الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فإن المبادرات التي ترفع مقولة الإمام البنا رحمه الله «نتعاون فيما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه» بغرض جمع التيار السلفي وأهل التصوف بالسودان تحت شعار القواسم المشتركة وتحديات البلاد والتفرغ للعدو الخارجي ووحدة أهل القبلة، وتقوم اجتماعات على هذا الأساس وتُدعى شريحة محددة من أهل التصوف ويأتي الشيخ عبد الرحيم «أم مرحي» ويقول لا يوجد خلاف بيننا وبينهم وما يصدر ما هو إلا من بعض المتفلتين، وتتصافح الأيدي.. هل بهذه الكيفية يمكن جمع أهل القبلة في صف واحد؟.. الإجابة كلا.. لماذا؟.. لأنه يا شيخ عبد الرحيم هم يصيحون في الإذاعات والقنوات ومنابرهم بأن الصلاة في المسجد الذي فيه قبة باطلة والقبة شرك.. بمعنى أن الصلاة بمسجد جدنا الشيخ الطيّب رضي الله عنه باطلة!.. وأغلب ممارسات الصوفية والمالكية في إطار البدعة والشرك.. إذن فقه الوقت يقول إن توحيد أهل القبلة عندنا مقبول وهي أشواق خطوته الأولى بتوقف التيار السلفي من الصياح بالتكفير والبدع في قضايا معروفة ويعترفون بأن الصوفية من أهل السنة والجماعة ويتفرغوا لتدريس الأجيال أحكام «الطهارة والصلاة والزكاة والصوم».. أما إذا لم يفعلوا ذلك فإن علماء التصوف يعملون على منبرين.. الأول مع القواعد والجماهير سياسة «مفاهيم عقدية وأصولية وفقهية يجب أن تصحح» عبر الدورات والدروس والمنابر والمؤلفات.. أي لا بد من تصحيح أن الله ليس بجسم وليست له جهة ولا مكان وأن القول بأن أبوي المصطفى صلى الله عليه وسلم في النار باطل وتصحيح ممارسات التصوف العلمية إلى الخ حماية لهذا الجيل من التكفير والتفجير وتعليلاً من الذي حرق القباب بالعيلفون وسوبا وأبو زيد بأم درمان والشيخ السنوسي بنيالا وبيتاي بكسلا قبل أيام ومن الذي قتل شيخ موسى الصابونابي وذبح حارس قبة الأبيض ومضواً بان، وحوادث قتل الأبناء لآبائهم بسبب أن الأب صوفي ومحاولات الاغتيال وخلية الدندر المسلحة ومن قتل غرانفيل الدبلوماسي الأمريكي.. وهل الجهاد أن تسمح للكافر أن يدخل بلادك بعقد الأمان ثم تقتله؟ أما المنبر الثاني نعم القواسم المشترك وقاعدة الإمام البنا رحمه الله نعم ضد الشيعة الروافض وضد إسرائيل وأعوانها ومن يحمل السلاح على بلدنا ومن يعتدي على شريعتنا ونبينا صلى الله عليه وسلم.. نحن يد واحدة مع الجميع كيف وقد استعان النبي صلى الله عليه وسلم بصفوان بن أمية وهو كافر في غزوتي الطائف وحنين، فما بال من ينطق بالشهادة وهو من بني وطننا إذا هذا هو فقه الوقت والمرحلة الذي ينبغي أن يعمل به.. وليعلم الشيخ عبد الرحيم «أم مرحي» أن من يتكلم يعرض فكره ورأيه لميزان الجرح والتعديل الشرعي من علماء التصوف للمصلحة العامة.. أما الأشخاص في ذاتهم مكرمون.. قال تعالى «ولقد كرمنا بني آدم...». وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم