٭ وما زلنا نحن «العوام» و «الدهماء» - كما يقول «الجبرتي» عن شعب مصر أبان حملة نابليون - وأننا «الحرافيش» - كما يقول «نجيب محفوظ» عن فقراء وبؤساء مصر - في روائعه الخالدة.. ما زلنا نشاهد في فرح ونستمتع في مرح لتلك المعارك التي لها أوار وغبار بين أحبابنا الإسلاميين.. وهم يناشون بالرماح بعضهم بعضاً.. وتجد سيوفاً كثيرة يهوي بها «أخوان» على صدور «أخوان» ونحن في «الترسو» وبعضنا في «اللوج» وكأننا نشاهد «فلم تايتانيك» ونزهو ونتيه ونسعد بروعة الفتى الجميل المشاغب «ليوناردو ديمكابريو». الفلم هو «ملحمة الإنقاذ».. وبالأمس أوردنا لكم يا أحبة تفاصيل حلحلة بعض صواميل الإنقاذ، وكان المفتاح المهيب والرهيب هو السيد علي محمود وزير المالية الأسبق أو السابق لا يهم. ٭ اليوم لا نشاهد مفتاحاً بل اليوم سوف نشاهد جرافة عملاقة لها أنياب وأسنان تضرب بقوة لم نتصور أن نشاهدها مطلقاً ركناً ثابتاً فولازياً ظل مغروساً في أرض الوطن لمدى عقد .. ونعود اليوم لنورد لكم ما قاله عبر الفضاء وتحت أنوار الضياء الدكتور الجميعابي، وحتى تزدادون دهشة وعجباً وتغفرون أفواهكم استغراباً و«تطيِّروا» عيونكم فزعاً أو عجباً أو فرحاً «وكلو وارد» الرجل يا أحباب ليس شيوعياً عنيداً ولا بعثياً خطيراً ولا أنصارياً صنديداً ولا ختمياً هادئاً وودوداً.. إنه إسلامي من أخمص قدميه وحتى آخر سبيبة في رأسه، كان الرجل محافظاً أو معتمداً لأمدرمان زهرة المدائن وعطر الجناين، تشرف بأن حكم أغلى بقعة في نظرنا في هذا الوطن الجميل.. وبالمناسبة من يحكم أم درمان يمكن له في يسر أن يحكم السودان.. وصفة أخرى ومقعد آخر لا يقل خطراً ولا خطورة وهو أنه كان في يوم من الأيام الأمين الأسبق للحركة الإسلامية بالخرطوم.. الآن تطفأ الانوار ونوقف «أكل التسالي» ونرسل عيوننا مباشرة إلى الشاشة.. والجميعابي يقول «يجب محاكمة علي عثمان النائب الأول السابق للسيد رئيس الجمهورية، يجب محاكمته بالخيانة العظمى بسبب توقيعه على اتفاق السلام الشامل «اتفاقية نيفاشا» الذي أدى إلى انفصال الجنوب، وعدم حسم قضايا مهمة مثل الحدود.. وقولاً واحداً إن علي عثمان قد أذل السودان» وعندما سئل الرجل الجميعابي هل يمكن لرجل السلام أن يتعرض لمحاكمة؟؟ أطلق الرجل دون تردد وبلا وجل كلمات وكأنها تنطلق من مدفع عنيد مناكف وشرس.. نحن ما عندنا زول «كبير».. انتهى.. ٭ الآن يا أحبة «اتفرجتو».. وهل كنتم حتى ولو في الأحلام ان تسمعوا كلمات عن الرجل الذي كان ثانياً في وطن شامخ لمدى خمسين عاماً وتزيد.. وهل وصل أي معارض للانقاذ منذ انطلاقها وحتى اليوم في الخط الذي ظل أحمرَ والذي تخطاه بمراحل الجميعابي؟؟.. ٭ ألم أقل لكم يا أحباب إن حلقة اليوم من المسلسل -مسلسل «ملحمة هد الانقاذ»- هي الأخطر والأكثر تشويقاً وإثارة؟؟ مع السلامة وحتى الأحد لمتابعة الحلقة الرابعة..