أبيض: عرفت الشيخ علي عثمان محمد طه في السبعينات بعد المصالحة الوطنية في حقبة مايو، كنا شباباً في مقتبل العمر، وكما يعلم الكثير من القراء كنت من شباب مايو، ولذلك عرفته حينما كان زميلي في مجلس الشعب القومي، حيث فاز بدائرة جغرافية في الخرطوم وفزت بدائرة الشباب في مديرية النيل الأبيض.. الشاهد، منذ ذلك الوقت أكن لهذا الرجل احتراماً شديداً، لأنه متصالح مع نفسه، عمل في السياسة بتؤدة ليتبوأ أعلى المناصب دون أن يقفز بالزانة، وحينما حان وقت ترجله عنها ترك المناصب دون أن يلتفت خلفه وأصبح نموذجاً يحتذى في التجرد ونكران الذات. ولهذا، الآن يضرب شكلاً آخر في ممارسة العمل العام دون أن يتعفف من تواضع المسؤولية، بل أقبل عليها بذات الحماس الذي عمل به في أعلى المراتب. الصدفة وحدها قادتني لحضور اجتماع تفاكري لمؤسسة رعاية ذوي الإعاقة التي يترأس مجلس أمنائها، الاجتماع كان مع أهل الفن والثقافة وضرورة أن يكون لم دور في هذا العمل الإنساني. جاءت كلمته رداً على كثير من التساؤلات، ماذا يفعل شيخ علي الآن.. الجواب كما قال إنه يمارس العمل السياسي، لكن في مجال آخر، هو العمل الإنساني، ولهذا اختار هذه المؤسسة وبنك الطعام ليقدم للمجتمع نموذجاً آخر للسياسي الوطني الذي لا يتوقف عن العطاء طالما أنه قادر على ذلك، ولأنه يقول إن مثل هذه الأعمال هي ممارسة للسياسة في مجالات قد يملها السياسيون المنغمسون في عمل الحكومة والمعارضة. نعم شيخ علي سياسي من نوع آخر لا يتوقف عن العطاء ومثال يحتذى في التجرد ونكران الذات.