وحدها العناية الإلهية تُنقذنا وتُبعد عننا شرور كوارث كبيرة وكثيرة يمكن أن تصيب المواطن في (صمّة خشمه)! ودعوني أضرب مثالاً على ذلك بعشرات حُفر المجاري المفتوحة على طول شوارع الأسفلت داخل عاصمة الولاية والتي تسببت أكثر من مرة في كسر (كُراع) شخص أو تسبّب الأذى الجسيم له. لكن لا أحد يتحرّك في انتظار وقوع الكارثة والضربة الكبيرة. ودعوني أضرب مثلاً آخر والكثير من المدارس ورياض الأطفال الخاصة تضرب عرض الحائط بسلامة فلذّات أكبادنا وهي تحشرهم بأعداد كبيرة داخل حافلات الترحيل الصغيرة لدرجة أن أكثر من طفل يتقاسمون مقعداً واحداً، لكن إن حدث لا قدّر الله حادث بسيط فإن هذا الازدحام سيتسبّب في كارثة ومأساة إنسانية كبيرة، وبرضو الجهات المسؤولة لا تتحرك ولا تُصدر قراراً حاسماً لمنع هذه الظاهرة في انتظار وقوع الكارثة والضربة الكبيرة! ومثل عربات المدارس المكدّسة هناك الطائرات والقطارات (الماشه ببركة رب العالمين) حيث أنه لا تحديث لها ولا استجلاب للجديد في عواصم صناعتها والله وحده يعلم كيفية صيانتها. وقريبة لي قادمة من جده أخبرتني كيف أن باب الطائرة قد انفتح وهي تتأهب للإقلاع ولولا لطف الله وعنايته لحدثت كارثة أودت بحياة عشرات السودانيين. والخبر بالتأكيد تسرّب من الرُّكاب وليس من الخطوط التي تتبع لها الطائرة لأن الأمر مرّ دون محاسبة أو عقاب، وبرضو في انتظار وقوع الكارثة والخبطة الكبيرة كالتي حدثت أمس الأول بانقلاب أحد اللّنشات السياحية على ظهر النيل ولولا ستر الله وحده وقرب الحادث من الشاطئ، لفقدنا ستة عشر روحاً بريئة تضيع بسبب التفلُّت وعدم المسؤولية وانتظار وقوع الكارثة لأنه مضحك أن يخرج علينا معتمد الخرطوم دكتور البرير ليقول إنه يصدر قراراً بوقف نشاط هذه اللّنشات، طيّب ياسيادتك أين كان هذا القرار من قبل؟ ولماذا لم يتم التأكُّد من صلاحية هذه المراكب إن كان من الولاية أو وزارة السياحة؟ ولماذا لا تتم مراجعة صيانتها وتحرير رخص عمل لها وفق درجة صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات الصحيحة؟ هل كنتم تنتظرون موت ثلاثة أشخاص حتى يدق جرس الانذار ومن ثمّ الالتفات لهذه الوسائل النهرية التي يستغلها عشرات المواطنون من وإلى توتي؟ وأحسب أن الله وحده هو من لطف بأهل توتي جميعاً قبل قيام الكوبري الجديد!! أعتقد أنه آن الأوان ألا ينتظر السادة المسؤولون في مكاتبهم حتى وقوع الكارثة إذ لابد من درء الخطر بتفعيل القوانين الصارمة وعدم التهاون في تنفيذها لأن فقدان روح بريئة بفعل التهاون أو الإهمال جُرم يستحق العقاب. وطالما أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة لحماية مواطنيها فلا عذر ولا أسف ولا تعازي لأنه كان يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه منذ البداية لولا هواية ظل يمارسها بعض المسؤولين ببراعة تؤهلهم لنيْل الميدالية الذهبية.. عفواً هي ليس السباحة ولا ركوب الخيل، هي هواية سد إذن بطينة والثانية بعجينة. { كلمة عزيزة واحدة من الظواهر التي انتشرت في الأسواق هي ظاهرة وجود (الصبية) الذين يمتهنون مهنة دفع (الدرداقة) وهي عربة صغيرة ذات ثلاث عجلات يحملون فيها السلع الاستهلاكية للمواطن حتى عربته الخاصة أو موقف المواصلات ليُمنح بعدها مبلغاً زهيداً لا يتعدى بضع جنيهات في أحسن الأحوال. وواحد من هؤلاء الصبية ساعدني في حمل أغراض تخصني فسألته عن دخله اليومي وهل هو مجزٍ؟ فانفجر الصبي ودون أن يعرف هويتي ليشكو لطوب الأرض الظلم الذي يتعرضون له والمحليات والشركات التي تمتلك هذه العربات تفرض عليهم إيجارات يومية تصل إلى عشرة أو خمسة عشر جنيهاً في اليوم كإيجار لها وبحسبة بسيطة من أين لهؤلاء الصبية الذين يعولون أسرهم وبعضهم ينفق على نفسه ودراسته، من أين لهم هذا المبلغ الكبير يومياً كإيجار ودخلهم قد لا يتعداه بجنيه واحد؟! يا ناس الرحمة حلوة!! على فكرة مالو لو قام أحد رجال المال بشراء هذه العربات ومنحها لتُملّك لهم مش حتكون حاجة مبااااالغة. { كلمة عزيزة في مذيعة قالت ما بتعرف (القرض) آآآآي والله القرض.. آها ياهلاري كلينتون!.