لسانك حصانك ، هذه المقولة موجود في الخطاب اليومي لكافة الشعوب ، ومن أكثر القصص المأساوية عن اللسان أن رجلا مصريا أقدم على أكل جزء من لسان زوجته ، وفي حيثيات رده على مجريات التحقيق قال آكل اللسان أن زوجته كثيرا ما كانت تردد أمامه أنها سوف تهجره وترتبط برجل آخر ما جعله يأكل جزء من لسانها حتى تصاب بعاهة ولا تجد من يتزوجها الله يخرب بيت سنينك يا وحش ، على فكرة يقول الأطباء وخبراء التغذية أن لحم اللسان به كميات هائلة من الكولسترول الضار ويستحسن على محبي اللسان عدم الإفراط في التهامه ، بالمناسبة الرجل الغتيت الذي التهم جزء من لسان زوجته لم يكشف كيف وجد لحم اللسان البشري ، ولكن أتصور أن أنسجة لحم لسان الحيوان إذا كانت ترفع الكولسترول الضار لدى الإنسان ، فإن لسان الإنسان يمكن أن يسبب البلاوي الزرقاء لأن أنسجته تحتوي على ملايين الجراثيم . المهم حكاية اللسان تجعلنا ندخل توش بلا إحم ولا دستور إلى الحراك اليومي والبلاوي التي يمكن أن يجلبها لسان الإنسان لصاحبة ، وفي هذا الصدد فإن الكثير من زعامات الدول النامية قصدي النايمة ونحن من ضمن هذه الكورجة المعتبرة يعمدون إلى استخدام ألسنتهم لتخدير شعوبهم بالخطب الحماسية الفجة ، والبعض الآخر من الحكام والمحسوبين عليهم لا يتردون في شتم خصومهم على عينك يا تاجر ، وقد سبق وأن أعد باحث أمريكي مشاغب دراسة علمية عن فن الخطابة والتخدير لدى عينة عشوائية من الحكام الديكتاتوريين ، وخلصت الدراسة أن 99 في المائة من هذه الشريحة من الحكام للأسف ويا حسرة وحسرتين تعلموا فنون الخطابة بعد أن إعتلوا هامات الحكم في بلدانهم يعني بالعربي الفصيح أن القبضات الديكتاتورية كانت ألسنتها مربوطة على سنجة عشرة ونص ولكن بعد أن ذاقت المنجهة انطلقت ألسنتهم وأصبح الواحد منهم أعزكم الله لديه إسهال في الكلام والذي منه ، وفي الوقت الذي يهري فيه هؤلاء الحكام شعوبهم بالخطب الرنانة بألسنة طليقة طلاقة الهواء في موسم الخريف في الخرطوم فإنه يتم كتم ألسنة المناهضين وكبحهم ، ويستوي في هذا الصحافيون والمناهضون في مواقع التواصل الاجتماعي ، ومن أطرف الحكايات أن سياسياً بنغلاديشياً نافذاً وصاحب سطوة أوعز إلى بطانته أو بالأحرى بلطجيته بقطع لسان صحافي نعم قطع لسانه من لغاليغو وأصبح الصحافي بين ليلة وضحاها بلا لسان يا حرام ، لكن الجميل جدا أن السلطات الديكتاتورية في أي بلد في الراهن لا يمكن أن تخفي أفعالها وتقطع ألسنة المناهضين كما كان يحدث في الماضي ، والماضي ولي زمان ، لأننا نعيش في زمن الشفافية فكل مشهد يحدث بين تنابلة السلطان والمناهضين يجري تداوله في العالم عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي ما يجعل موقف الديكتاتوريين في حيص بيص .