مرة أخرى يؤكد قادة الأتحاد العام ضعفهم الإداري وعدم قدرتهم على التعامل الجيد مع الأزمات، بل قدرتهم الفائقة على صناعتها، وهو ما يعضد أيضا رأيي القاطع بضعف قدرات المنظومة الحالية إداريا. شغل أمر لاعب المنتخب أحمد الباشا حيزا كبيرا ما كان سيشغله لو أن قادة الأتحاد العام، أداروا الأمر بشئ من الحكمة الإدارية، لا كما تعاملوا معه وعلى كافة المستويات. الآن بات الحديث عن أحمد الباشا، وغيابه وتأخره عن السفر مع المنتخب الوطني هو الحديث الأعلى صوتا، في وقت كان من المفترض أن يتعاظم فيه الأهتمام بالمنتخب الوطني. غاب الباشا، وبات أمره بيد للجنة المنتخبات الوطنية، ومن الأولى صرف النظر عن هذا الأمر حتى يتفرغ الجميع للوقوف خلف المنتخب الوطني معنويا ويكتسب حالة من الألتفاف العاطفي المطلوب. ولكن بكل اسف ..فقد ملأ قادة الأتحاد العام الأرض ضجيجا، وكأنما الباشا هو أول لاعب كرة العالم يكون له خلاف مع مدربه، أو ظروف أخرى منعته من السفر مع منتخب بلاده! صرح الرئيس متوعدا، وتبعه السكرتير، وسار على خطاهم نائب السكرتير ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية، واشاعوا أجواء خانقة تأثر بها التيار الأعلامي الذي جرف الأهتمام بالمنتخب الوطني بعيدا! ولو أن الجميع صمت إزاء الأزمة، وتم حسم الأمر سريعا بدعوة لجنة المنتخبات الوطنية، وأجروا التحقيق اللازم مع اللاعب، وأتخذوا قرارهم السريع والحاسم، لتخطى الجميع مرحلة الحديث عن براءة اللاعب وعدمها! أو كان بيد الأتحاد العام، أن يصدر بيانا يؤكد فيه أن كل شئ سيكون مجمدا لحين أنتهاء فعاليات البطولة، ومن ثم فتح الملف بحضور مدرب المنتخب الوطني، مع أحتفاظهم بحق إيقاف اللاعب. اسقط الأتحاد العام، كالمعتاد عامل الزمن من حساباتهم، وهو شرط أساسي لحسم الأزمات والتصدي لها، ولكن من يدرك هذه الحقيقة الأدارية المهمة..بكل أسف الأجابة لا أحد! في نقاط إستمعت لجنة المنتخبات الوطنية لإفادات الباشا وأرجأت قرارها لوقت لاحق ..وهو تصرف كان يمكن القيام به قبل ان تستفحل الأزمة! ترى ..ماذا قال الباشا للجنة المنتخبات الوطنية حتى تسمح له بالسفر إلى معسكر المريخ وترجئ قرارها بشأنه!! أكثر من علامة إستفهام تدور حول هذا الأمر، وهو ما يستدعي فتح باب تحقيق واسع! أعلن رسميا أن نفرة المريخ وصلت إلى مبلغ أربعة مليار جنيه، وهو مبلغ مجزء إن تم جمعه حقيقة. ما يقلل من نجاح بعض النفرات، وليس كلها، هو أن المبالغ تزاع أمام الناس ولكن يصعب الحصول عليها فعليا! أريحية السيد مصطفى عثمان إسماعيل نراها الأقرب إلى إنجاح النفرة، وغيرها أموال تحتاج إلى مجهود لجمعها!