٭ كانت فكرة إقامة دورة وادي النيل الكبرى لكرة القدم بين أندية الأهلي والزمالك والهلال والمريخ حلماً جميلاً يراود الكثيرين ممن كانوا يرون أن هذه الدورة يمكن أن تخدم أهدافاً عظيمة ونبيلة في دعم رصيد العلائق الأزلية بين شعبي وادي النيل.. ولم يغب عن بال الزعيم حسن أبو العائلة رئيس نادي المريخ السوداني والمهندس محمد حسن حلمي رئيس نادي الزمالك، وهما - على فكرة - أول من بادر بالتفكير في إقامة هذه الدورة في ستينيات القرن الماضي، أنها يمكن أن تلعب دوراً في نهضة البلدين رياضياً وثقافياً وإعلامياً واقتصادياً ودبلوماسياً بعد أن أجمع الناس من كل مكان أن الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة عامة وكرة القدم خاصة كدبلوماسية شعبية نافذة ومتحركة وفاعلة تعجز السياسة عن القيام به على الوجه الأكمل، بل إن الرياضة أثبتت على الدوام قدرتها على التقريب بين الشعوب والتآلف بين القلوب وإصلاح ذات البين بين دول العالم كافة بأكثر مما يمكن أن تفعله السياسة بكثير. ولكن فكرة الدورة تعرضت لبعض العثرات التي حالت دون تنفيذها والانتقال بها إلى واقع يعيشه شعبا وادي النيل ويجنيان ثماره على المدى القريب والبعيد.. ورحل أبو العائلة وحلمي عن الدنيا الفانية، وماتت بموتهما الدورة ولكن الفكرة لم تمت.. بل إنها ظلت حية في ضمير شعبي وادي النيل ليفاجئنا الزميل الأستاذ «هساي» عبر واحدة من خبطاته الصحفية التي ظل يوافي بها قراء «آخر لحظة» من أرض الكنانة باهتمام سفير السودان بالقاهرة الدبلوماسي الرياضي الضليع عبد المحمود عبد الحليم بفكرة إقامة دورة وادي النيل والسير قدماً على طريق تنفيذها من خلال اللقاء الذي جمع بينه وبين وزير الشباب والرياضة المصري الذي أعطى موافقته الفورية على إقامة الدورة ومشاركة الأهلي والزمالك في مبارياتها لتصبح الفكرة واقعاً بعد أكثر من أربعين عاماً ويصبح الحلم حقيقة.. ونحن نعلم أن السفير عبد المحمود قادر بفكره وجهده ورؤاه وعلاقاته واتصالاته أن يحقق النجاح المنشود من وراء تنظيم دورة وادي النيل ويسعد الشعبين المصري والسوداني بهذه التظاهرة الفريدة التي سيكون لها بإذن الله ما بعدها في دعم أواصر الأخوة والصداقة والعلائق الأزلية بين شعبي وادي النيل في كل المجالات.. ونأمل ألا تؤثر أحداث مباراة الزمالك وانبي في الدوري المصري أمس الأول على مجريات الأحداث.. أو تقلل من حماس القائمين على أمر الرياضة في مصر الشقيقة في إقامة الدورة التي لا شك أنها ستلعب دوراً مهماً ومؤثراً في وضع العلاج الناجع لأزمة الكرة المصرية يوم تفتح الخرطوم ذراعيها لاستقبال الأشقاء في مصر.. ويوم يفرح الجميع بالحدث الأهم في مسيرة وادي النيل تحت قيادة وإشراف الوزير والسفير. ٭ وأنت لها يا عبد المحمود بكل ما عرفت به، وما نعرفه عنك من خبرة وحنكة ودراية وقدرة على استلهام القيم والمعاني التي تؤدي إلى أفضل النتائج.