وتتنوع الدروس والعبر في العرس العالمي للمعاني السامية التي هي الاساس في الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.. ولعل ما حدث خلال مباراة امس الأول من حكم مباراة البرازيل وساحل العاج يؤكد بوضوح ان الخطأ وارد وبنسبة كبيرة من جانب الحكام وبطريقة قد تؤثر بصورة مباشرة على النتيجة..!! الحكام بشر وهم بالتالي معرضون للوقوع في المحظور لكن ليس على المتابعين الحق في تفسير تلك الاخطاء بطريقتهم التعصبية التي اذا نظرنا من حولنا في السودان سنجدها هي النظام السائد خاصة في دوائر الاعلاميين الذي يفترض انهم اصحاب مسؤولية تنوير عقول الناس بعيداً عن التعصب والعصبية..!! والمتابع لمباريات المونديال الحالي يجد ان معظم المنتخبات الكبيرة تراجعت وتواضعت وسقطت مابين التعادل والهزائم مثل اسبانيا والمانيا وانجلترا وايطاليا وبالمقابل ظل اصحاب السعادة البرازيليون وجيرانهم الارجنتينيون يمثلان الثبات في النتائج والانتصارات وان تراجع المستوى..!! ويمثل غياب التجديد في الصفوف كل من منتخب ايطاليا والكاميرون الاساس في التراجع والتواضع الذي ظهرا به خلال الجولتين السابقتين.. ولو كنت مكان اجهزة الاعلام في البلدين لما وجد التفاؤل سكة الى نفسي في ظل وجود كبار السن في التشكيلتين امثال سونغ وكليني والبقية الباقية..!! وسحب المنتخب الغاني البساط من تحت اقدام المنتخبات الافريقية بما فيهم منتخب البلد المنظم ونيجيريا التي تبدلت ملامحها وصار اداء لاعبيها رتيباً وليس كالذي اعتدنا عليه في سابق المشاركات في مثل هذه التجمعات العالمية.. ونفس الشيء ينطبق على ساحل العاج التي وضعها حظها العاثر امام نجوم السامبا ابطال العالم لخمس مرات..!! وهزيمة كوريا الشمالية امام البرتغال امس بسباعية وضعنا امام خيار واحد لا ثاني له يتمثل في ضرورة التعرض لنتيجة مباراة منتخبنا الوطني امام تونس التي انتهت بنتيجة كبيرة وقياسية لكنها لم تكن بعيدة عن دائرة التوقعات.. وكيف تخرج الهزيمة السداسية عن دائرة التوقعات ولاعبونا لا يزالوا يدورون في فلك المحلية..؟!! حتى الصحافة التونسية لم تعترف او تقتنع بالتجربة ووصفت منتخبنا بالضعيف جداً مشيرةً الى خطأ القرار المتعلق بالموافقة على اداء هذه المباراة التي اندرجت تحت بند التهريج ووصفت اللقاء بأنه جاء كأقل ما يمكن ان يكون او تكون الفائدة للاعبين، مؤكدة ان الاكتفاء بتقسيمة في التدريب كان بالامكان ان تعود على اللاعبين بالفائدة الاكبر..!! خسر السودان بالستة وخرجت علينا بعض صحف الامس وقضية بكري المدينة تتصدر عناوينها في تجسيد عملي يوضح حجم الوطن في داخل النفوس.. وبما ان هذا هو حال صحفنا فلا بد ان تتضاعف الهزائم وتسقط الراية بدون ان يتأثر بها احد..!! يعني بكري المدينة ده لو كان لاعب في تشكيلة المنتخب احتمال كان السودان خرج فائزاً بالنتيجة سبعة ستة.. على الاقل فإن ذلك الاستنتاج استقيناه من الاهمية المبالغ فيها التي تعاملت بها جل الصحف الرياضية مع سقوط منتخبنا امام تونس بالستة.. وايه يعني السودان ينهزم بالستة.. المريخ سقط بالسبعة.. والهلال استسلم بالخمسة في استاده.. والمنتخب ذاته سقط بالخمسة في وجود الكبار ناس هيثم مصطفى وفيصل العجب وغيرهما امام ساحل العاج..؟!! أهي فرصة شبابنا الجديد يتعود على الهزائم الكبيرة التي هي ثقافة شبع منها من نطلق عليهم نجومنا الكبار..!!