المختلفة، وقال إن غياب التنسيق يؤدي إلى تضارب في المواقف الرسمية للدولة الأمر الذي يؤدي في بعض الأحايين إلى تصحيح تلك المواقف، مؤكدًا الاتفاق على منابر وآليات جديدة للتنسيق المستمر، وحث على ضرورة الجلوس بين مكونات الحكومة والحزب للتعبير عن السياسة الخارجية. وكشف كرتي عن اتفاق على آليات العمل في المستقبل في سبيل تصويب القرار الوطني في أي اتجاه أو موقف خارجي والتعبير عنه والاتفاق على تنشيط منابر كانت عاملة في السابق.