وحديث في الحب إن لم نقله أوشك الصمت حولنا أن يقوله.. وحديثنا في الجهر أقوله في ثقة الواثق ويقين المتيقن،، إن الذي يأسى على الحب في بلادي هو الرجل، وإن امرأة بلادي التي احمل لها من الحب أطناناً والود ألواناً لاتأسى على الحب أبداً ومطلقاً وبتاتاً.. المرأة في بلادي لا أظنها تذرف دمعة على حب مذبوح، وتقابل الخسارة في العشق في صلابة وصرامة وبسالة و(رجالة).. الرجل في وطني هو الذي يأسى على الحب.. والآن فلنذهب سوياً الى مكتبة الإذاعة.. والحجرة تصطخب فيها شلالات الدموع الهادرة.. وجدران مجللة بالسواد وستائر تتدلى متشحة بالسواد.. وأنهر من الدموع.. وعثمان خالد يقول في كبرياء وكأنه يفخر ويباهي.. ما دموع رجال بتهد جبال هدارة زي رعد المطر. ونزيح الستار عن معرض الدموع.. ونذهب الى ركن عزمي أحمد خليل.. والراحل الحبيب هاشم ميرغني قد عبأ لنا الأسى في قوارير كرستال.. ونتجرع ولا نرتوي و.. يازمن علمني أنسى المحال نسيان عيونه حتى لو أيامي طالت ما أظني أعيش بدونه ما أظن أيامي تاني زي حنانها تكون حنونه إن تخوني زماني كله إلا أوعك يوم تخونا ومازلنا نتجول في المعرض.. والآن الى ركن ادريس جماع.. و(سيد خليفة) يمدنا بأكواب من الأسى والحزن والفجيعة..و.. إننا طيفان في حلم سماوي سري نا واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا إنه الحب فلا تعتب علينا كانت الجنة مسرانا فضاعت من يدينا ثم ضاع الأمس منا وانطوت في القلب حسرة وينادينا الجنرال عوض أحمد خليفة لنزور ركنه.. وعند المدخل يقدم لنا صناديق المناديل ونحتاج الى( بشاكير) لنجفف بها ذاك الطوفان من الدموع..و.. ما كان فراقنا المر في نيتي أو بإيديا لكن قيودك أبت وقست ظروفي عليا واتلاشت الأحلام وين حسن ظنك بيا وريني ايه ضراك لو كان صبرت شويه عمر السنين أيام.. وجتماً نتكئ على ركنك يا اسماعيل.. وهل يستطيع بشر أن يتجاهل قيثارة الوطن(وردي).. وننصت وكلنا وجل وفزع...و.. خوفي منك.. خوفي تنساني وتنساها الليالي.. يا حبيبي انا خايف ياما بعدك أنسي حالي إنه ليس وجع ولا أسى إنه خوف وفزع ورعب من أن ينسحب الضوء من الكون، واسماعيل يرتعد من ان ينسي حاله.. ونسيان الحال يا أحبة هو (الجن العديل دا).. والآن هل أنتم معي إنه (إنما يأسى على الحب الرجال)!!